بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا و نبينا أبي القاسم المصطفى محمد، و على آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين، سيّما بقية الله في الأرضين.
مرحباً بكم أيها الإخوة و الأخوات الأعزاء الذين تفضلتم بالمجئ إلى هنا من محافظات البلاد المختلفة و من طرق بعيدة، و عطّرتم حسينيتنا اليوم بأريج اسم الشهداء و ذكراهم، و بالروح الثورية. أتقدّم بالشكر لهؤلاء الإخوة الأعزاء الذين أنشدوا النشيد و تلوا القرآن تلاوة جماعية. طبعاً كانت في الجلسة همهمة و لم تصل هذه التلاوة الجميلة جداً للأخوة الأعزاء لأسماع البعض، لقد سخرتموها، لكنني استمعت لها بدقة و انتفعت منها. آيات القرآن الكريمة و كلماته، أين ما تتلا و في أي وقت تتلا و تقرأ، تبعث على الروحانية و المعنوية و البركة، خصوصاً هذه الآيات التي اختارها إخوتنا الأعزاء و قد كانت آيات من سورة الأحزاب و تشير إلى المسير النيّر المستقيم للأمة الإسلامية عند الصعاب و في مطبّات الزمن العويصة، و تنير طريق الأمة. إنها توضّح ما الطريق الذي ينبغي للأمة الإسلامية أن تسلكه إذا ابتليت في أية فترة أو برهة من الزمن بمشكلات من قبيل المشكلات التي أشارت لها هذه الآيات. «مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيه» (1). عندما يكون العهد مع الله و المعاهدة التي عقدتها القلوب المؤمنة مع الله صادقة، فسوف تتحقق كل الأمور و تتقدم إلى الأمام، و سوف تعالج كل المشكلات. طبعاً ثمة في الحياة عقبات و موانع و مشكلات، ما من أمة يمتثل الطريق أمامها مبلطاً معبداً، بل عليها أن تمهّد الطريق و تسوّيه بهمّتها و مساعيها، و تسير نحو أهدافها. الشعوب التي وصلت إلى ذروة المعنوية و المدنية و الرفاه و السعادة سارت على هذا النحو. هذه الآيات تعلمنا هذه الأمور.
طيّب، شهر ذي القعدة الذي نحن على أعتابه هو أول الأشهر الحرم. الأشهر الحرم تعني أشهر الإحترام. أي إنها الأشهر التي يعتبرها خالق العالم «مِنهآ اَربَعَةٌ حُرُم» (2). جعل الله تعالى أربعة أشهر أكثر حرمة و احتراماً من باقي الشهور، بحدود معينة من الأحكام التي تعيّن الأشياء و الأمور التي ينبغي احترامها في هذه الشهور. و على المسلمين أن يتعلموا من هذه التعليمة الإلهية. الأشهر الحرم - و هي الأشهر الإلهية المحترمة على حد تعبير العارف الكبير المرحوم الحاج ميرزا علي القاضي (رضوان الله تعالى عليه) - أشهر ينبغي على المسلمين فيها أن يزيدوا من توجّههم و تعبّدهم لله تعالى، و يعدّوا أنفسهم لخوض ساحات الحياة الحساسة المهمة. المهم اليوم بالنسبة لشعب إيران - هذا الشعب الشامخ الكبير - هو أن يسير و يتقدم في الطريق الزاخر بالمفاخر الذي اختاره، و أن تكون مسيرته هذه باقتدار و سرعة و عزة و شموخ.
جلستنا هذه اليوم جلسة لها خصوصيتها، فقد جاءت جماعات من شعبنا العزيز من مختلف أصقاع البلاد و من عدة محافظات و اجتمعوا هنا، من جنوب شرق البلاد إلى شمال غربها، و من قوميات متعددة فارسية و تركية و كردية و بلوشية، حضروا اليوم في اجتماعنا هذا. و لهذا الشيء معناه، معناه أن إيران الواحدة المتلاحمة لها هدف واحد و مسار واحد بكل أقوامها المتعددة المتنوعة. نعم، قد تكون اللغات مختلفة و المذاهب مختلفة، بيد أن الأهداف السامية لهذا الشعب واحدة. الكل يريدون أن يقدموا إيران العزيزة للعالم باعتبارها نموذجاً و قدوة للبلد الإسلامي. و نموذج البلد الإسلامي لا يعني أن الكل في هذا البلد عاكفون فقط على الصلاة و الصيام و الدعاء و التوسل إلى الله، لا، هذه حالات موجودة، و هي أمور معنوية، و لكن ثمة إلى جانب هذه المعنوية تقدم مادي و نمو علمي و تنمية عدالة، و تقليل للفواصل الطبقية، و إلغاء للقمم و النماذج الارستقراطية. هذه هي خصوصية المجتمع الإسلامي. و سيكون الناس في مثل هذا المجتمع سعداء يشعرون بالأمن و الهدوء و السكينة و يتقدموا في سيرهم نحو أهدافهم العليا، و يعبدون الله، و يكون التقدم الدنيوي أيضاً من نصيبهم. الشعب الإيراني ينشد مثل هذا المجتمع. الكل يريدون هذا الشيء، و لا فرق في هذا بين شيعة و سنة، و كرد و بلوش و فرس و ترك. الكل يطمحون إلى هذا. طيب، سيكون هذا نموذجاً و أسوة. عندما يكون نموذجاً، و عندما يتم إنتاج النموذج، عندها ستجد الشعوب المسلمة الأخرى الطريق.
