بسم الله الرحمن الرحيم

و الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله الطاهرين.
أبارك أسبوع الحكومة لأعضاء هيئة الحكومة المحترمين، لرئيس الجمهورية المحترم، و معاونيه، و الوزراء المحترمين و لكل أفراد السلطة التنفيذية على مستوى البلاد. الواقع أنه كما أشار السيد رئيس الجمهورية فإن أسبوع الحكومة في كل أرجاء البلاد هو لكل السلطة التنفيذية. شكر الله تعالى جهودكم جميعاً، و منّ بآثار البركة و الخير على هذه الأعمال و الجهود إن شاء الله.
نكرّم و نحيّي ذكرى شهيدينا العزيزين رجائي و باهنر الذين كانا - كما أشاروا - شخصين نموذجيين حقاً من نواح مختلفة، من حيث الإخلاص و المثابرة. طبعاً لم تتوفر لهما الفرصة لمواصلة عملهما عدة سنين، لكن صلاحهما تبيّن حتى من بداية عملهما التي لم تعقبها تتمة. نوع العمل الذي كانا يقومان به - و خصوصاً المرحوم رجائي الذي عمل لمدة أطول - يدل على أن العمل كان سيستمر على نفس الوتيرة. الإخلاص و الرغبة و النزعة الشعبية و الجهد الدؤوب و ما شابه. لعنة الله على الأيدي المنافقة المجرمة التي ضرّجت هذين العزيزين بدمائهما. للأسف، تحاول بعض السياسات الغربية اليوم تبرئة أولئك السود الوجوه و تعميدهم، و عرض المنافقين و كأنهم مظلومون، و خلق أجواء مظلومية لهم. طبعاً لن يستطيعوا ذلك. الذين قتلوا آلاف الأشخاص في داخل البلاد، من إمام الجماعة و إمام الجمعة إلى التاجر في السوق، إلى الطالب الجامعي الشاب، إلى أعضاء الحرس و اللجان، إلى العوائل الجالسة على موائد الإفطار - و آخرين و آخرين و آخرين، آلاف الأشخاص، و لا علم لي الآن بالعدد الدقيق - إلى رؤساء البلاد مثل الشهيد بهشتي و تلك الشخصيات البارزة التي استشهدت في ذلك اليوم، و إلى هذين الإنسانين الجليلين. و إذا بالأيدي السياسية الخبيثة المغرضة - سواء في خارج البلاد أو أذنابهم أو محبيهم في داخل البلاد - يريدون الآن تطهيرهم و تجميل وجههم و طرحهم على أنهم مظلومون، و في المقابل تشويه الوجه النوراني المبارك للإمام الخميني. وجه الإمام الخميني لا يقبل التشويه. و لا شك في أنهم أخفقوا و سوف يخفقون.
يجب عليّ بهذه المناسبة أن أشكر جهود الحكومة حقاً. كانت تقارير السادة اليوم تقارير جيدة جداً، سواء تقرير السيد رئيس الجمهورية أو تقرير نائبه الأول المحترم، و تقارير الوزراء و معاوني رئيس الجمهورية. كانت في هذه التقارير نقاط إيجابية و حسنة كثيرة، و من الجيد أن تنشر هذه المعلومات بالمعنى الكامل للكلمة و تصل إلى أسماع الناس. كما أشاروا فإن الشعب هو سندنا و رصيدنا الأصلي. ثقة الشعب و أمله هو عون كل الحكومات. إننا نحتاج إلى هذا و يجب أن يتم هذا العمل [نشر التقارير] في وسيلة الإعلام الوطنية الإذاعة و التلفزيون، و ينبغي أن يذكرها الآخرون ليسمعها الناس. إنني أقدر جهود السادة.
إدارة البلاد عمل صعب. أن تكون هناك أعمال إيجابية فهذا لا يعني أنه لا توجد نواقص و مشكلات و نقاط ضعف عملية في القطاعات المختلفة. بلى، توجد نقاط ضعف، لكن إدارة البلد ليس بالعملية السهلة. أتذكر أن البعض كانوا يأتون عند الإمام الخميني و يشتكون من النواقص في قطاعات مختلفة و ما شاكل. و كان الإمام الخميني يقول عبارة واحدة هي إن إدارة البلاد عملية صعبة. كان يكتفي بقول هذه الجملة الواحدة. و هذا هو الواقع. لقد كنتُ رئيساً للجمهورية و أعلم، و الآن أيضاً أنا على علم بالأمور و الأعمال في فترات الحكومات المختلفة، العملية صعبة حقاً. هذا التنوع وهذا التوسع و هذه التوقعات التي في محلها و في بعض الأحيان قد تكون في غير محلها في كل أرجاء البلاد، و الخراب و الأمور الباقية المتراكمة عن عهد الطاغوت على طول الزمن، هذه طبعاً تزيد صعوبة العمل. هناك نقاط ضعف - و سوف أشير إلى ما يبدو لي أنه عمل ينبغي المبادرة إليه، و سوف أطرح نقاطاً ضمن عدة عناوين - لكن الأعمال التي تجري أعمال مهمة.
