وخلال اللقاء تحدّث قائد الثورة الإسلاميّة حول مخطّطات وممارسات الدّول الاستكبارية قائلاً: لا تجلس القوى الاستكبارية مكتوفة الأيدي، يقدّمون بعض القضايا على أنّها أعرافٌ دوليّة، افترضوا أن يتمّ تقديم الحفاظ على مصالح أمريكا الوطنيّة على أنّها عرفٌ دولي.
وفي هذا الشّأن تابع سماحته: جاء في التصريحات الأمريكيّة مؤخّراً الحديث حول زعزعة استقرار المنطقة. بدايةً ما هي علاقتكم بهذه المنطقة؟ ثانياً أنتم وعمالكم وراء تزعزع أمن منطقة غرب آسيا وسوريا والعراق و... تقديم الدّعم لجماعة إرهابيّة يعني زعزعة الاستقرار. وتابع سماحته كلمته متسائلاً: من أوجد داعش؟ الأمريكيون أنفسهم! انضمامهم لتحالفٍ لمحاربة داعش مجرّد كذبة، نعم هؤلاء يعارضون داعش الخارجة عن السيطرة لكنّهم يؤيدون داعش المسيطر عليها.
وأشار الإمام الخامنئي إلى التصريحات الأمريكية الأخيرة قائلاً: تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة تتّهم إيران بالإرهاب بيدَ أنّ جذور الإرهاب في هذه المنطقة أمريكيّة.
 كما لفت  قائد الثورة الإسلامية الانتباه إلى قيام أمريكا وعملائها بتوجيه الانتقاد للجمهورية الإسلامية قائلاً: إدّعاء نقض حقوق الإنسان الذي يطرحه الأمريكيون مجدّداً مضحك في الحقيقة وغريب!
وتابع سماحته: يجلس الأمريكيون مع حكام السعودية القبليين من القرون الوسطى ويتحدّثون حول حقوق الإنسان في إيران التي هي مظهر الديموقراطية والسيادة الشعبيّة.
وأضاف الإمام الخامنئي: توجد العديد من القضايا التي لا يمكن حلّها مع أمريكا لأنّ أساس مشكلة أمريكا معنا ليست قضايا كالطاقة النوويّة وحقوق الإنسان، مشكلتهم هي أساس وجود الجمهورية الإسلاميّة.
واعتبر سماحته أن نشوء نظام إسلامي في منطقة هامّة وأرض غنيّة كإيران وانتهاجه سياسات مستقلّة هو العامل الرّئيسي لعداء الأمريكيين له وأضاف قائلاً: هم يعارضون أساس استقلال البلاد ولو حكمت البلاد حكومة غير دينيّة وغير ثوريّة لكن مستقلة، لكانت هناك خلافات معها ومعارضة لها.
كما أشار السيد الخامنئي إلى امتلاك إيران الإسلامية إمكانيات عديدة ومصادر متعدّدة بقوله: تلك القوى التي يقتصر عملها على الإغارة ونهب البلاد ليست مستعدة للتغاضي عن هكذا لقمة، لكنّ الثورة لن تسمح لهم بالتهام هذه اللقمة.  
وشدّد سماحته: لن تتراجع الجمهورية الإسلامية عن مواقفها الأساسيّة، نحن لا نكفّ عن مناهضة الظّلم والدّفاع عن فلسطين ولن نتوانى عن السعي من أجل إحقاق حقوق الشّعب.
ولفت سماحته: يجب اجتناب إطلاق تصريحات مبهمة وحمّالة أوجه تؤدي إلى أن يتم استغلالها واتخاذ مواقف صريحة وشفّافة.
وحول انتخابات رئاسة الجمهورية التي جرت مؤخراً في إيران قال قائد الثورة الإسلامية: لقد قام الشعب بعمل مشترك في الانتخابات أيّاً كان الشخص الذي أدلوا بصوتهم له؛ هذا العمل المشترك هو الإعلان عن الثقة بالنظام الإسلامي من أجل اختيار المسؤول التنفيذي في البلاد؛ لهذا العمل قيمة كبيرة.
وحذّر سماحته من مغبة إضاعة ثمار الانتخابات بقوله: علينا أن لا نستخرج من هذا العمل المشترك تصريحات تؤدي إلى تضييع أساس هذا الحراك؛ أن نقوم بتقسيم الشعب الإيراني وقول أنّه أيّد الموضوع الفلاني و...؛ لا: لقد قام النّاس بمجرّد اختيار الشّخص.
وتحدّث الإمام الخامنئي حول السبيل الأمثل لإدارة البلاد وتوجّه إلى الحضور بالقول: لو أردنا إدارة البلاد بشكل صحيح وإدارة الفرص والتهديدات واستثمار الأرصدة والطاقات الوطنية والتمييز بين الطريق المستقيم والمنحرف، نحتاج إلى تحديد الملاك لاتخاذ القرار بشكل صحيح، وهذا الملاك يتمثل في تأمين المصالح الوطنية، ولا تكون هذه مصالح وطنية حقاً إلا إذا لم تتعارض مع الهوية الوطنية والثورية للشعب الإيراني.

  • سیتم نشر النص الکامل لکلمة الإمام الخامنئي فور الإنتهاء من إعدادها