هذه هي مشكلتنا اليوم. وجد الاستكبار العالمي و الاستعمار منذ قرن أو قرنين من الزمان أن مصلحته تكمن في بثّ الخلافات بين الشعوب المسلمة. وجد المصحلة في هذا، لماذا؟ لأنه سيستطيع في هذه الحالة نهب ثرواتها، و صدها عن التقدم الذي هو من حقها، و يستغلها. القوى العالمية و بفضل العلم الذي توفرت عليه و التقنية التي اكتسبتها و الأسلحة التي صنعتها، جعلت هذا هدفها، و قد نجحت للأسف إلى حدّ كبير. و لهذا السبب مددنا منذ مطلع الثورة الإسلامية و إلى اليوم يد الصداقة نحو الشعوب المسلمة و نحو الحكومات المسلمة، و دعونا إلى الاتحاد و الوحدة و الصمود بوجه مؤامرات العدو.
عندما يستطيع الشعب الإيراني أن يبلغ بنفسه المحطة التي يستطيع فيها أن يطرح نفسه على العالم كشعب مسلم بالمعنى الحقيقي للكلمة، فهذا أكبر دعوة و إعلام للإسلام، و سوف تتجه الشعوب الأخرى بنفس هذا الاتجاه، و ستتشكل الأمة الإسلامية الكبرى التي ستكون مبعث عزة للإسلام و مصدر إعلام لصالح الإسلام في كل أرجاء الأرض. سوف تتحقق في ذلك اليوم تلك المدنية الإسلامية التي نترقّبها لتستطيع التغلب على المدنية المادية الغربية المضللة الفاسدة. هنا تكمن المقدمة و البداية، المقدمة هي أن نستطيع نحن الشعب الإيراني التقدم و السير نحو أن نكون نموذجاً. الكل ينبغي أن يعقدوا الهمم، على المسؤولين أن يعقدوا هممهم و على كل أبناء الشعب أن يعقدوا الهمم أيضاً. و هذه القضية ليست قضية سنة أو سنتين، بل هي قضية طويلة الأمد و تستغرق زمناً. كما لو نظرتم للحضارة الإسلامية لوجدتم أن ذروة هذه الحضارة كانت في القرنين الرابع و الخامس للهجرة حيث تفوّقت من النواحي العلمية، و ظهر كبار العلماء و الباحثين و الفلاسفة و علماء الحقول المادية في العالم الإسلامي الذين استطاعوا التقدم بالعالم إلى الأمام، و الكثير من حالات التقدم الغربي اليوم جاءت بفضل تلك الحركة. و ستكون سرعتنا اليوم أكبر طبعاً، و سنصل إلى تلك النتيجة أسرع إن شاء الله، و لكن الأمر يستغرق وقتاً بالتالي.
لقد حققنا تقدماً جيداً طوال هذه الأعوام الـ 37 أو الـ 38 منذ بداية الثورة و إلى الآن. إذا نظر شخص بعين الإنصاف حقاً لوجد أن إيران التابعة المتأخرة المغمورة الذليلة تحت أيدي و أرجل أمريكا و بريطانيا أصبحت اليوم بحيث تصطف أمريكا و بريطانيا و الباقون من أجل الاستحواذ بشكل من الأشكال على الطاقات و القدرات التي تمتلكها الجمهورية الإسلامية في المنطقة، و هم لا يستطيعون ذلك. أي إن العزة الإسلامية و عزة النظام الإسلامي و إيران الإسلامية قد اتسعت و تطوّرت إلى درجة أن الذين كانوا ينظرون بعين الامتهان للشعوب و منها شعب إيران - كما في عهد الطاغوت - يضطرون اليوم لمواجهتها كندّ مقتدر. هذا هو التقدم العام للشعب. تقدمنا في العلوم، و تقدمنا في السياسية، و تقدمنا في مختلف الحقول التي يهتمّ بها الإسلام. و من حيث العدالة الاجتماعية اختلف الوضع عمّا كان عليه في الماضي كما بين السماء و الأرض. و بالطبع لا تزال أمامنا مسافة كبيرة عن تلك العدالة الإسلامية المنشودة. لا تزال للأسف غير قليلة في مجتمعنا اليوم مؤشرات الارستقراطية و البهرجة و بعض الانحرافات المتنوعة، و لكن حين تلاحظون الأمر بالنسبة لما كان عليه قبل الثورة - و أنتم الشباب لم تشهدوا عهد ما قبل الثورة، لكننا و أمثالنا شهدناه - ستجدون أن تقدم شعب إيران و البلد الإسلامي بالمقارنة إلى ذلك الزمن تقدم مميز جداً.
