تذرّع الأمریکان بحادثة الحادي عشر من ايلول من أجل أن یمرّروا مطامعهم في الشرق الأوسط. هدفهم الأساسي هو أن یستطیعوا إیجاد شرق أوسط بمحوریة المصالح الإسرائیلیة. وحسب تعبیرنا یومذاك: شرق أوسط عاصمته إسرائیل. هذا ما کانوا یهدفون إلیه. و الهجوم علی العراق واحتلاله کان جزءاً من مخططات هذا المشروع. العراق أحد أثری بلدان هذه المنطقة والبلدان العربیة. وهو بلد یعیش شعبه الیوم للأسف مثل هذا الفقر المؤلم. أراد الأمریکان الإمساك بهذا البلد في قبضتهم - ولم یکن صدام وافیاً بالغرض ولم یکن بالإمکان تخمینه وإدراجه في الحسابات - والإتیان بحکومة في ذلك البلد ظاهرها الدیمقراطیة والشعبیة، ولکنها في قبضتهم. کانت هذه من الخطوات المهمة لإیجاد شرق أوسط جدید بمحوریة إسرائیل. ومثل هذا الشرق الأوسط سیستطیع محاصرة إیران الإسلامیة. هذا کان هدفهم. ولکم أن تلاحظوا الآن أجزاء هذه الخطة جزءا جزءا. لقد فشلت هذه الخطة في فلسطین. فلسطین التي کانت نقطة أصلیة ومحوریة فشلت فیها هذه الخطة. لماذا؟ لأن حماس شکلت بفضل أصوات الجماهیر حکومة تولّت الأمور في فلسطین، وحماس هي أکبر و أهم خلیة للمقاومة مقابل إسرائیل. وهل ثمة صفعة أقوی من هذا لأمریکا وإسرائیل؟ منذ أن تکوّنت هذه الحکومة ما انفکوا یمارسون العرقلة ضدها لیُقصوها عن الساحة، لکنهم لم یستطیعوا ذلك لحد الآن. وللأسف فقد استعانوا ببعض الفلسطینیین أنفسهم من أجل ترکیع الحکومة الشعبیة المنتخبة في فلسطین. لکنهم لم یستطیعوا ذلك لحد الآن، ولن یستطیعوه بعد الآن أیضاً. هذا عن فلسطین. 

 

الشرق الاوسط

 

والکیان الصهیوني نفسه - وقد کان الهدف تقویته - تلقی الضربات وتلقی الأمریکان الصفعات أیضاً. کیف تلقوا الصفعات؟ في صیف العام الماضي دخلت قواتهم العسکریة المتشدّقة بالکثیر من الادعاءات - الجیش الإسرائیلي الذي یزعمون أنه أقوی جیش في المنطقة - بکل عددها و عُدّتها الحرب في لبنان، و لم یدخلوا الحرب ضد بلد معین أو ضد حکومة، وإنما مع قوة منظمة تتألف من عدة آلاف من قوات حزب الله والمقاومة الإسلامیة. استمرت هذه الحرب ثلاثة و ثلاثین یوماً، وهذا ما لا سابقة له في هذه المنطقة. الحروب التی کانت بین إسرائیل والعرب لم تتجاوز کل واحدة منها الأیام المعدودة، کأن تکون أسبوعاً أو أسبوعین علی الأکثر. واستمرت هذه الحرب ثلاثة وثلاثین یوماً، وانتهت بهزیمة أکیدة وفاضحة للجیش الإسرائیلي. فمن کان یتصوّر ذلك؟ لم یکن الأمریکان یتصورون ذلك، لکنه حصل. و هذه صفعة.. کانوا یقصدون نزع سلاح حزب الله، لکنحزب الله لم ینزع سلاحه أبداً، ولیس هذا وحسب، بل ازداد قوة واقتداراً بحیث استطاع هزیمة الجیش الإسرائیلي بعد ما کان یعتبره البعض أسطورة لا تُهزم.

 

ّخطبتا صلاة الجمعة بإمامة الإمام الخامنئي 14/9/2007