في الخامس والعشرين من حزيران عام ١٩٨٨ ميلادي، خلال فترة رئاسة جمهورية الإمام الخامنئي، شارك سماحته بناء على طلب الدكتور السيّد عليرضا مرندي في مراسم افتتاح خطّة “ حركة سلامة الأطفال” وبعد إلقاء خطاب في تلك المراسم، افتتح سماحته فعاليّات هذه الخطّة بتقطيره قطرات شلل الأطفال في فم عدد الأطفال. يروي الدكتور مرندي ذكرياته حول هذا الحدث في إطار رواية تصويريّة  ومن ثمّ يتطرّأ لقصّة إصدار الإمام الخامنئي أمرا لقادة قوات التعبئة عام ١٩٩٤ ميلادي بتنفيذ خطة “حركة تلقيح الأطفال ضد الشّلل”. 

في حزيران من العام ١٩٨٨

طلبت من الإمام الخامنئي الذي كان حينها رئيسا للجمهورية أن يفتتح بنفسه خطة “حركة سلامة الأطفال”. كان الهدف من تنفيذ هذه الخطة التي دامت لأسبوع واحد، نمو وارتقاء ستّ شواخص في مجال سلامة الأطفال.

 

كان من المقرّر أن تكون مراسم الإفتتاح في مشفى فيروزكر في طهران. وصل الإمام الخامنئي وقدمت لسماحته تقريرا يشرح مجريات سير العمل. ألقى سماحته خطابا في هذا الشأن وبعد انتهاء الخطاب، طلبنا من سماحته أن يقطر بضع قطرات من لقاح شلل الأطفال في فم عدد من الأطفال وهكذا تمّ افتتاح “حركة سلامة الأطفال” بصورة عمليّة وبشكل رسمي. 

 

اعتناء الامام الخامنئي بالاطفال1

عام ١٩٩٣ ميلادي إذ عُيّنت وزيرا للصحّة للمرة الثانية على التّوالي، قرّرت تنفيذ خطة لاقتلاع شلل الأطفال من جذوره. 

بدأت مقدّمات العمل واستمرّت حتّى العام ١٩٩٤ ميلادي حيث تمّت التنسيقات اللازمة وتقرّر أخيرا أن ننفّذ خطة “ حركة تلقيح الأطفال ضدّ الشّلل”. تراسلت مع الإمام الخامنئي وطلبت من سماحته أن يدعو قوى التعبئة لمساعدتنا في هذه الخطة. أرسل سماحته الرسائل للمسؤولين المعنيين في قوى التعبئة وأوضح أن هذا العمل ممتاز. كما طلب منهم التعاون مع وزارة الصحّة في هذا الشأن.

 

يجدر الذكر أن مؤسسات أخرى كالبلديّات قامت بمدّ يد العون لنا أيضا لتنفيذ هذه الخطّة. كانت النتيجة أن تمّ تنفيذ هذه الخطة بمشاركة ٦٠٠ ألف تعبوي. قامت القوى التنفيذية من التعبئة ووزارة الصحّة بزيارة جميع المنازل وتلقيح كل طفل دون الخمس سنوات بلقاح شلل الأطفال. وهكذا، تم  تلقيح أكثر من ٩ ملايين طفل خلال مدّة لم تتجاوز الإثني عشر ساعة في جميع أنحاء البلاد. تمّ في هذا النشاط الذي استمر ١٢ ساعة التحضير لمقدمات اقتلاع شلل الأطفال من الجذور حيث تمّ في ما بعد القضاء على هذه الظاهرة بشكل كامل في البلاد بشكل تدريجيي. 

 

لقد تمّ هذا العمل العظيم في مجال السلامة بإشراف وأوامر وتشجيعات الإمام الخامنئي وقد تلطّف سماحته بنا كثيرا بعمله هذا. كما عبّر قائد قوات التعبئة حينها عن سعادته العارمة بتنفيذ التعبويين نشاطا غير عسكري بعد انتهاء الحرب.