طيّب، إذا أردنا حالياً الوصول إلى تلك النقطة النموذجية، فما السبيل إلى ذلك؟ ما أبغي قوله في كلمتين هو أن السبيل يتمثل في الاعتماد على الإمكانيات و الطاقات الداخلية، و قدرات هذا الشعب نفسه. لدينا الكثير من الطاقات. لهذا الشعب الكثير من الطاقات و القدرات التي لم يُنتفع منها لحد الآن. حينما نطمح في الخطط و السياسات إلى نمو بنسبة ثمانية بالمائة، و قلنا إن البلد يجب أن يحقق على طول الخطة نمواً بنسبة ثمانية بالمائة فذلك بسبب الإمكانيات و الطاقات الكثيرة الموجودة في الداخل. كان البعض يقولون في بداية الخطة إن تحقيق نمو بنسبة ثمانية بالمائة غير ممكن في المجال الاقتصادي. ثم جاء المسؤولون أنفسهم و قالوا لنا: لا، إن ما كتبتموه هو الصحيح، و النمو بنسبة ثمانية بالمائة ممكن. و لكنه يحتاج إلى عمل طبعاً، و يحتاج إلى سياسة و استراتيجية صحيحة مبرمجة، و لن يكون ممكناً بالكسل و التقاعس و الاعتماد على الآخرين. ينبغي التقدم ببرنامج و خطة. هذا بسبب إمكانيات البلاد و طاقاتها، و هي طاقات هائلة جداً. من بين سكان بلادنا الذين هم ثمانون مليون نسمة هناك أكثر من ثلاثين بالمائة أعمارهم ما بين العشرين و الخمسة و ثلاثين عاماً، أي إنهم في عنفوان الشباب، و الشباب مظهر الحراك و النشاط، لدينا كل هؤلاء الشباب في البلاد، و ثمة بين هؤلاء الشباب ملايين المتعلمين و الخريجين و الواعين و المتخصصين و أصحاب الإبداعات. و قدراتنا من البنى التحتية التي توفرت طوال هذه الأعوام السبعة و الثلاثين قدرات كبيرة جداً. لقد أوجدنا بنى تحتية مؤثرة و مجدية في البلاد بدرجات ممتازة و في مختلف المجالات - و حين أقول أوجدنا أعني أن مسؤولي البلاد أوجدوها، و إلّا فليس لي دور - و كل شيء مهيّئ للحركة و التقدم.
طيب، لقد تحقق هذا التقدم و الحمد لله. و لكم أن تقارنوا الثورة الإسلامية بعد ثلاثين سنة مع ما كانت عليه بعض البلدان التي لا نريد ذكر أسمائها بعد ثلاثين سنة. لقد عاشوا ثلاثين سنة تحت نفوذ أمريكا، بل لقد استلموا من أمريكا حتى الأموال نقداً، أي إنهم كانوا يستلمون من أمريكا كذا مبلغ في كل سنة - مئات الملايين أو مليارات الدولارات - فما كانت النتيجة؟ عملوا إحصائيات بعد ثلاثين سنة فتبيّن أن في عاصمتهم مليوني مشرد و متسول يعيشون في المقابر. هذه هي نتيجة نفوذ أمريكا في بلد ما و هيمنتها عليه. إذن، المهم هو الاعتماد على الطاقات و الإمكانيات الداخلية.
