بسم الله الرحمن الرحيم
يجب اعتبار عقد مؤتمر سنوي يهدف لترويج الزكاة واحداً من أعظم التوفيقات الإلهية ودليل شمول الجمهورية الإسلامية بفضل ورحمة الله. الأهميّة العالية لهذه الفريضة العظيمة التي تكرّر ذكرها في القرآن إلى جانب الصلاة كانت تستوجب أن تتم إقامتها قبل اليوم بكثير. يجب علينا نحن مسؤولو نظام الجمهورية الإسلامية أن نطلب المغفرة من الله في هذا الجانب وأن نلجأ إلى عفوه.
الآن حيث تتم على مدى أعوام متابعة موضوع الزكاة بهمّة بعض الأعزّاء، من الضروري أن يبذل مسؤولو كافة الأقسام الحكومية المرتبطة تعاونهم الشامل.
يعتبر القرآن في مدحه مجاهدي مسار الحق أنّ توجّههم في أعمالهم بعد تحقيق النصر هو إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي الحقيقة، هو يحدد أولى وأهم مسؤولياتهم عند تأسيس الحكم. هذه هي منزلة الزكاة الرفيعة.
لقد أُسّس نظام الجمهورية الإسلامية لأجل تحقيق الأحكام الإسلامية وتشكيل مجتمع إسلامي، لذلك يجب عليه أن يضع هذه الفريضة العظيمة على رأس لائحة أعماله. علينا أن نعترف أنّه لم يتم إجراء الأعمال البحثيّة والمعرفية في هذا المجال وفق مستوى الحاجة والضرورة.
البحث الفقهي للزكاة يمكن له اليوم أن يفتح أمام أعين الباحثين والمحققين آفاقا أوسع مما كانت عليه في كتب الأسلاف. تمّ تشريع فريضة الزكاة في صدر الإسلام بعد الهجرة إلى المدينة بينما كان قد جاء عنوان الزكاة في آيات القرآن الكريم المكيّة مرّات عديدة. ليست قليلة النقاط التي تدعونا إلى التعمّق في هذه المقولة.
على كلّ الحال تنعقد الآمال على أن تنتهي نهضة إحياء وترويج الزكاة على كافة المستويات بالإنجازات التي تليق بها وأن تشمل بركاتها اللامتناهية شعبنا وبلدنا ونظام الجمهوريّة الإسلاميّة المقدّس.
أتقدّم بالشكر الحار من سماحة الشيخ قرائتي وسائر العاملين.
والسّلام عليكم ورحمة الله

السيّد علي الخامنئي
٢٩/١١/٢٠١٧