في ذلك اليوم الذي كنت فيه في مجلس الخبراء، بعد رحيل الإمام الخميني رضوان الله عليه - في اليوم الأول بعد رحيل سماحته حيث كنت أنا أيضاً عضواً في مجلس الخبراء - جرى بحث حول الشخص الذي ينبغي اختياره للقيادة وطُرح اسمي أنا العبد الحقير وتمّ الاتّفاق على أن يختاروا هذه المخلوق الحقير لتقلّد هذا المنصب الخطير، عارضت ذلك؛ عارضت ذلك بشدّة. لم أكن في وارد المجاملة؛ لا. وحده الله يعلم ما كان يجول في خاطري في تلك اللحظات. ذهبت ووقفت هناك وقلت يا أيها السادة! إصبروا، إسمحوا لي. وقد تمّ تسجيل ذلك وهو متوفّر. مسجّلٌ بالصوت والصورة. بدأت بتقديم الأدلّة لأقنعهم بعدم اختياري لهذا المنصب. أصرّيت على ذلك؛ ومهما أصرّيت، كان السادة، الفضلاء والمجتهدين هناك يردّون ويجيبون على استدلالي. كنت أتعاطى بحزم وأنوي عدم القبول بهذا الأمر؛ لكنّني رأيت فيما بعد أن ما باليد حيلة. لماذا؟ لأنّه وحسب قول الأشخاص الذين أثق بكلامهم، فقد تعيّن عليّ أن أقوم بهذا الواجب. أي أنّني لو لم أتحمّل هذا الحِمل فسوف يبقى مهملاً. هنا وافقت على تحمّل المسؤولية. لماذا؟ لأنني رأيت أن الحِمل سوف يبقى مهملاً. وافقت على تحمّل الحِمل حتّى لا يبقى ملقى على الأرض. لو كان هناك أحدٌ آخر، وكنت أعلم أنّه جديرٌ بتحمّل هذا الحِمل ويوافق عليه الآخرون  أيضاً، كان من المؤكّد أنّني لم أكن لأقبل بذلك. ثمّ ناجيت الله، أن يا إلهي! اتّكالي عليك. وقد أعانني الله حتّى اليوم. قبل ذلك كان يعينني أيضاً. لقد تمّ اختياري لرئاسة الجمهورية لدورتين وكنت أرفض الأمر في كلا الدورتين. الدورة الأولى حيث كنت قد خرجتُ حديثاً من المشفى - قال الأصدقاء، إذا لم تقبل، سيبقى هذا الحِمل ملقى على الأرض؛ لا يوجد أحد. أجبرتُ على ذلك. الدورة الثانية، قال لي الإمام الخميني بنفسه أنّ هذا الواجب مفروض عليك. تشرّفت بزيارة سماحته وقلت: سيّدي، أنا أرفض ذلك. لن أدخل الساحة هذه المرة. قال سماحته: هو واجب مفروضٌ عليك. أي أنّ الواجب ليس واجباً كفائياً؛ بل هو مفروض عليك؛ هو واجب عينيّ.

كلمة الإمام الخامنئي لدى لقائه شتّى شرائح الشّعب؛ ١٤/١٢/١٩٩٤