لطالما وقف في وجه حراك الغدير حراكان آخران عملا على حرف المجتمع عن مساره الأساسي الذي يؤدي إلى هدايته وسعادته:

1-  المروّجون للتكفير: مناصرو هذا الحراك سعوا ويسعون لتبديل قضية الغدير إلى مجرّد قضيّة شيعيّة. بيد أن "الغدير قضيّة إسلاميّة؛ ليست مجرّد قضيّة شيعيّة، في تاريخ الإسلام، تحدّث النبي الأكرم بحديث معيّن وقام بعمل معيّن حيث أنّ هذا العمل وهذا الحديث يتمتّعان بأبعاد متعدّدة تنطوي على درس ومعنى. لا يمكن أن نقول بأنّ يستفد الشيعة فقط من الغدير وحديثه؛ وأن لا يستفيد سائر المسلمون من هذا المضمون الغني المتواجد في طيّات هذا الكلام النبوي الشريف والذي هو غير منحصر في مرحلة معيّنة". ٢٥/٣/٢٠٠٠  "أو أنّهم التجؤوا إلى بثَّ الفرقة والخلاف بين المذاهب الإسلامية من خلال نشرهم التفاسير والتحاليل التفريقية والمناقضة للوحدة".

2-  مناصرو الإسلام العلماني: الحراك الثاني المواجه للغدير هم مبلّغو الإسلام العلماني الذين عملوا -من خلال التفاسير الفردانية التي تقتصر على القيام بالمناسك والواجبات الدينيّة- على تهميش وحتى نبذ حادثة الغدير، وعلى إبعاد الدين عن التدخّل في المجال العام والقضايا الحكوميّة. بيدَ أنّ حادثة الغدير ردٌّ على ادّعاء هذا الحراك الباطل. "أولئك الأشخاص الذين سعوا لفصل الإسلام عن المسائل الاجتماعيّة والسياسيّة، وحاولوا حصر الإسلام بالمسائل الشخصيّة والمسائل المتعلقة بحياة الأفراد - وفي الواقع كانوا ينظرون نظرة علمانية للإسلام، وقد سعى إعلام العدو وأدواته أيضاً للترويج لهذه الرؤية بين المسلمين على طول التاريخ – إنّ قضية الغدير هي الجواب والردّ على هؤلاء، فإنّ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك الموقع الحساس، وفي آخر أشهر حياته وبناءً للتعاليم الإلهيّة والتكليف الإلهي بيّن مسألة أساسيّة ومهمّة، وهي عبارة عن التعرّض لمسألة الحكومة بعد زمان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم". ١٣/١٠/٢٠١٤ مع أنّه سابقاً "أثبت الإسلام من خلال تأسيسه للحكومة في المدينة وتشكيل المجتمع المدني النبوي أنَّ الإسلام لا يقتصر على النّصح والموعظة والدعوة اللسانية. يريد الإسلام لحقائق الأحكام الإلهية أن تتحقق في المجتمع". ٢٥/١١/٢٠١٠

 يأتي ادعاء أنصار الإسلام العلماني هذا في ظل "كون أكثر حكومات العالم علمانية بالرغم من كل ما تدعيه -سواء أعلمت أم لم تعلم- تمسك بين يديها دنيا وآخرة الناس... أجساد وأرواح الناس تحت تصرفها" ٢٥/١١/٢٠١٠

لذلك: “قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "فَإن أَطَعتُموني فَإنّي حامِلُكم، إن شاءَ اللهُ، عَلى سَبيلِ الجَنَّة" …. هذا هو هدف الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: إيصال الناس إلى الجنّة، سواء على الصعيد الفكري (للناس)، أو على صعيدهم الروحي والقلبي، أو على صعيد حياتهم الاجتماعيّة" ١٣/٥/٢٠١٤

"إنّني أشدّد على هذه النقطة لأنّه يُسمع أحيانًا، هنا وهناك، عندما يجري الحديث عن الهداية والإرشاد وبيان حقائق الدين وما إلى ذلك، من يقول: يا سيّدي، وهل من واجبنا أن نأخذ الناس إلى الجنة؟ نعم، نعم، هو كذلك. هذا هو الفرق بين الحاكم الإسلاميّ وسائر الحكام. لا يدور الكلام هنا عن التعسّف والضغوط والإكراه، إنّما هو كلام عن المساعدة. إنّ فطرة البشر ميّالة للسعادة ويجب أن نفتح الطريق ونُسهّل الأمور للناس ليستطيعوا إيصال أنفسهم إلى الجنّة. هذا هو واجبنا" ١٣/٥/٢٠١٤

الغدير يحمل للأمة الإسلامية في مواجهة هذين الانحرافين رسالتين هامّتين: الأولى هي أنّه العامل المؤدّي إلى وحدة المجتمع الإسلامي والثانية هي أنّه مُبلّغ الإسلام السياسي في مواجهة العلمانيين. لهذا السبب أطلق اسم "عيد الله الأكبر" على عيد الغدير من بين كافة المناسبات والأعياد الدينيّة." لماذا؟ لأنّ تكليف الأمة الإسلامية في مجال الهداية وفي مجال الحكومة حُدّد في حادثة الغدير" ٦/١٢/٢٠٠٩