كما اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن مجمع تشخيص مصلحة النظام من إبداعات الإمام الخميني العظيم القيّمة وأشار سماحته إلى أنّ وظائف هذه المؤسسة الثلاثة الهامّة تتلخّص بـ"تشخيص المصلحة"، "تقديم الاستشارات خلال تحديد السياسات العامّة" و "إيجاد الحلول لمشاكل البلاد".
ولفت سماحته إلى المسؤولية بالغة الحساسية والخطورة التي تقع على عاتق المجمع فيما يخص "تشخيص وتنفيذ المصلحة" مضيفاً: في المواطن التي توجد هنالك مصلحة هامة، ويرجِّح المجمع رأي مجلس الشورى الإسلامي على رأي مجلس صيانة الدستور، يجب أن يلتفت إلى أنّ المصلحة التي ترد بالعنوان الثانوي، لابدَّ وأن تكون في غاية الأهمية، وأن تكون واضحة بيّنة، وأن يتم تنفيذها بحسب رأي الأغلبية الساحقة لأعضاء المجمع ولمدة محدودة مؤقتة.
وأضاف سماحته: تنفيذ المصلحة يجب أن يتم في إطار نظرة بعيدة المدى لا نظرة يوميّة وأن يتمّ التشخيص بعد بحوث دقيقة، كاملة ومستدلّة بمشاركة فاعلة لجميع الأعضاء من ضمنهم فقهاء مجلس صيانة الدستور.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أن تحقُق وظيفة المجمع الثانية المتمثّلة "بتقديم الاستشارات إلى القيادة في تحديد سياسات النظام العامّة" بحاجة إلى إجراء عمليات تقييم دقيقة وشاملة وأردف سماحته قائلاً: السياسات العامّة تُحدّد هندسة النظام في مختلف القضايا وهي بالغة الأهميّة.
وأشار الإمام الخامنئي إلى كون فصل السياسات العامة فيما يخص القضايا المستمرّة والطويلة الأمد عن المواضيع المرحلية أمراً ضروريّاً ولفت سماحته: قد تستدعي بعض السياسات العامّة المراجعة والتحديث وقد يكون وقت بعضها منقضياً.
كما أوصى سماحته المجمع "بالإتقان" و "الثبات" عند وضع السياسات العامة مع مداولة البحوث العلمية، المستدلّة، الاجتهادية والدقيقة واستكمل قائلاً: اعملوا بالطريقة التي تتسم فيها السياسات العامة بالقوة والدقة وبعبارات بليغة مفيدة، لئلا تحتاج بعد فترة قصيرة إلى تعديل أو إعادة نظر.
"الصراحة"، "عدم إمكانيّة تأويل الكلام" و "تجنّب الخوض في كيفية التنفيذ والتطبيق" من النقاط الأخرى التي شدّد عليها الإمام الخامنئي في مقولة سياسات النظام العامّة.
ورأى الإمام الخامنئي أنّ تبلور سياسات النظام العامّة، سياسات وإجراءات الحكومة ومجلس الشورى وسائر القوى والأجهزة المسؤولة أمراً بالغ الأهميّة وأضاف سماحته: السياسات العامّة تشكّل إطاراً لكافة الإجراءات التنفيذية القانونية في البلاد ويجب على الحكومة، مجلس الشورى الإسلامي وكافة أجهزة وإدارات الدولة العمل بشكل كامل وفق هذه السياسات.
في ختام كلمته لفت قائد الثورة الإسلامية إلى حقيقة كون مجمع تشخيص مصلحة النظام واحداً من إبداعات الإمام الخميني (رحمه الله) حيث قال سماحته: يُعدّ مجمع تشخيص المصلحة من إبداعات الإمام الخميني الجليل ومن نتاجات الثورة، وله تأثير كبير الأهمية في مسيرة إدارة البلد، فلابدَّ أن تكون أفكار الإمام والثورة حاكمة عليه بالكامل، وأن ينحو منحى الثورة في الفكر والعمل، وأن لا يصادق على أيّ قرار أو أن يتخذ أيّ موقف أو أن يقوم بأي مبادرة تختلف عن مباني الثورة الرئيسية وتراث الإمام القيم.
وأشاد الإمام الخامنئي بمختلف جوانب شخصية رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام آية الله هاشمي الشاهرودي  كما شكر سماحته جهود الأعضاء الفاعلين في المجمع واعتبر أنّ انضمام أعضاء جُدد إلى هذه المؤسسة هو بمثابة ضخّ دم جديد في عروقها وقدرة مضاعفة تستدعي المزيد من التفاؤل.
كما حيّا قائد الثورة الإسلامية ذكرى شخصيّات بارزة افتقدها المجمع في المرحلة السابقة وخصّ بالذكر الشيخ هاشمي رفسنجاني والسادة واعظ طبسي، عسكرأولادي وحبيبي وتابع القول: لقد أدّى الشيخ هاشمي رفسنجاني طوال أعوام متمادية قضاها في رئاسة المجمع وظائفه بقوة ودراية وتدبير.