وخلال اللقاء أشار الإمام الخامنئي إلى الأوضاع التي يعيشها العالم الإسلامي والأساليب التي يتبعها الأعداء قائلاً: جسد العالم الإسلامي اليوم مثخن بالجراح وقد تمكّن أعداء الإسلام بخلقهم للحروب والنّزاعات من إضعاف العالم الإسلامي وإبقاء العدو على هامش الأمان. أن يعيش الكيان الصهيوني في منطقة غرب آسيا بأمان، ويتنازع المسلمون مع بعضهم البعض.
وشدّد قائد الثورة الإسلامية على وجوب مكافحة الكيان الصهيوني وإبقاء القضيّة الفلسطينية في الصدارة ضمن جدول قضايا العالم الإسلامي وقال سماحته: قضيّة فلسطين تشكّل اليوم قضيّة العالم الإسلامي الأولى؛ هي مفتاح التغلّب على أعداء الإسلام، لأنّ جبهة الكفر والاستكبار والصهيونيّة قامت من خلال اغتصابها للبلد الإسلامي فلسطين بتحويله إلى مقرّ للإخلال بأمن بلدان المنطقة ويجب أن تتمّ مواجهة هذه الغدّة السرطانيّة المتمثّلة بإسرائيل.
وأشار الإمام الخامنئي إلى كارثة متمثّلة بإصدار البعض فتاوى تحرّم الجهاد ضدّ الصهاينة قائلاً: يصدر أحدهم فتوى مع ارتدائه لباس الإفتاء في الدين تقول بأنّ محاربة الصهاينة حرام وليست جائزة!  هذه كارثة. يتصرّف البعض في العالم الإسلامي بهذه الطريقة خلافاً لمصالح الإسلام وهم يخالفون نصّ القرآن الصريح حيث أنّهم «أشداء بینهم و رحماء علی الکفار».
وأعرب قائد الثورة الإسلامية عن أمله بعودة فلسطين إلى الشعب الفلسطيني قائلاً: نأمل أن يأتي اليوم الذي ستعود فيه فلسطين إلى الشعب الفلسطيني. ذلك اليوم سيكون يوم عيد واحتفالات العالم الإسلامي الحقيقي وسيشكّل ضربة حقيقيّة لجسد الاستكبار، سوف يأتي ذلك اليوم.
وفي معرض آخر استعرض قائد الثورة الإسلامية تجربة الجمهورية الإسلامية خلال الأعوام المنصرمة قائلاً: تمرُّ حوالي ٤٠ عاماً على تأسيس الجمهورية الإسلامية، منذ اليوم الأول قامت أمريكا بمعاداتنا؛ قامت بحياكة المؤامرات وفرض الحظر وشنّ الهجوم العسكري وكل ما أمكنها صنعه. ولكنّنا تقدمنا بشكل مستمر خلافاً لما يتمنونه.
وأكّد سماحته على أنّ الجمهورية الإسلامية باتت اليوم مختلفة تماماً عمّا كانت عليه في بداية نشأتها وتابع قائلاً: الجمهورية الإسلامية اليوم غبر قابلة للمقارنة مع ما كانت عليه منذ ٣٥ عاماً. أرادوا القضاء علينا ولكن الله عزّوجل ضاعف قوّتنا وزاد من قدراتنا وإننا نعلن مواقفنا بمنتهى القوة؛ في كل مكان ثمة حاجة لتواجدنا فيه، سوف نمدّ يد العون وسوف نعلن ذلك بصراحة ولا نشعر بالحرج من إعلان ذلك. إننا في مواجهة عالم الكفر لا نعير انتباهاً لأي أحد.
وأشار سماحته إلى أنّ محبّة أهل البيت خاصّة بالجميع وليست منحصرة بالشيعة فقط قائلاً: محبّة أهل البيت ليست منحصرة بالشيعة؛ كما أنّ وجود رسول الإسلام عامل للوحدة بين المسلمين، فبإمكان محبّة أهل البيت أن تكون أيضاً عاملاً للوحدة والعالم الإسلامي بحاجة اليوم بشدّة لهذه المحبّة وهذا التآلف.
وتابع الإمام الخامنئي: للأسف الشديد يجب أن نتقبّل بأن هناك داخل الأمّة الإسلامية أشخاصٌ ينفّذون حرفيّاً إرادة أمريكا والصهيونيّة. لذلك وفي ظلّ هذا النوع من الظروف فإنّ أوجب الواجبات هي وحدة الأمّة الإسلاميّة.