أحياناً يخلق الأعداء موانع و عقبات في طريقنا. نعم، من العقل أن يتصرف الإنسان بتدبير و يرفع هذه العقبات، و لكن لا يمكن الوثوق بالأعداء. و من النماذج على ذلك هذه المفاوضات النووية و برجام (الاتفاق النووي) الذي يقول مسؤولو الجهاز الدبلوماسي الإيراني حالياً و نفس الذين شاركوا في هذه المفاوضات من أولها إلى آخرها، هم أنفسهم يقولون إن أمريكا نكثت عهودها، و أن أمريكا تخرّب من وراء الستار متنكرة بظاهر هادئ و لسان لين معسول يستخىمه مسؤولوها و وزير خارجيتها و الآخرون، و تحول دون تواصل البلاد الاقتصادي مع سائر بلدان العالم. هذا ما يقوله مسؤولو برجام أنفسهم. و هذا كلام كنتُ قد كرّرته طبعاً باستمرار منذ سنة أو سنة و نصف، و هو أن الأمريكيين لا يمكن الثقة بهم - و كان من الصعب على البعض قبول ذلك - لكن نفس مسؤولينا يقولون هذا في الوقت الحاضر. في الأسبوع الماضي كان للمسؤولين الإيرانيين المحترمين المفاوضين اجتماع مع أطرافهم المقابلة في أوربا، و قالوا لهم نفس هذا الكلام و لم يكن لديهم جواب. قالوا لهم إنكم نكثتم هذا العهد و أخلفتم هذا الوعد، و لم تقوموا بهذا العمل الذي كان ينبغي أن تقوموا به، و قمتم بهذا التخريب من وراء الستار، و لم يكن لديهم جواب. و قد مضت ستة أشهر على توقيع برجام و لا يوجد أي تأثير محسوس ملموس على الوضع المعيشي للناس، و الحال أن برجام كان أساساً من أجل رفع الحظر، من أجل إلغاء الحظر الظالم. أليس كذلك؟ لكنه لم يرفع، و يقولون الآن إن الأمر آيل إلى الإصلاح تدريجياً و شيئاً فشيئاً! هل كان الكلام عن الإصلاح التدريجي؟
في ذلك الحين كان المسؤولون يقولون لنا و للشعب إن المقرر في هذه المفاوضات بأنه عندما تقوم إيران بالتزاماتها ترتفع كل حالات الحظر دفعة واحدة. أي إن هذه العقبة التي وضعتها أمريكا في طريق الشعب الإيراني بظلم و خبث سترتفع، و قد مضت الآن ستة أشهر على ذلك الموعد و لم ترفع. هل ستة أشهر وقت قصير بالنسبة لبلد من ثمانين مليون نسمة؟ هل كان مقدار العمل الذي كان بوسع الحكومة الإيرانية المحترمة أن تقوم به خلال هذه الأشهر الستة قليلاً لو لا خبث الأمريكيين؟ لقد أضحى برجام هذا بالنسبة لنا نموذجاً و تجربة. قلتُ في السنة الماضية في كلمة عامة - إما كان ذلك في السنة الماضية أو قبل سنة و نصف، و لا أتذكر التاريخ بدقة - (3) بأن برجام و هذه المفاوضات النووية ستكون نموذجاً لنا لنرى ما الذي يفعله الأمريكان؟ هؤلاء الذين يتحدثون بلسان ليّن معسول، و يكتبون الرسائل بعض الأحيان، و يبدون المودّة و الاحترام و التماشي، و حين يجلسون في الاجتماعات الاستشارية و المفاوضات يتحدثون مع المسؤولين الإيرانيين بلغة لينة معسولة، طيب، لنرى ما الذي يفعلونه على الصعيد العملي. و اتضح الآن ما الذي يفعلونه على الصعيد العملي! يعطون الوعود في الظاهر، و يتحدثون بلغة معسولة طيبة، لكنهم يتآمرون في الواقع، و يخرّبون و يعرقلون تقدم الأمور. هذه هي أمريكا، و قد صارت هذه تجربة. و يقول الأمريكان الآن تعالوا لنتحاور بخصوص قضايا المنطقة! هذه التجربة تقول لنا إن هذا العمل بالنسبة لنا سمّ مهلك.
لقد علمتنا هذه التجربة إننا لا نستطيع في أي موضوع من المواضيع أن نتحاور معهم كطرف جدير بالثقة. أحياناً يتحدث الإنسان مع عدوه، و لكن العدو الملتزم بكلامه و يمكن للمرء أن يثق به و بأنه لن ينكث مواعيده و لن يخلف تعهداته لأيّ سبب من الأسباب. يمكن التحدث و الكلام مع هذا العدو، نعم، و لكن عندما يثبت أن العدو عدو مخادع و محتال، و لا يمنعه أي شيء عن نقض عهوده عملياً، فينكث العهود، ثم عندما نقول له لماذا نكثت عهدك، يعود ليبتسم و يطلق لسانه المعسول الليّن و يبرّر المسألة بشكل من الأشكال. لا يمكن الدخول مع هذا العدو في مفاوضات. و هذا هو سبب أنني أكرر دائماً منذ سنوات بأننا لا نتفاوض مع أمريكا. هذا يدل على أن مشكلاتنا في هذه القضية و في قضايا المنطقة و في مختلف القضايا و المشكلات التي لنا مع أمريكا و أمثال أمريكا، لا تعالج بالمفاوضات، و علينا أن نختار بأنفسنا طريقاً و نسير فيه، و دعوا العدو يركض وراءكم، دعوا العدو يعدو وراءكم. يقول المسؤولون السياسيون و الدبلوماسيون الإيرانيون صراحة إن الأمريكان يريدون أن يأخذوا كل شيء، و لا يعطوا أيّ شيء! إذا تراجعتم خطوة إلى الوراء سيتقدمون نحوكم خطوة.
