لقد قاموا بأمرٍ، جعلوا منه أحد أهم واجبات المرأة، إن لم نقل الأهمّ على الإطلاق، التبرّج وإبراز جمالها بهدف تلذّذ الرجال، حتى أصبحت هذه من الخصائص الحتميّة واللّازمة للمرأة. للأسف هذا هو حال عالمنا اليوم. ففي الوقت الذي يحضر الرجال في أكثر المجالس رسميةً- الاجتماعات السياسية وغيرها- بالبنطال الطويل والثياب المحتشمة، نجد أن لا إشكال في أن تحضر النساء بمزيد من التعري وعدم الاحتشام. فهل هذا أمرٌ عاديٌّ وطبيعيّ؟ هل يتوافق ذلك مع الطبيعة البشريّة؟ أجل لقد فعلوا ذلك. على المرأة أن تعرض نفسها أمام الرجال، لتكون وسيلة لتلذُّذه. فهل من ظلم أكبر من هذا؟ ويطلقون عليه اسم  "الحريّة" ، بينما يُطلقون على نقيض هذا التوجّه اسم  "الأسر" أو "القيد" ! في حين، أنّ احتجاب المرأة وحجابها، هو تكريم لها، احترام لها، حُرمة لها. لقد حطّموا هذه الحرمة، ويمعنون في تحطيمها يوماً بعد يوم، مُطلقين على ذلك مُسمّيات عدّة. إنّ أُولى أو ربّما إحدى أوائل النتائج السلبيّة لهذا الأمر، هو تلاشي الأسرة، فقد تهاوى بُنيانها، وعندما يتزلزل بُنيان الأسرة في مجتمعٍ ما ويتهاوى، تتأصّل المفاسد.