استقبل سماحة قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي مساء يوم السبت 22/10/2016م السيد نيكولاس مادورو رئيس جمهورية فنزويلا، وأشار سماحته خلال اللقاء إلى فشل مخططات أمريكا وسياساتها في منطقة غرب آسيا، واعتبر قضية خفض أسعار النفط وسيلة للضغط على البلدان المستقلة عن أمريكا، مؤكداً: أن الصمود والمقاومة العقلائية المصحوبة بالتدبير مقابل الضغوط، سوف تؤدي يقيناً إلى بلوغ النصر.

و أشار الإمام الخامنئي إلى استغلال سلاح النفط لفرض المشاكل الراهنة على البلدان المستقلة بقوله: خلال الحقبة الماضية عندما منعت بعض البلدان العربية نفطها لمواجهة الكيان الصهيوني، أثار الغربيون ضجة بذريعة الاستغلال السياسي للنفط، لكن نفس هذه البلدان اليوم للأسف وبمعية بعض أعضاء منظمة أوبك وبعض بلدان منطقتنا والتي تتضرر هي أيضاً إثر اتباع هذه السياسات، تستخدم النفط كسلاح متناغمة تماماً مع السياسات الأمريكية.

و أضاف قائد الثورة الإسلامية: يمكن بانتهاج سياسات عقلانية ورفع مستوى التعاون التغلب على هذه المؤامرات والخصومات.

و أشار سماحته إلى إخفاق أمريكا في تنفيذ سياساتها في منطقة غرب آسيا على الرغم من إنفاقها تكاليف باهظة من جيبها وجيوب بعض بلدان المنطقة، موضحاً: يتصور البعض أن هزيمة أمريكا أمرٌ مستحيل، لكن هذا التصور خطأ كبير، وأخطاء الأمريكيين المتكررة خلال الخمسة عشر عاماً الماضية في المنطقة جعلتهم متورطين وحائرين بشدة.

و اعتبر سماحته تأثير فنزويلا على الحراكات المناهضة للاستكبار في منطقة أمريكا اللاتينية دليلاً على قدرات هذا البلد العالية، وشدد على ضرورة الاستفادة من فرصة رئاسة هذا البلد لحركة عدم الانحياز مردفاً: لا يرغب الغربيون في زيادة تحركات حركة عدم الانحياز، لكن البلدان المستقلة يجب أن تتحرك في الاتجاه المعاكس لإرادتهم، وفي هذه الحالة سيكون المستقبل أفضل من الماضي يقيناً.

كما أكد الإمام الخامنئي على القرار الجاد لحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في رفع مستوى التعاون مع فنزويلا، ونوّه سماحته إلى الدور الهام لمسؤولي ووزراء البلدين في متابعة وتطبيق الاتفاقيات الثنائية بشكل دقيق.

في هذا اللقاء الذي حضره أيضاً السيد جهانگيري النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية أعرب السيد نيكولاس مادورو رئيس جمهورية فنزويلا عن ارتياحه لزيارته إيران مجدداً ولقائه بقائد الثورة الإسلامية قائلاً: كان رئيس جمهورية فنزويلا الراحل هوغو تشافيز قد عرف إيران ومكانتها بشكل جيد، وكان يذكر إيران دوماً باعتبارها بلداً مقتدراً.

و أشاد مادورو بالمقاومة المقتدرة لشعب إيران حيال عداء أمريكا مضيفاً: الشعب الإيراني يعيش في منتهى الاستقرار والأمن في حين تعاني الكثير من بلدان المنطقة المحيطة بإيران من حروب وتفرقة وضعف للأسف.

و أشار رئيس جمهورية فنزويلا إلى الانخفاض الشديد في أسعار النفط خلال العامين المنصرمين قائلاً: مارست الإمبريالية الأمريكية الكثير من التدخلات والعداوات ضد فنزويلا، لكن شعبنا قاوم إزاء هذه الحرب الاقتصادية ونحن الآن نخرج تدريجياً من الأزمة الاقتصادية.

و تابع نيكولاس مادورو حديثه في هذا اللقاء بالإشارة إلى التنافس الانتخابي في أمريكا موضحاً: في حال فوز أي من المرشحين الأصليين في الانتخابات الأمريكية فإن النتيجة ستكون تشكل حكومة آيلة إلى الانحطاط في أمريكا وهي تمثل خطراً كبيراً على مستقبل العالم.

كما اعتبر رئيس جمهورية فنزويلا مفاوضاته مع مسؤولي الجمهورية الإسلامية ناجحة، وأضاف قائلاً: يجب أن نبذل قصارى جهودنا لتثمير الاتفاقيات وتفعيلها.