حين نقول دائماً إننا لا نتفاوض، يقول البعض إن المفاوضات لا ضير فيها يا أخي. ضير المفاوضات هو إنها تحرفكم عن طريقكم الصحيح، و تسلبكم الامتيازات - حين تتفاوضون فمعنى ذلك أن تعطوا امتيازاً و تأخذوا امتيازاً. هذا هو معنى المفاوضات بالتالي. ليست المفاوضات الجلوس و التسامر و الكلام و الاستماع و التحدث و الضحك و المزاح. المفاوضات تعني أن أعط شيئاً و خذ شيئاً - و تأخذ منكم ما يجب أن تعطوه لكنها لا تعطيكم ما يجب أن تعطيكم، بل تتعسف و تستخدم منطق القوة. هذا هو المستكبر بالتالي، هذا هو معنى الاستكبار العالمي، معناه التعسف و منطق القوة و أن ترى نفسها أعلى من الآخرين، و لا تلتزم بكلامها و مواثيقها، و لا ترى نفسها ملزمة بشيء. هذا هو معنى الاستكبار، إنه يخلف وعوده. قال إمامنا الخميني الجليل: أمريكا الشيطان الأكبر. و الحق أن هذا التعبير تعبير استثنائي. يروي الله تعالى قول الشيطان بأنه سيقول في يوم القيامة لمن اتبعوه: «اِنَّ اللهَ وَعَدَكم وَعدَ الحَقِّ وَ وَعَدتُكم فَاَخلَفتُكم» (4). يقول الشيطان لأتباعه إن الله وعدكم وعداً صادقاً صحيحاً فلم تتبعوا وعده و لم تبقوا ملتزمين، و أنا وعدتكم وعداً كاذباً فاتبعتموني! أنا أخلفت الوعد، لقد وعدتكم و أخلفتكم. هكذا يلوم الشيطان أتباعه يوم القيامة. ثم يقول الله تعالى عن لسان الشيطان حيث يقول لأتباعه: «فَلا تَلوموني وَلوموا اَنفُسَكم». لا تلوموني و لوموا أنفسكم. هذا ما ينطبق اليوم على أمريكا بالضبط. الشيطان يقول هذا يوم القيامة، و الأمريكان يقولون هذا اليوم في الدار الدنيا، فهم يعدون و لا يعملون بل يخلفون. يأخذون الامتياز النقدي و لا يعطون الامتياز المؤجل. هذا هو وضع أمريكا. إذن، لا ينبغي الاعتماد عل الآخرين و الثقة بهم.
هذا الكلمات و الآراء التي تطلق حول قضايا البلاد الكبيرة و سياسات البلد العامة ليفكّر فيها شبابنا الأعزاء، فهي وليدة تجربة و حصيلة معرفة العدو و معرفة الوضع. هذا الكلام ليس كلاماً اعتباطياً يقوله الإنسان على عواهنه ليردّ عليه شخصٌ من الطرف الآخر، لا، ليدقق الشباب الأعزاء في هذه الأمور. لدينا الكثير من الشباب الأذكياء الموهوبين في البلاد لحسن الحظ. فليحللوا هذه الأمور و عندئذ سيتضح الطريق.
ما هو الطريق؟ الطريق هو ما قلناه: الاعتماد على المواهب الداخلية و على إمكانيات البلاد الداخلية و على هؤلاء الشباب، و على إبداعاتهم و أعمالهم و علومهم و العلوم التي يحولونها إلى تقنيات. لدينا الكثير من الطاقات. و هذا ما تدل عليه الإحصائيات - و هذه الإحصائيات تعود طبعاً لما قبل سنوات - لدينا مئات الآلآف من الوحدات الإنتاجية الصغيرة، هذا شيء مهم جداً. لقد كررتُ مراراً في كلماتي إن على المسؤولين الأعزاء في البلاد أن يهتموا في المجال الاقتصادي بالوحدات الإنتاجية الصغيرة و المتوسطة. لدينا مئات الألوف من هذه الوحدات في البلاد، فليحييوها، و ستتوفر فرص عمل و تتحقق الإبداعات.
إننا نعتمد على الاقتصاد العلمي المحور. هذه الأعمال المهمة التي بدأت لحسن الحظ منذ سنوات في البلاد، و لكن يجب تطويرها و تنميتها. إننا نعتمد على الإنتاج الداخلي. لقد شددتُ كل هذا التشديد على استهلاك المنتجات الداخلية. و الآن أيضاً أقول لكم، أقول لشعبنا العزيز توجّهوا صوب استهلاك الإنتاج الداخلي، و روّجوا للعامل الإيراني و العمل الإيراني. و للأسف ليس هذا هو الواقع الآن. المعامل الداخلية تعمل في مجالات مختلفة - في مجال الأدوات المنزلية على سبيل المثال - و تنتج بضائع جيدة توازي البضائع الخارجية، بل هي أفضل من البضائع الخارجية في بعض الأحيان، و لكن حين تقصدون إلى السوق تجدون أنه ملئ بالبضائع الأجنبية، لماذا؟ من أين يأتي كل هذا؟ لهذا السبب أشدد على الحيلولة دون استيراد البضائع ذات المماثلات الداخلية. هذا هو الطريق.