و الأيام تمضي بسرعة. لقاؤنا هذه السنة هو لقاؤنا الرابع معكم على ما يبدو. و قد كان لقاؤنا الأول كما لو أنه أقيم بالأمس. هكذا هو انقضاء الأيام، و هكذا هو انقضاء العمر، إنه ينقضي بسرعة، و ينبغي الاستفادة من هذه الساعات و من هذه الأيام إلى أقصى حدّ. قلتُ هذه النقطة في السنة الأولى من عمر كل الحكومات - و منها حكومة سماحة السيد روحاني - و هي أنكم بمجرد أن تطرف أعينكم حتى تنتهي هذه المدة، لكن أربعة أعوام في الوقت نفسه ليست بالفترة القصيرة. افترضوا مثلاً أن لدينا في التاريخ شخص اسمه أمير كبير بتلك الشخصية المتألقة و الذي تولى السلطة قرابة ثلاثة أعوام. إذن، السنوات الثلاث و ما شابه تعتبر زمناً بحد ذاتها، و أربع سنوات ليست بالزمن القليل. و هذه السنة المتبقة على نفس الشاكلة. هذه السنة المتبقية من عمر هذه الحكومة هي سنة واحدة و يمكن العمل و التفكير لكل يوم من أيامها. الذي أرجوه هو الاستفادة من هذه الفرص، و أن يعمل السادة حتى اليوم الأخير من الحكومة، و لا تفكّروا بأن هذه الحكومة تنتهي، و هل سأكون غداً مسؤولاً في هذا الموقع أم لا، لا تفكروا بهذه الطريقة أبداً، إنما ينبغي العمل و السعي و الجد إلى اللحظة الأخيرة و إلى الساعة الأخيرة و حتى اليوم الأخير.
و لا تخوضوا في الأمور الجانبية الهامشية، فالشهور التي أمامنا شهور تسكنها تدريجياً تحديات انتخابية، و تتصاعد فيها الدعايات الانتخابية و الكلام الانتخابي و الشؤون السياسية. المخالفون يقولون شيئاً، و الموافقون يقولون شيئاً، ينبغي أن لا تشغلكم هذه الأمور، و لا تهتموا لهذه المسائل أبداً، بل أنجزوا أعمالكم. خير دعاية و إعلام للحكومة التي تتولى زمام الأمور هو عملها. إذا قلتم في الإعلام ألف كلمة و قدمتم عملاً صالحاً واحداً فإن هذا العمل الصالح يؤثر في الناس أكثر من آلاف الكلمات. إذا شاهد الناس العمل و شعروا به و لمسوه فهذا خير إعلام للحكومة، فلا تفكروا بأن تنشغلوا بالهوامش من الأمور.
طيب، نفس أسبوع الحكومة هذا فرصة مغتنمة، سواء للنخبة الذين هم خارج الحكومة أو للأشخاص الذين هم داخل الحكومة، من أجل أن يقيّموا عملهم و يزنوه «بَلِ الاِنسانُ عَلى نَفسِهِ بَصيرَة» (2). كل رؤساء الأجهزة و المؤسسات يستطيعون أفضل من غيرهم تقييم أعمالهم. أحيناً ندّعي شيئاً حول ما قمنا به على مستوى الكلام و البيان - فهو بيان على كل حال - لكننا نراجع فنجد أننا نحن أنفسنا غير مقتنعين به تمام الاقتناع. أي إن هذه التقييم مهم جداً برأيي. و كذا الحال بالنسبة للنخبة في الخارج، النخبة خارج الحكومة أيضاً ينظرون لأعمال الحكومة، و لا ضرر و لا إشكال في توجيه النقود، و لكن يجب أن يكون النقد منصفاً. النقد بمعنى الإشارة إلى مواطن الإشكال و طرح الحلول لتلك المواطن و حل العقد. هذا هو النقد الصحيح الذي لو كان فإنه حسن جداً برأيي. .....................

الهوامش:
1 - في بداية هذا اللقاء الذي أقيم بمناسبة أسبوع الحكومة تحدث حجة الإسلام و المسلمين الشيخ حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، و السادة إسحاق جهانگيري النائب الأول لرئيس الجمهوري، و سورنا ستاري المعاون العلمي و التقني لرئيس الجمهورية، و بيجن نامدار زنگنه وزير النفط، و على ربيعي وزير التعاون و العمل و الرفاه الاجتماعي، و عباس آخوندي وزير الطرق و البناء، و محمد باقر نوبخت معاون رئيس الجمهورية و رئيس منظمة التخطيط و الميزانية، رافعين تقارير عملهم.
2 - سورة القيامة، الآية 14 .