تلك الشخصية المظلومة الصامتة والسلبية التي قاموا بتصنيعها للإمام السجاد هي بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع؛ الشخصية الحقيقية للإمام السجاد عليه الصلاة والسلام هي شخصية البطل المقاوم الذي أبى التعب وأبى الصلح، والذي كان عالماً بكافة الطرق ويختارها بمنتهى الحكمة والدقة، كان يجتاز هذه الطرق باتجاه تحقيق الأهداف. لم يكن يتعب بل هو من أتعب الأعداء؛ فكانت النتيجة هزيمة العدو الواهن (السلطات الأموية)، وعندما عجز هذا العدو عن القيام بأي خطوة أخرى، تشبّث بدسّ السمّ للإمام السجّاد، ودسّ السمّ له وانتقل هذا الإمام العظيم والعزيز الذي يشعّ نورا من رأسه حتى أخمص قدميه بعد عمر مليء بالبركة وعامر بالكفاح والمساعي المقدّسة إلى جوار الله تعالى وحلّق نحو العالم القدسي والرضوان الإلهي. هذه هي خلاصة حياة الإمام السجّاد. 


خطبة الإمام الخامنئي في صلاة الجمعة في 26 أيلول / سبتمبر 1986