في موضوع التهريب قلتُ للمسؤولین: یا أخي، عندما تعثرون على عصابة التهریب و على البضائع المهربة التي تزن عدة آلاف من الأطنان، فأحرقوا تلك البضائع أمام أنظار الجمیع. وجّهوا ضربة للمهرّب و للبضاعة التي لها مماثل داخلي. من الواضح أنه عندما تدخل البضاعة الخارجیة - سواء من المعابر القانونیة مثل الجمارك و ما شابه، أو من المعابر غیر القانونیة و التهریبیة، و هذا ما یحصل بکثرة للأسف - فإن الإنتاج الداخلي سیموت. و إذا مات الإنتاج الداخلي فسوف یحدث هذا الوضع الموجود الیوم: شبابنا سیعطلون عن العمل، و فرص العمل عندنا ستقل، و سیسود الرکود علی البلاد، و ستصعب أوضاع حیاة الناس و معیشتهم. هذه أمور لا یمکن معالجتها عن طریق العلاقات مع أمریکا و أوربا، هذه أمور ینبغي أن نعالجها نحن بأنفسنا. إنها أعمال تقع على عاتقنا نحن. هذا هو الطریق.
للبلاد الکثیر من الإمکانیات و الطاقات الکامنة. لدینا طاقات إبداعیة کثیرة. هذا البلد ذو الثمانین ملیوناً - و طبعاً یمکن لنفوسه أن تصل إلی 150 ملیوناً، و سوف یساعد المسؤولین إن شاء الله کما کررتُ مراراً على أن لا ینقطع ازدیاد نفوس الشباب المشهود الیوم لحسن الحظ، فلا یوقفوا النسل، و لا یأخذوا سکان البلاد تدریجیاً و علی مرّ السنین نحو الشیخوخة - هذه النفوس و هذا البلد و هذه الطاقات و هذه الإمکانیات المتوزعة علی أربعة فصول فی بلادنا، یمکنها أن تتطور و تتقدم من الناحیة المادیة، و تعالج مشکلات الناس المعیشیة. هذا هو السبیل لذلك.
إنني أفكر كثيراً بقضايا معيشة الناس، و أحمل قلقاً كبيراً تجاه قضية معيشة الناس، و لكن كلما فكرتُ و كلما استشرتُ الخبراء و المتخصصين و المطلعين، أجد أنه لا يوجد سبيل غير أن نعتمد اعتماداً أساسياً على الطاقات الداخلية. أن يأتي التجار الأجانب و يذهبوا، و لا تكون هناك أية فائدة منهم - و لم تكن لحد الآن - فما الفائدة من ذلك؟ إنهم يأتون و يذهبون منذ حوالي سنة، و لم يفعلوا شيئاً. و إذا أرادوا فعل شيء فهو احتلال أسواق إيران و هذا بضررنا تماماً. ينبغي أن تكون فائدة ذهاب و أياب هذه الوفود الاستثمار من أجل تحقيق الإنتاج، و تقديم التقنيات الحديثة في المواطن التي نحتاج فيها إلى التقنيات الجديدة. هذا هو المطلوب و الذي ينبغي أن يحصل، لكنه لا يحصل، أو هو قليل. على المسؤولين المحترمين أن يراعوا هذه الأمور و يتابعوها. حين قلنا المبادرة و العمل، هم طبعاً يعملون الآن، و ينبغي أن تكون نتيجة العمل محسوسة إن شاء الله و ملموسة و يشعر بها الشعب و يلمسها. هذا هو الطريق.
و الكلام في خصوص الشؤون الثقافية و المعنوية كثير جداً بالطبع، و لا نروم الخوض و النقاش فيها، فلها موضع آخر. هذه هي حقيقة القضايا الاقتصادية و المعيشية. إذا أردنا إصلاح معيشة الناس و معالجة مشكلاتهم و الطبقات الموجودة، فينبغي الاهتمام بهذه الأعمال.
الحيلولة دون الفساد الداخلي من أهم الأمور. هذا العمل المطروح حالياً و الذي قيل، و الذي أعلن عنه المسؤولون بصراحة و الحمد لله بأنهم يحولون دون هذه المفاسد و هذا الجشع و هذا النهم و هذه الرواتب العالية - و قد تم و الحمد لله في بعض المواضع، في بعض القطاعات و المؤسسات حيث رفعوا لنا التقارير بتحقق هذا الشيء عملياً - و يجب أن يعمّ و ينتشر و يتابع و لا يترك، و ينبغي الحيلولة دون الفساد.
