وأضاف سماحته: اليوم تركز القوى الاستكبارية في مواجهتها الجمهورية الإسلامية على اجثاث القوى المادية والمعنوية والعزيمة والإرادة اللاتي يتمتع بهم الشعب الإيراني وفي المقابل ينبغي حفظ وتقوية هذه القوى يوماً بعد آخر.

وخلال روايته لحديثٍ للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) اعتبر قائد الثورة الإسلامية القوة عاملاً مهماً للحصول على الخير والسعادة للمجتمعات البشرية بقوله: تعتبر القوى الإستكبارية مثل أمريكا، سعادة المجتمع وما يسمونه "القيم الأمريكية"، تكمن في جمع الثروة والتسلط على العالم. لكن الإسلام يرى سعادة البشر في الوصول إلى الكمال الإنساني وسريان الفكر والعمل القرآني في كل أنحاء المجتمع.

ورأى السيد الخامنئي في الوجود العسكري النابع من الإسلام والذي له قوته ونفوذه في قضايا المنطقة المختلفة سبباً في زيادة عداء وحقد القوى العالمية حيث قال سماحته: يعارض النظام السلطوي كل فكر وحركة تناضل ضد الظلم والتفرقة في العالم ولهذا نراه يعارض بكل ما أوتي من قوة حركة استطاعت تحريك شعب كبير (كالشعب الإيراني).

كما اعتبر قائد الثورة الإسلامية سبب كل المؤامرات والعداء للجمهورية الإسلامية هو تبلور رفض النظام السلطوي في إيران هذا الرفض المصحوب "بالموارد الطبيعة والإنسانية والاقتصادية الكبيرة، الكلام والمنطق والمنبر السياسي، السلاح والقوة العسكرية اللائقة" وأضاف قائلاً: "في مواجهة هذه العداوات ينبغي على الجمهورية الإسلامية أن تزيد من قوتها وإن سبب تأكيدي المكرر على زيادة القوة الداخلية ومتانة البناء الداخلي هو هذا الأمر."

كما شدد الإمام الخامنئي خلال كلمته على ضرورة التسلح بجميع أنواع القوى ومن ضمنها القوة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والتعبوية وقال سماحته: نزول ملايين الناس إلى الشارع في الحادي عشر من شباط (ذكرى انتصار الثورة الإسلامية) بعد مضي حوالي 40 عاماً على انتصار الثورة الإسلامية، دليلٌ على قدرة النظام الإسلامي على التعبئة الشعبية والذي هو أمرٌ فريدٌ من نوعه على امتداد العالم.

ورأى الإمام الخامنئي في حادثة الثلاثين من كانون الأول واحدةً من عناصر قوة النظام الإسلامي ووصف سماحته هذه الحادثة بقوله: لم يقف شخص معين وراء تلك الحادثة الفريدة، ووحدها القوة الفكرية والتي تعتبر أحد أهم أسس النظام الإسلامي استطاعت إنزال الناس إلى الشوارع في حادثة فريدة من نوعها.

وأثناء إشارته إلى خدع وحيل الأعداء الذين يسعون للقضاء على عوامل قوة النظام الإسلامي شبَّه الإمام الخامنئي العدو بالسارق الذي يريد سرقة بيت ما ولكنه يحاول إظهار السلاح الذي يمتلكه صاحب البيت لكي يدافع به عن نفسه، سبباً لعدائه لصاحب البيت ويتظاهر أن النزاع سوف ينتهي بمجرد أن يسلِّم صاحب البيت سلاحه، ولهذا يسعى عبر الاحتيال مستغلاً جميع الأساليب بما فيها الكلام، المزاح، الابتسام والتهديد لكي يجبر صاحب البيت على تسليم سلاحه من أجل أن يستطيع هو دخول البيت.

واعتبر الإمام الخامنئي السعادة والشقاء تظهران في كيفية استعمال القوة وخصوصاً القوة الناجمة عن السلاح النووي، حيث قال سماحته: منع الأسلحة النووية له مبان فقهية وعقلانية مهمة جداً، لكن السعي للحصول على أنواع القوة الأخرى هو أمرٌ متاحٌ للحكومة والشعب.