مالكوم إكس أو مالكوم ليتل أو الحاج مالكوم الشباز داعية إسلامي وناشط حقوقي. رجل عاش حياته محارباً العنصرية والكراهية ووجد في الإسلام ضالته التي كان يبحث عنها. ولد مالكوم إكس في التاسع عشر من شهر أيار عام 1925 في مدينة أوماها في ولاية نبراسكا إحدى ولايات الولايات المتحدة الأمريكية. ترافقت ولادة مالكوم مع فترة عاشت خلالها الولايات المتحدة أبشع أنواع العنصرية العرقية والتمييز المقيت الذي مورس ضد أصحاب البشرة السوداء. عاش مالكوم فترة طفولة قاسية حيث قتل والده وهو طفل على أيدي مجموعة من البيض العنصريين، فيما وُضعت والدته في مشفى للأمراض العقلية نتيجة الصدمات النفسية الكبيرة التي تعرضت لها عقب مقتل والده، فتفتحت عينا مالكوم على قسوة اليتم والفقر والتمييز العنصري الذي رافقه طيلة أيام عمره.

كثيرةُ هي تفاصيل حياة الحاج مالكوم إكس ولكن يمكن الإيجاز في أن الرجل وبعد ما عاناه من مرارة التمييز العنصري والظلم الذي تعرض له جراء بشرته السوداء، اهتدى أخيراً إلى دين الإسلام ووجد فيه المخلص الذي لا يرى فضلاً لإنسان على آخر إلا بالتقوى، فذاب في الإسلام وبدأ بالمطالعة وسافر إلى السعودية وإيران وسوريا ومصر بهدف كسب المزيد من الإطلاع على العلوم الإسلامية.

رويداً رويداً تحول مالكوم إكس إلى داعية إسلامي شهير وخطيب مميز عُرف ببلاغة خطابه وتأثيره الكبير؛ انفصل عن جماعة أمة الإسلام التي كان قد انتمى إليها سابقاً؛ لما رأى فيها من انحراف وتشويه لصورة الإسلام الحقيقية واختار أن يكون له حركته الخاصة به التي دعا من خلالها إلى العدالة والمساواة ونبذ العنصرية والكراهية والتكبر وتحول من خلالها إلى قائد لحركة المسلمين السود في الولايات المتحدة وواحداً من أبرز الشخصيات الإسلامية في تاريخها.

كتب القدر لمالكوم إكس أن تختم حياته القصيرة التي لم تتجاوز الـ39 سنة بالشهادة ففي تاريخ 21 شباط عام 1965م وخلال كلمة كان يلقيها، قامت مجموعة من العنصريين مؤلفة من ثلاثة أشخاص باغتيال الحاج مالكوم إكس مخلفين في جسده ست عشرة رصاصة تعكس مدى الحقد والبغض الذي أكنه هؤلاء للحاج مالكوم ولما كان يدعو إليه.

واليوم وعندما يستذكر قائد الثورة الإسلامية ذكرى استشهاد هذا المناضل في مؤتمر عُقد لأجل أكثر القضايا الإنسانية مظلومية وهي قضية فلسطين، فإنه يوجه دعوة للإنسانية جمعاء للصحوة ومحاربة الظلم والعنصرية المتمثلة بالنظام الأمريكي وربيبته المدللة "إسرائيل" وهو الذي كان قال في كلمة سابقة له وصف خلالها ما مارسه النظام الأمريكي من جرائم في حق شعوب أمريكا الأصلية: "ألم تكن هذه الدولة (الدولة الأمريكية) هي من قامت بالإبادة الجماعية لسكان أمريكا الأصليين؟ ألم تقم أمريكا بإبادة الهنود الحمر؟ ألم تكن هذه الدولة والأشخاص المؤثرين فيها هي من قامت (باختطاف) ملايين الأفارقة من بيوتهم واستعبادهم وخطفت أبناءهم وبناتهم الصغار لاستعبادهم ولسنوات مديدة تعاملوا معهم بمنتهى القسوة (والوحشية)...هذه هي حقائق أمريكا؛ هذه هي الدولة الأمريكية؛ وهذه هي العلامة البارزة والمميزة التي أظهرها النظام الأمريكي للعالم، هذه هي؛ ليست حرية الإنسان وليست مساواة البشر. أيّ مساواة؟ أنتم لا زلتم لا تساوون بين الأبيض والأسود. واليوم أيضاً فإنّ كون انتماء أحدهم إلى عرق الهنود الحُمر يُعدُّ نقطة ضعف أثناء مراحل التوظيف الإداري. المساواة بين الناس؟! حريّة التّعبير؟! هل أنتم مستعدّون لبثّ هذا الخطاب، أو خطاب السيّد رئيس الجمهوريّة في وسائل إعلامكم في أمريكا؟ إذا كانت حريّة التفكير والتّعبير تسيطر على تلك البلاد، فلتقوموا ببثّ خطاب السيّد خاتمي (1) والذي لا تتعدّى مدّته النّصف ساعة.  عن أيّ حريّة فكريّة تتحدّثون؟!" (2)

 

 

الهوامش:

  1. السيد محمد خاتمي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الأسبق.
  2. كلمة الإمام الخامنئي أثناء لقائه مسؤولي النظام 18/3/2002.