ينبغي الحؤول دون النزعة الارستقراطية، فالنزعة الارستقراطية بلاء على البلاد. عندما تتكون الارستقراطية في قمم المجتمع فسوف تنحدر و تسيل إلى الأسفل نحو الهيكل العام، و عندها سترون أن العائلة الفلانية التي لا تتمتع بوضع معيشي جيد، إذا أرادت تزويج ابنها أو ابنتها، أو أن تقيم احتفالاً مثلاً، ستضطر إلى العمل بطريقة ارستقراطية. هكذا سيكون الوضع إذا أصبحت الارستقراطية ثقافة. ينبغي الحيلولة دون الارستقراطية. سلوك المسؤولين و أقوالهم و التعاليم التي يطلقونها يجب أن تكون على الضد من هذه النزعة الارستقراطية. و هذا ما يوصينا به الإسلام. هذا في خصوص قضايا البلاد حيث بينتُ كلامي و هذا هو رأيي. كلامي حول الشؤون الاقتصادية، و هو ما أقوله للشعب و للمسؤولين دوماً، أن نعتمد على أنفسنا، و نشخّص طاقاتنا و قدراتنا. مشكلات البلاد مشخّصة و العلاج مشخّص أيضاً، فلنبرمج للعلاج و لنتقدم فيه إلى الأمام.
و حول قضايا المنطقة، و المنطقة بدورها منطقة تضجّ بالقضايا حالياً. هنا أيضاً حينما ينظر المرء يجد أن لأمريكا دوراً. نعم، أنْ تقدم الحكومة السعودية على مغازلة الكيان الصهيوني علناً و تكون هناك بينهما زيارات فهذا خنجر في ظهر الأمة الإسلامية. لا شك في أن هذا الفعل الذي فعله السعوديون - العلاقات العلنية مع الكيان الصهيوني - هو حقاً خنجر تعطن به الأمة الإسلامية في ظهرها، إنه خيانة كبرى، و هؤلاء مذنبون عاصون، و لكن حتى هنا لليد الأمريكية دورها. لأن الحكومة السعودية تابعة لأمريكا و مسخّرة من قبل أمريكا، و لأن أعينها مسمّرة على ما تقوله أمريكا، فقد قامت بهذه الحماقة الكبيرة. لأمريكا دورها و يدها هنا أيضاً.
أو إذا كنتم ترون اليمن تقصف منذ قرابة السنة و نصف السنة، فهل هذه مزحة؟ و هو لا تقصف مواقعه العسكرية، بل أسواقه و مستشفياته و بيوت الناس و التجمعات و الميادين و المدارس، يأتون و يقصفون هكذا عشوائياً! فهذا ليس بالشيء الصغير، بل هو جريمة كبيرة. لا يفهمون شهر رمضان، و لا يفهمون شهراً حراماً، و لا يراعون طفلاً، يقتلون كل هؤلاء الأطفال، هذه جريمة كبيرة ارتكبتها الحكومة السعودية للأسف، لكن هذا أيضاً بدعم من أمريكا و بضوء أخضر من أمريكا، و بطائرات أمريكا و بأسلحة و عتاد مستورد من أمريكا. هم الذين يوفرون كل هذه القدرات و الإمكانيات. و حتى عندما تريد منظمة الأمم المتحدة أن تقول شيئاً في هذا الصدد - بعد عمر طويل أرادوا قول كلمة حق، و أن يشجبوا - يلجمون فمها بالمال و التهديد و الضغوط، و قد اعترف هذا الأمين العام للأمم المتحدة التعيس الأسود الوجه و قال إنهم ضغطوا عليّ! طيب، إذا كانوا قد ضغطوا عليك و لا تستطيع، فتنحّ جانباً! لماذا تبقى في مكانك و تخون البشرية؟ هذه خيانة للبشرية. هنا أيضاً لأمريكا يد في القضية.
و في قضية البحرين حيث يدخل جيش أجنبي إلى داخل البحرين من أجل الضغط على شعب البحرين، هنا أيضاً جاء الضوء الأخضر من أمريكا. هذه الحكومة السعودية حكومة تدار بأيدي الأطفال، أطفال لا يفقهون حقاً، إنها بأيديهم، لكن ما يدركه الإنسان بتحليل الأمور و مشاهدتها هو أن لأمريكا حقاً يدٌ في هذه الممارسات، و هي التي تدعم.
و كذا الحال بالنسبة للجماعات التكفيرية. و يدّعون الآن أنهم شكلوا تحالفاً ضد الجماعات التكفيرية - طبعاً الآن أيضاً لا يقومون بشيء صحيح ضدهم، بل طبقاً لتقارير تصلنا فإنهم يساعدونهم في بعض المواطن - لكن صناعة هذه الجماعات يعود إلى أمريكا حيث اعترف بعض المسؤولين الأمريكيين بهذا المعنى، اعترفوا و قالوا إننا نحن الذين ساعدنا داعش ليأتوا و يخلقوا خلافات و نزاعات داخل الأمة الإسلامية، و يروّجوا للإسلام الأموي و المرواني. هذا الإسلام الوهابي و التكفيري هو نفسه الإسلام الأموي و الإسلام المرواني. إسلام يختلف عن الإسلام الحقيقي بفراسخ. لقد شوّهوا سمعة الإسلام. و قد طالتهم النار الآن هم أيضاً. من المعروف في الفارسية أن «من يزرع الريح يحصد الطوفان»، و ها هم يحصدون الطوفان شيئاً فشيئاً. لكن الذنب ذنبهم و هم الذين قاموا بهذا العمل.
