وخلال هذا اللقاء أشار قائد الثورة الإسلامية إلى خطاب الرئيس الأمريكي الأخير الذي ألقاه في الأمم المتحدة واصفاً إياه بالخطاب السخيف والقبيح والركيك وغير الواقعي بشكل كامل وقال سماحته: هذا الخطاب لم يكن خطاباً ينمُّ عن القوة، بل هو خطابٌ ينمُّ عن شدة الغضب والعجز وخفة العقل.
وأضاف سماحته: لا تُعدُّ تصريحات الرئيس الأمريكي مبعث فخر للشعب الأمريكي، وعلى النخب الأمريكية أن تشعر بالخجل على هذا الكلام وعلى امتلاك هكذا رئيس، وهو شعورٌ قد أفصحوا عنه.
واعتبر الإمام الخامنئي سبب غيظ الأمريكيين وغضبهم هو إفشال تواجد الجمهورية الإسلامية القوي والمؤثر للمخططات التي طوال سنوات طوال أعدوها لمنطقة غرب آسيا. 
وأوضح سماحته: منذ سنوات عديدة أعدّ الأمريكيون خططهم لمنطقة غرب آسيا وأطلقوا عليها تسمية "الشرق الأوسط الجديد" أو "الشرق الأوسط الكبير". وكان العراق وسوريا ولبنان محاور هذا المشروع الرئيسية، ولكنهم هُزموا في هذه الدول الثلاثة على حد سواء..كان من المقرر على أساس هذه الخطط أن يرزح العراق بما يتسم به من ماضٍ تأريخي وحضاري عريق، وسوريا باعتبارها مركز المقاومة، ولبنان بمكانته الخاصة، تحت هيمنة ونفوذ أمريكا والكيان الصهيوني.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: ولكن اليوم أوضاع المنطقة بشكل آخر كونهم (الأمريكيون) لم يتمكنوا في لبنان أن يتقدموا أية خطوة؛ وفي العراق تمَّ عكس ما كانوا يطمحون إليه تماماً وفي سوريا وعلى الرغم من الجرائم التي لا تعدُّ ولا تحصى التي ارتكبها الأمريكيون وحلفاؤهم والمجازر التي ارتكبوها في حق شعب هذا البلد والدعم الواسع للمجموعات الإرهابية التكفيرية، وصل تنظيم داعش هذه الأيام إلى نهايته، والمجموعات التكفيرية كجبهة النصرة باتت تعيش في عزلة وانزواء.
كما دعا قائد الثورة الإسلامية إلى عدم تحليل مواقف أمريكا بشكل خاطئ حيث اعتبر سماحته مواقف النظام الأمريكي تجاه إيران مواقف نابعة من الضعف والهزيمة والغضب ولا تُدلل على القوة والقدرة بأي شكل من الأشكال.
وأشاد الإمام الخامنئي بحضور الجمهورية الإسلامية وتأثيرها الذي حال دون تحقيق مخططات ومآرب أمريكا والكيان الصهيوني في المنطقة وهذا هو سبب غضبهم. ووصف سماحته حضور الجمهورية الإسلامية في قضايا المنطقة بالمُوفَّق والمشرِّف والباعث على العزة وقال سماحته: يحب المحافظة على هذه العزة من خلال العقل والتدبير والتفكُّر، وكذلك من خلال عدم ارتكاب الأخطاء أثناء اتخاذ القرارات وتبني المواقف.

كما أكد الإمام الخامنئي على أنَّ هذه العزة التي تتمتع بها الجمهورية الإسلامية اليوم إنما أتت بفضل جهاد الشعب والشباب ودماء الشهداء وقال سماحته: الشهيد العزيز محسن حُججي كان نموذجاً ولدينا الكثير من هذه النماذج بين شبابنا والله تعالى قد أظهر هذا النموذج أمام الأنظار لكي يُقرَّ الجميع بهذه الحقيقة الشريفة أنه وبحمد الله الدوافع الثورية في أوساط الشباب تزداد يوماً بعد يوم. 
كما أشار الإمام الخامنئي إلى الرسائل العديدة التي ترد إلى سماحته والتي يطلب خلالها مرسلوها الإذن بالمشاركة في جبهة الدفاع عن المقدسات ومواجهة الأعداء وقال سماحته: هذه هي الدوافع الثورية التي تزداد في وسط الشباب ووجود هكذا دوافع في ظل وجود العوامل المانعة والمشككة كالفضاء الإفتراضي إنما هو دليلٌ على المعجزة واللطف الإلهيين.
وأعاد قائد الثورة الإسلامية التأكيد على عدم استطاعة الأجانب حل مشاكل البلاد وأضاف سماحته: لا أقول تعالوا لنقطع علاقاتنا بالعالم، ومنذ أوائل الثورة وحتى الآن لطالما أكدتُّ على امتلاك علاقات واسعة مع العالم ولكني أقول "لا تستبدلوا عصا الأجانب بقدمكم القوية!"
وفيما يتعلق بالاعتماد على الأجانب أشار الإمام الخامنئي إلى المفاوضات النووية بقوله: المشكلة التي كانت لدينا مع المفاوضات النووية ولا تزال موجودة وطرحناها خلال اجتماعاتنا مع المسؤولين مرات عديدة أن التفاوض بحد ذاته لا إشكال فيه، ولكن كان من الواجب في هذه المفاوضات توخي الحيطة والحذر لئلا يحقَّ للطرف المقابل أن يرتكب كل حماقة دون أن يُعدَّ انتهاكاً للاتفاق النووي، فيما تعتبر كل مبادرة من قبل إيران انتهاكاً له.
وأضاف سماحته: علينا أن نتعامل مع العالم وأن نلتزم بلوازم هذا التعامل، ولكن لا ينبغي لنا أن نعقد آمالنا على الأجانب.
كما ذكّر قائد الثورة الإسلامية بحقيقة وجود جبهة عريضة من الأعداء تقف في وجه الجمهورية الإسلامية حيث قال سماحته: حتى الآن لقد وجَّه النظام الإسلامي بلطف الله تعالى الضربات لجبهة الأعداء وأجبرهم على التراجع. وفي المستقبل سوف يستمر هذا أيضاً، ولكن يجب أن ندرك أنه لا تقف أمامنا "نقطة واحدة" تدعى العدو بل ثمة "جبهة" من الأعداء في مواجهتنا.
وفيما يتعلق بحلول شهر محرم الحرام رأى الإمام الخامنئي في شهر محرم شهر الإمام الحسين (عليه السلام) وشهر جميع القيم المتجلية في الوجود المقدس لذلك الإمام كالجهاد والشهادة والإخلاص والوفاء والإيثار والاهتمام بحفظ دين الله والصمود في وجه القوى المناهضة للدين.
وأضاف سماحة قائد الثورة الإسلامية: لقد باتت حادثة عاشوراء تتخلّد على مدى الزمان أكثر فأكثر، وأخذ إحياء هذه الملحمة العظمية يُقام في كل عام أشدّ حماساً وأكثر اتساعاً من العام الذي سبقه، وهذا ما ينطوي على رسالة ومفهوم خاصين، وبفضل الله سينطلق هذا التيار في العالم وسيمضي قُدماً بقيادة الإمام الحسين عليه السلام.