لقد باتت المرأة الإيرانية تخطو في مسار مميّز ببركة الثورة الإسلامية. المرأة الإيرانية قادرة اليوم على الدخول في ميدان العلم وقطع أشواط في الحقول العلميّة مع حفاظها على دين، عفّة، تقوى، وقار، رصانة، شخصية وحرمة المرأة المسلمة أيضاً. كما أنّ المرأة باتت قادرة أيضاً على الدخول في ميدان العلوم والمعارف الدينيّة دون أن يقف بوجهها أيّ حاجز.
المرأة في بلادنا قادرة اليوم على إبراز شخصيّتها مع حفاظها على رصانتها ووقارها وحجابها الإسلامي في ميدان السياسة والفعاليات السياسية والاجتماعية والجهادية ومدّ يد العون للشعب والثورة والمشاركة في مختلف الساحات.
فلتدرك النساء المؤمنات في مجتمعنا قيمة المرأة الإيرانية المسلمة.  إعرفن قيمة المرأة المسلمة. المرأة التي لا تختلط بالرّجل في الاجتماعات ولا تجعل من نفسها وسيلة للفت نظر الرّجل وتعتبر أنّها أرفع من هذه الأمور؛ المرأة التي تعتبر أن شأنيّتها أرفع من أن تُعرّي نفسها وتلفت أنظار العابرين بوجهها وشعرها وجسدها وتشبع أهواءهم؛ المرأة التي ترى نفسها على سفح جبل قمّته السيّدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) -أعظم نساء البشريّة-؛ تلك المرأة هي المرأة الإيرانية المسلمة. على هذه المرأة أن تدير وجهها للتلاعب الذي جاءت به الحضارة الغربية وأساليب التآمر وأن لا تعتني بها.
في النّظام السّابق، مع كون كثير من النساء أميّات ولا يدركن شيئاً من القضايا الاجتماعية - أي أنّهم لم يكونوا ليسمحوا لهنّ بالتعرّف على أيّ شيء- وقد كنّ أيضاً لا يبالين بمصير البلاد ولم يكنّ يدركن أبداً أنّ المرأة يمكن لها أن يكون لها تأثير على مصير البلاد، مع وجود هذه الأمور من حيث الظاهر، كنّ شبه أوروبيّات وفي بعض الأحيان كنّ تخطّين حالة النساء الغربيّات والأوروبيّات وكان من يراهنّ يظنّ أنّ هذه المرأة قد قدمت من بلد أوروبي ومن بيئة غربيّة إلى إيران؛ لكن عندما كنت تحدّثها قليلاً، كنت ترى أنّها امرأة غير مثقّفة أو تملك مستوى متدنّياً من الثقافة.
كانوا يجبرون المرأة على صناعة شخصيّة وهميّة لنفسها من خلال إبراز نفسها وجذب العيون نحوها. لقد كان هذا انحطاطاً للمرأة ولم يكن تقدّماً. هل تمّ ارتكاب جريمة أعظم من هذه بحقّ المرأة بأن يقوموا بإشغال فكرها بالزينة والموضة والتفاخر والملابس والذهب ويجعلوا منها وسيلة يُستفاد منها في بلوغ العديد من الغايات وأن لا يسمحوا لها بدخول ميدان السياسة والأخلاق والتربية؟ هذا ما كان يتمّ تنفيذه في النظام السابق بدقّة وتخطيط.
جاءت الثورة وغيّرت نمط تعامل النساء وتوجّهات نساء بلادنا مئة وثمانين درجة؛ أي تمّت إدارة الظهر لتلك التوجهات والسير في اتجاه النور والنموّ والإدراك العلمي والأخلاقي والسياسي والمشاركة في الساحات وتنمية الشخصيّات البشرية وإفادة المجتمع بالمعنى الحقيقي للكلمة. إحرصن على عدم العودة عن هذا المسار. فلتحرص النّساء على عدم إضاعة مسار الثورة المبار. الانشغال بالزّينة والذهب ووسائل التجمّل عيب للمرأة الإيرانية الثوريّة المسلمة. إنّه عارٌ على المرأة الإيرانية الثوريّة المسلمة أن تغطّي كلّ جسدها بوسائل الزينة والتجمّل وتجعل من الذهب والزينة والموضة والألبسة صنماً لها. قيمة من تلحق بهذه الأمور متدنّية. الذهب ليس قيمة للمرأة؛ عدم الاعتناء به قيمة لها. الموضة لا تمنح أيّة قيمة للمرأة؛ عدم الاعتناء بالموضة التي هي من صنيعة الأعداء وتشكّل فخّاً قيمة لها.

~الإمام الخامنئي ١٦/١/١٩٩٠