فخلال لقائه بجمع كبير من الطلبة المتفوقين في الجمهورية الإسلامية، أشار الإمام الخامنئي إلى ما شهدته المناظرات الانتخابية بين مرشحي الحزبين الجمهوري والديموقراطي من سجال واتهامات وحتى فضائح حيث يقول سماحته: "لاحظوا الوضع في انتخابات رئاسة الجمهورية في أمريكا، وقد وصلوا إلى شخصين. لاحظوا مناظراتهما ماذا يفعلان أحدهما بالآخر، وماذا يقول أحدهما للآخر! سيكون أحدهما رئيساً للجمهورية، أين؟ في بلد كبير ذي عدد كبير من السكان وثري وفي قمة العلوم البشرية. أحد هذين الشخصين الموجودين الآن سيكون رئيس جمهورية هذا البلد، وسيكون تحت تصرفه وفي قبضته أكبر عدد من الأسلحة النووية وأضخم الثروات في العالم وأقوى وسائل الإعلام. رئيس ذلك البلد سيكون أحد هذين الشخصين الذين ترون ما هما ومن هما. هذا بسبب غياب المعنوية والإيمان.(1)

الإمام الخامنئي في كلمته هذه يُظهر بشكل واضح عدم تفاؤله بنتائج هذه الانتخابات؛ في ظل ما يعاني منه كلا المرشحين من وضع أخلاقي سيء وفقدان كل مظاهر الإيمان والمعنوية، بل يرى قائد الثورة الإسلامية في فوز أحد هذين المرشحين مصيبة لأمريكا وللعالم أجمع؛ حيث سيتحكم شخص بهذا المستوى الأخلاقي الضحل في مقدرات بلد كبير وذي طاقات بشرية ومادية وعسكرية هائلة، الأمر الذي سينعكس سلباً على كل العالم.

وفي اللقاء الذي جمع سماحته بالآلاف من الطلبة في الجامعات والمدارس الإيرانية، تناول الإمام الخامنئي مرة ثانية الانتخابات الأمريكية؛ حيث أشار سماحته إلى افتقاد النظام الأمريكي القيم الإنسانية بقوله: "باعتراف الأمريكان أنفسهم فإن الحكومة الأمريكية والنظام الأمريكي اليوم بعيد عن القيم الإنسانية بفراسخ طويلة. هل رأيتم المناظرات بين مرشحَي رئاسة الجمهورية في أمريكا؟ هل شاهدتم الحقائق التي يذكرونها؟ هل سمعتم بها؟ لقد فضحوا بذلك أمريكا. لقد قالوا بأنفسهم عدة أضعاف الأشياء التي كنا نقولها ولم يكن البعض يصدقونها، ولم يكونوا يريدون تصديقها. واللافت هو أن الذي تحدث بصراحة أكبر حظي بإقبال الناس أكثر. لأن ذلك الرجل تحدث بوضوح أكبر وصراحة أكبر فقد تنبّه له الناس في أمريكا أكثر. وقال عنه الطرف المقابل بأنه يتصرف بطريقة شعبوية عامية، لماذا عامية؟ لأن الناس حينما كانوا يسمعون كلامه يرونه صحيحاً، وكانوا يرون ذلك في واقعيات حياتهم."(2)

ويشير السيد الخامنئي في تتمة كلمته إلى ما تعاني منه الولايات المتحدة من مشاكل أخلاقية وإنسانية ويخص بالذكر التمييز العنصري الذي ما زالت هذه البلاد تعيشه، فمشكلة الأسود والأبيض لم يتخلص منها المجتمع الأمريكي والقيادة الأمريكية بعد، ولا تزال هذه القيادة أسيرة تفكيرها العنصري الجشع، يقول الإمام الخامنئي: "القيم الإنسانية محطمة ومسحوقة في ذلك البلد، وهناك تمييز عنصري. قبل أيام من الآن وقف ذلك الرجل في دعاياته الإنتخابية وقال إنكم إذا كنتم ملوّنين وزنوجاً وهنوداً حمراً فعندما تمشون في شوارع نيويورك وشيكاغو وواشنطن وكاليفورنيا وغيرها لا يمكنكم الوثوق بأن تبقوا أحياء بعد عدة دقائق. لاحظوا! هذا كلام يقوله شخص يتوقع أن يجلس بعد أيام في البيت الأبيض ويدير أمريكا. هذا هو معنى التمييز العنصري في أمريكا." ويتابع الإمام الخامنئي كلامه بقوله: "و قد تحدث (المرشح الجمهوري دونالد ترامب) عن فقر الأمريكيين، فقال إن 44 مليون شخص في أمريكا يعانون الجوع. وقد قال هو وقال آخرون إن أقل من واحد بالمائة من الشعب في أمريكا يملك تسعين بالمائة من ثروة هذا البلد. لقد سُحقت القيم الإنسانية هناك؛ التمييز،الاختلاف، العنصرية وسحْق حقوق الإنسان."(2)

من خلال ما تقدم يظهر جلياً أن العالم لن يكون أفضل على الإطلاق في ظل تحكم هذه العقلية المادية اللاأخلاقية بالنظام الحاكم في أمريكا. وسواء أفاز المرشح الجمهوري ترامب أم المرشحة الديموقراطية كلينتون فإن العالم سوف يشهد مزيداً من الظلم والانحطاط الأخلاقي والإنساني؛ حيث سيبتلى العالم برئيس دولة تدعي رعايتها للقانون الدولي وحقوق الإنسان، هو نفسه الأبعد عن هذا القانون وعن هذه الحقوق.

 

  1. كلمة الإمام الخامنئي خلال لقائه جمعاً كبيراً من الطلبة النخبة والمتفوقين علمياً 19/10/2016
  2. كلمة الإمام الخامنئي خلال لقائه الآلاف من طلاب المدارس والجامعات 2/11/2016