جاءت كلمة الإمام الخامنئي على النحو التالي:

.. انتهزُ هذه الفرصة لأبدي ألمنا وأسفنا على الحوادث التي تقع في جوارنا في أفغانستان على يد هؤلاء الذين يزعمون الإسلام، وهم في الواقع لم يشمُّوا ريح الإسلام. في الوقت الحاضر؛ أي منذ نحو شهر وإلى الآن وقعت حوالي سبع أو ثماني حوادث لمذابح جماعية إرهابية، راح ضحية واحدة منها ستون أو سبعون شهيداً، وقُتل في واحدة أخرى خمسون أو ستون شهيداً، وفي واحدة أخرى قتل أكثر من عشرون شخصاً، في كابل وفي قندهار وفي أماكن أخرى. وهم يوقّعون عليها [يتبنونها] ويعترفون بأننا «نحن الذين فعلنا»! من هم؟ داعش. لاحظوا، الأيدي نفسها التي أوجدت داعش ـ سواء في العراق أو في سوريا ـ وارتكبت تلك الجرائم عن طريق داعش وجعلت داعش أداةً لكل ذلك الظلم الكبير [الذي طال] الناس، أولئك أنفسهم يعملون على نقل داعش إلى هنا؛ أي إلى أفغانستان. هُزموا هناك ويريدون أن يبدأوا هنا مرة أخرى، وهذه هي انطلاقتهم منذ حوالي شهر أو أربعين يوماً وإلى الآن، ارتكبوا هناك كل هذه المذابح. وبالطبع فإن تلك المذابح تطال الشيعة والسنة [على حدٍ سواء]ـ مثل العراق ومثل أماكن أخرى ـ لا أن الشيعة هم الضحايا فقط. طبعاً في أحد الأحداث استشهد للأسف قرابة خمسين أو أكثر من طلبة العلوم الدينية الشيعة على أيدي هؤلاء، لكن الضحايا ليسوا من الشيعة فقط، لا، إنهم يقتلون الناس العاديين المدنيين من سنةٍ وشيعةٍ في كابل وفي أماكن أخرى، ولا يختلف الأمر بالنسبة لهم، لأنه [هذا الأمر] لا يختلف بالنسبة لأمريكا.

المهم بالدرجة الأولى بالنسبة للسياسة الأمريكية في المنطقة اليوم هو أن لا تعيش هذه المنطقة حالة استقرار وهدوء، وأن تنشغل حكومات هذه المنطقة وشعوبها بأنفسهم.

المهم بالدرجة الأولى بالنسبة للسياسة الأمريكية في المنطقة اليوم هو أن لا تعيش هذه المنطقة حالة استقرار وهدوء، وأن تنشغل حكومات هذه المنطقة وشعوبها بأنفسهم حتى لا يفكروا بمعارضة عميل الاستكبار الخبيث في هذه المنطقة؛ أي الصهيونية. هذا أحد الأهداف. والهدف الآخر هو أن تُبرر أمريكا تواجدها هنا. عندما ينعدم الأمن في أفغانستان سوف تُبرر أمريكا تواجدها وتقول: «نعم، نريد أن نأتي هنا لنُكرّس الأمن»، والحال أنهم هم أنفسهم من أوجد حالة اللاأمن [انعدام الأمن]، إنّهم هم الذين أوجدوا اللاأمن. أحداث أفغانستان تمَّت من قِبَل عملاء أمريكا بشكل مباشر أو غير مباشر منذ نيفٍ وعشرين عاماً؛ أي أنَّهم هم الذين تسببوا في هذه المذابح باسم المذهب في هذه المنطقة. وهم يواصلون الآن الأعمال نفسها، ويريدون أن تكون المنطقة دائماً مضطربة ليؤمّنوا تواجدهم هنا ويمرّروا مآربهم السياسية والاقتصادية. لعنة الله على الاستكبار وعلى عملاء الاستكبار وأياديه وعلى الحكومة الصهيونية الخبيثة المجرمة وأمريكا وعملائها الذين يدمرون الناس والمسلمين هكذا.