وفي الكلمة التي ألقاها خلال اللقاء، رأى الإمام الخامنئي في المواضيع التي طرحها النخب العلمية في كلماتهم التي سبقت كلمة سماحته، مواضيعاً صحيحة، دقيقة ومطابقة للمُثل وأضاف قائلاً: النخب العلمية أشبه ما تكون بالبيوت البلاستيكية التي تحتضن الأزهار اليافعة والتي سرعان ما ستنتشر في كل أنحاء البلاد، لتملأ مستقبل البلاد بعطر العلم والخبرة والقدرة والتدين والثورية.

وضمن إشارته إلى شيوع خطاب الإنتاج العلمي في البلاد وظهور نتائجه العملية قال سماحته: في أي حال من الأحوال يجب أن لا تتوقف أو تتباطئ الحركة العلمية في البلاد إنما يجب أن تتسارع.

واعتبر السيد الخامنئي ميداليات النخب العلمية أشياء ذات قيمة عالية جداً ورمزٌ للقدرات الداخلية والهوية السامية التي يتمتع بها هؤلاء الشباب وأضاف سماحته: قيمة هذه الميداليات المعنوية أكبر بكثير من قيمتها المادية ولهذا السبب فإنني وبكل فخر ورغبة أقبل هدية هؤلاء الشباب النخبة ولكنني سوف أعيدها لهم لاحقاً.
ورأى الإمام الخامنئي موضوع الالتزام الديني والثوري إلى جانب الجهد العلمي أمراً يحوز على جانب كبير من الأهمية وأكد سماحته على أنه ليس بمقدور التقدم العلمي وحيداً أن يصل بشعب وبلد ما إلى السعادة، إنما اقتران هذه الحركة العلمية بالمثل المعنوية والثورية العليا كفيلٌ بأن يصل بالبلاد إلى الخير والرفاهية المطلوبة وتحول هذه البلاد إلى نموذج للمنطقة والعالم.

وفي إطار تشريحه لعلة وجود الشرخ والنقص والضعف الحالي في الحضارة الغربية على الرغم من التقدم المادي الكبير الذي وصلت له، اعتبر قائد الثورة الإسلامية افتقار هذه الحضارة للأمور المعنوية والقيم الإلهية هو السبب الأصلي لهذا الشرخ حيث قال سماحته: الإنحرافات الفكرية والعملية والأخلاقية المختلفة، إنهيار بناء الأسرة، العنف المتزايد، الفساد الأخلاقي وعمليات الإنتحار التي يعاني منها العالم الغربي وخصوصاً أمريكا جميعها أمور ناجمة عن هذا الأمر، حتى أن بعض المفكرين والعلماء الأمريكيين قد اعترفوا بشكل صريح بهذه الأمراض والمشاكل والافتقار إلى الأخلاق.

وفي إشارة منه للعنف المتزايد في المجتمع الأمريكي قال السيد الخامنئي: تحولت جرائم القتل وانتشار الأسلحة في أمريكا إلى مشكلة جدية، والتي يكمن علاجها في توقف استخدام الناس للأسلحة لكن السلطة المافياوية التي تتمتع بها الشركات المصنعة للأسلحة في أمريكا تحول دون أن تمنع سلطات البلاد الحاكمة استخدام الأسلحة في البلاد.

واعتبر السيد الخامنئي الاهتمام الجدي بالمُثل الدينية والإلهية والالتزام الثوري أمراً ضرورياً لتقدم البلاد بشكل واقعي وأكد سماحته: يجب أن ينال هذا الموضوع اهتماماً خاصاً في جميع المجالات لا سيما الاقتصادية، السياسية، العمل العلمي، إدارة البلاد واختيار المديريين.

كما عدَّ الإمام الخامنئي "الثبات والصمود في طريق الدين والثورة" العامل المهم الثالث لتقدم البلاد بقوله: القيام بالأعمال العظيمة كانتصار الثورة الإسلامية أو النجاح في حرب الدفاع المقدس طيلة ثمانية أعوام وكذلك مواجهة الضغوط التي تعرض لها النظام الإسلامي كل ذلك يرجع إلى وجود أناس يمتلكون أقداماً راسخة وثابتة والذين لم يصابوا بالإنحراف والتردد خلال سلوكهم طريق الدين والثورة.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية التواجد الجهادي في المجالات المختلفة خصوصاً المجالات المؤثرة على مستقبل البلاد عاملاً آخراً من عوامل النجاح والتقدم وأضاف سماحته: العمل الجهادي يعني عدم التعب في مواجهة الصعوبات والحواجز، والإيمان بالمسير والحركة على أساس الفكر والمنطق.

وفي جزء آخر من كلمته أكد الإمام الخامنئي على وجوب توفير الفرص والتسهيلات للطالبات والباحثات لكي يتمكَّن من متابعة أعمالهن العلمية، إلى جانب واجباتهن الزوجية والأسرية وألا يُضطررن للتخلي عن مسيرهن العلمي.
وفي إشارة منه لكلام أحد الطلبة حول الاقتصاد المقاوم قال السيد الخامنئي: الاقتصاد المقاوم هو فكرة مُجرَّبة في العالم وهو ليس بالأمر الخاص بنا وحدنا. واعتبر سماحته علة تقدم أمريكا العلمي والصناعي خلال المئة والخمسين عاماً الماضية هي تبني الاقتصاد المقاوم إلا أنَّ الأمريكيين وظفوا هذه الفكرة في الاتجاه المادي ولتحصيل المال، لكن نفس هذه الفكرة المقبولة على مستوى العالم يمكن توظيفها في اتجاه أسمى وأرقى.

ووصف قائد الثورة الإسلامية إمكانيات وطاقات البلاد الطبيعية بالمتنوعة والكبيرة والغير معروفة وأضاف سماحته: وجود هذه الإمكانيات هو فرصة كبيرة أمام الجيل الشاب والذي يمكنه من خلال استغلال هذه الإمكانيات الوصول بالبلاد إلى التقدم المعنوي والمادي في آن واحد.