انطلاقاً من سياسته القائمة على دعم المقاومة الفلسطينية وإبراز مظلومية الشعب الفلسطيني، أجرى موقع Khamenei.ir  مقابلة مع السيد "أبو مجاهد" الناطق الرسمي بإسم لجان المقاومة، ألوية الناصر صلاح الدين تناول خلالها وضع قطاع غزة وأثر دعوة الإمام الخامنئي لتسليح الضفة الغربية على نفوس الشباب الفلسطيني ودعم صمودهم ...وفيمايلي النص الكامل للمقابلة:

 

  • كيف تقيمون الأوضاع بعد حرب الـ51 يوم في غزة؟

بسم الله الرحمن الرحیم، الحمدلله رب العالمین والصلاة والسلام علی سیدنا محمد وعلی آل بیته الطیبین الطاهرین وصحبه المنتجبین وعلیهم جمیعاً أفضل الصلاة وأزکی التسلیم.

الوضع في غزة حقیقةً مؤلمٌ إلی بعض الحدود، مؤلمٌ لأن کل الدول تتأمر علی هذه البقعة الصغیرة التي تبلغ من المساحة 350 کیلومتر، هذه المساحة الصغیرة أذلت دولة الکیان وأذلت ما یسمی بإسرائیل، لایراد لهذا الشعب أن یعیش أي إنسانیة کریمة، هذا الشعب الذي یرفع رایة الحق في وجه الظلم یُراد له الاستعباد ویراد له الذلة، ولکن هذا الشعب یعشق المقاومة، وبالتالي مکتوبٌ علی هذا الشعب أن یتذوق الألم في کل لحظة وفي کل ثانیة من أجل أن یستسلم ویرفع الرایة البیضاء أمام کل الدول التي خلال 51 یوماً کانت تنتظر أن تقرأ الفاتحة علی قطاع غزة وتُطوی هذه الصفحة إلی الأبد، ولکن "ویمکرون ویمکر الله والله خیر الماکرین" أولاً قدَّر الله عز وجل لهذا الشعب أن ینبت ویحیا ویقف في وجه الاستکبار المتمثل في دولة الکیان الصهيوني وقدَّر الله لهؤلاء المجاهدين من الشباب الثائر المجاهد أن یحقق إنجازاً عسکریاً منقطع النظیر بفضل الله عز وجل، ومن ثم هذا الدعم منقطع النظیر من قبل الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة والإخوة في حزب الله ومحور المقاومة بالعموم؛

خطاب الحاج قاسم سليماني الذي وجهه للشعب الفلسطيني ساهم في شحذ همم المقاومين ورفع معنوياتهم

هذا المحور لایرید لهذه المقاومة أن تنکسر فوجّه کافة أوجه الدعم علی المستوی السیاسي، علی المستوی العسكري وعلی المستوی المیداني في إدارة شؤون المعرکة، وکان لتصریح اللواء القائد الحاج قاسم سلیماني وقعٌ کبیرٌ علی المجاهدین عمل على شحذ هممهم من أجل أن یستمروا في مقارعة ومقاومة الاحتلال، کان توقیتاً موفقاً جداً في أن توجه مثل هذه التصریحات لترفع معنویات هؤلاء المقاتلین فکان الوقع علی الأعداء أکبر بکثیر مما یتخیله هذا العدو، لم یتخیل هذا العدو في لحظة من اللحظات أن هذه البقعة الصغیرة تصل صواریخها إلی مدینة تل أبیب وإلی مدینة حیفا وما بعد حیفا؛ لم یتخیلوا أن یأتي المقاوم علی مسافة الصفر، أي أن هذا المقاوم یخرج له من تحت الأرض ویکون ملاصقاً لهذا الجندي وإما أن یکون هذا الجندي أسیراً أو قتیلاً أو جریحاً علی أیدي المجاهد الفلسطیني، لم یتخیل العالم أن یصمد هذا الشعب الفلسطیني بأطفاله ونسائه وشیوخه وشبابه طوال 51 یوماً، ولکن قدَّر الله عز وجل أن یصمد ویثبت هذا الشعب المجاهد في وجه هذه القوة التي تعتبر نفسها الدولة الأقوی في العالم وجیشها الذي لا یهزم، هذا الجیش هُزم أمام إرادة الطفل الفلسطیني، والصراع بیننا وبین الاحتلال هو صراع إرادة، هذه الإرادة الفلسطینیة صمدت بفضل الله عز وجل، ومن ثم هذا الدعم منقطع النظیر من قبل الجمهوریة الإسلامیة، وکل من یدَّعي أن هذا الدعم لیس حقیقیاً، أنا أقول له بکل صدق لیس تملقاً ولیس محاباة ولیس نفاقاً ما قدمته الجمهوریة الإسلامیة من دعم للقضیة الفلسطینیة طوال هذه السنوات، نحن شاهدون علیه کمقاومون في المیدان، شاهدون علی ما قدمت إیران، ولکن هناك دول عربیة کثیرة تآمرت علی هذا الشعب ولم تذکر فلسطین برسالة واحدة ولا بکلمة واحدة، ولکن کلهم سیُحاسبون أمام الله ماذا فعلتم لفلسطین؟ وماذا فعلتم للمسجد الأقصی المبارك؟ ولغزة التي قُتل أبناؤها أمام ناظریکم ولم تنصروها حتی ببضع أحرف من الکلم؟

تصريحات الإمام الخامنئي لاقت آذاناً صاغية وشباباً مجاهدين في الضفة الغربية المحتلة.

  • ما هي أهمية تسليح الضفة الغربية في رأيك؟

أنا تحدثت عن التصریح الأول؛ هناك تصریحان مهمان لدی الشباب الفلسطیني ولدی عموم الشعب الفلسطیني، التصریح الأول هو تصریح الحاج قاسم سلیماني، أما التصریح الآخر فهو تصریح سماحة القائد السید علي الخامنئي، هذا التصریح لاقی صدی کبیراً في الضفة الغربیة المحتلة، هذا الصدی الکبیر کان نتاجه عملیات قویة للمقاومة الفلسطینیة بعد تصریحات سماحة السید القائد وبالتالي هذا خیر ردٍ علی من یقول أن الضفة الغربیة وأراضي الـ 48 والقدس المحتلة لا یوجد فیها سلاح ولا یوجد فیها عملیات. بعد أیامٍ قلیلةٍ کان هناك واقعٌ عمليٌ وعملیاتٌ میدانیة هزت کیان هذا العدو. کانت هذه خیر رسالة إلى  هذا العدو أن تصریحات سماحة السید القائد لاقت آذاناً صاغیةً ولقیت شباباً مجاهدين أصروا علی أن یستجیبوا لهذه النداءات في وجه هذا الکیان الصهیوني. نقول وبشکل مختصر بأن تعاظم قوة المقاومة في الضفة الغربیة المحتلة سیکون لها أثرٌ کبیرٌ في المدی القریب والمساس بالمسجد الأقصی المبارك لاقى آذاناً صاغية لدی الشباب المسلم في الضفة وفي القدس وفي أراضي الـ 48 الأمر الذي عمل على ولادة مثل هذه العملیات التي رفعت رؤوس الأمة العربیة والإسلامیة عالیاً.