و كذا الحال في القضايا و الشؤون الأخرى أيضاً. يزعم الأمريكان أنهم يريدون حل مشكلات المنطقة، لكن الواقع هو عكس ذلك، فهم الذين يخلقون المشكلات أو يشددونها، و يمنعون حلها. لو كان الأمر بيد شعوب المنطقة نفسها فسوف تعالج الشعوب المشكلات. إننا ندعو الحكومات الإسلامية مرة أخرى، هذه الحكومات العربية التي حولنا، يجب أن يعلموا إن أمريكا لا يمكن الثقة بها، فهي تنظر لهم كأدوات و أشياء، أدوات لحفظ الكيان الصهيوني و حفظ الطباع و المصالح الاستكبارية لأمريكا نفسها في المنطقة. أمريكا في الواقع ليست لها أية رغبة فيهم، إنما تنتفع من أموالهم و قدراتهم لمقاصدها و لكي تبني سوراً تحمي به الكيان الصهيوني و تحرس أهدافها الاستكبارية في المنطقة. هذا ما يفعلونه الآن.
و في قضايا المنطقة نعتقد أن الحلّ عبارة عن اتحاد الشعوب المسلمة و اتحاد الحكومات المسلمة و الصمود بوجه الأهداف الاستكبارية و أهداف أمريكا و بعض الحكومات الأوربية. بعض الحكومات الأوربية أضرّت بنفسها و هدمت سمعتها بسبب التبعية لأمريكا، و أسقطوا أنفسهم في أنظار شعوب المنطقة. بالتالي كان لبعض الحكومات الأوربية بعض الاحترام في أنظار شعبنا - الشعب الإيراني - لكنهم فضحوا أنفسهم باتباع أمريكا. ينبغي معرفة أهدافهم و التحرك لمجابهة هذه الأهداف. الشعوب قادرة، و شعبنا طبعاً صامد مقاوم.
و أقولها لكم: رغم كل هذه التفاصيل و الأوضاع فإن أمريكا تضعف في المنطقة أكثر فأكثر يوماً بعد يوم. لقد انفضحت مخططاتها و اتضح الشيء الذي تريده: تريد التدخل في البلدان المختلفة. و الأمر ليس بحيث أنها عدوة لنا نحن فقط و صديقة للآخرين، لا، لاحظتم في بلد تركيا، و نعتقد أنه لم يثبت بعد، و لكن يوجد اتهام قوي بأن الانقلاب الذي حصل في تركيا كان بتدبير و إعداد الأمريكيين. و إذا ثبت هذا فهي فضيحة كبيرة لأمريكا. كانت تركيا بلداً له علاقات جيدة مع أمريكا، و كان يقول إنه حليف إقليمي لأمريكا، لكنهم غير مستعدين للتكيف و الانسجام حتى مع تركيا، لأنه يوجد هناك نوع من الميول الإسلامية. إنهم يعارضون الإسلام، و يخالفون الميول و النزعات الإسلامية، لذلك يدبرون الانقلابات حتى هناك، و قد قمع الإنقلاب طبعاً، و هزموا و صاروا مبغوضين في أعين الشعب التركي. و كذا الحال في أماكن أخرى، في العراق، و في سورية، و في مناطق مختلفة أخرى ينحدرون نحو الضعف باستمرار و الحمد لله.
إذا أحسنا نحن الشعب الإيراني الظن بوعد الله تعالى، و هيّئنا مقدمات ذلك الوعد فسوف تعالج المشكلات. لقد قال الله: «اِن تَنصُرُوا اللهَ ينصُركم» (5)، إذا نصرتم دين الله و عزّزتم الدوافع و المحفزات الإلهية و نصرتموها فإن الله تعالى سينصركم حتماً. و الذي ينصره الله تعالى لا يستطيع أي كائن في العالم أن يضعفه و ينال منه، بل سيزداد قوة و انتصاراً يوماً بعد يوم. نتمنى أن ينصر الله تعالى شعب إيران في كل الساحات - الساحات الأمنية و الاقتصادية و العسكرية و السياسية و الثقافية و العلمية - و أن يجعلكم أيها الشعب العزيز أكثر سعادة و انتصاراً يوماً بعد يوم.
و السّلام‌ عليكم‌ و رحمة الله و بركاته.

الهوامش:
1 - سورة الأحزاب، شطر من الآية 23 .
2 - سورة التوبة، شطر من الآية 36 .
3 - كلمته في لقائه مداحي أهل البيت (ع) في ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء (ع) بتاريخ 09/04/2015 م .
4 - سورة إبراهيم، شطر من الآية 22 .
5 - سورة محمد، شطر من الآية 7 .