أبارك من أعماق القلب ميلاد السيد المسيح عليه السلام -النبيّ الإلهي العظيم- لجميع المؤمنين في العالم وجميع المسيحيين والمسلمين. لا شكَّ في أنّ قيمة السيّد المسيح عليه السلام من وجهة نظر المسلمين ليست أقلّ من مكانته وقيمته في أعين المسيحيين المؤمنين بالمسيحيّة. لقد أمضى هذا النبيّ الإلهي العظيم كلّ مرحلة تواجده بين الناس بالجهاد ليتمكّن من الصمود بوجه الظلم والتعدّي والفساد وأولئك الذين قيّدوا الشعوب بالاعتماد على القوّة والمال وكانوا يسوقونهم إلى جهنّم في الدنيا والآخرة. الآلام التي تحمّلها هذا النبي منذ مرحلة طفولته -حيث أنّ الله كان قد وهبه النبوّة منذ طفولته- كانت كلّها في هذا السبيل. من المتوقّع أن يقتدي جميع مُتّبعي السيد المسيح وجميع الذين يعتقدون بتمتّع ذلك العظيم بالعظمة والروحانيّة العالية التي تليق بمكانته الرفيعة به في هذا النّهج.
يقوم اليوم کثيرٌ من الذين يتحدّثون عن اتباعهم للسيد المسيح بسلوك نهج مغاير للذي سار عليه السيد المسيح. هداية عيسى بن مريم على نبيّنا وعليه السلام هي هداية إلى عبوديّة الله ومواجهة الفرعنة والطغيان. يتبوّأ مناصب الفراعنة والطواغيت اليوم ،الذين حاربهم عيسى بن مريم، أشخاصٌ يدّعون اتباع ذلك النبي الإلهي العظيم. أتمنّى أن تكون بداية العام المسيحي الجديد مباركة على كافة المسيحيين - مسيحيّو وطننا على وجه الخصوص- وعلى المسلمين.
قضية هذه المرحلة المهمة هي القضية الفلسطينية؛ حيث أن الانتفاضة الفلسطينية العظيمة وانتفاضة بيت المقدس لا تزال مستمرة. لقد أخطأ أولئك الذين كانوا يظنّون أنّ بإمكانهم ثني الشعب الفلسطيني عن المطالبة بحقّه الحتمي؛ لم يقدروا ولن يقدروا على ثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة هذا الطريق. يمكن أن يجبروا هذا الجيل على السكوت الجبري لبضعة أيام عبر القمع والضغط والارعاب؛ لكنَّ تصوّر الصهاينة بأنّهم سيتمكنون بعد ذلك من أن يحكموا أرض فلسطين المغصوبة بسهولة هو مجرّد أحلام واهية.

~الإمام الخامنئي 2000/12/27