إذا ما أردنا تقديم نبذة مختصرة حول السيّد مهدي طحانيان يجدر بنا تعريفه على أنّه فتى الإمام الخميني الذي كان يبلغ من العمر ١٣ عاماً عندما قرّر الالتحاق بجبهات القتال ونجح في ذلك متشفّعاً بالالتماس والبكاء، وهو المجاهد الذي استشهد عدد كبير من رفاقه أيّام الحرب المفروضة.
ولد مهدي في مدينة أردستان الواقعة في محافظة أصفهان. وقع في أسر جنود النظام البعثي وكان معروفاً بسرعة بديهته وأجوبته السريعة، كما يُعرف عنه أنّه أجبر صحفيّة أجنبيّة على ارتداء الحجاب كي يقبل بأن تُجري معه مقابلة. أمضى مهدي طحانيان ٩ سنوات في معتقلات النظام البعثي البائد أي منذ العام ١٩٨٢ حتّى العام ١٩٩١.

 

كتاب جنديّ الإمام الصّغير

 

فيما يلي نضع بين أيديكم النّص الكامل لتقريظ قائد الثورة الإسلامية:

بسمه تعالى
سيرة هذا الفتى الشجاع والذّكي والصّبور خلال فترة أسره في المعتقلات واحدةٌ من عجائب مرحلة الدّفاع المقدّس؛ هي مجموعة أحداث مرّت على طفل بعمر ثلاثة عشر أو أربعة عشر عاماً حيث أنّه امتُحن في ساحة الحرب في بادئ الأمر ثمّ خلال مشاركته في ساحات مقاومة الجنود البعثيين المتوحّشين وتصرّف بروحيّة مبهرة وخاض هذين الاختبارين وخرج منهما مرفوع الرأس. يحترق القلب لمظلوميّته لكنّه يُحلّق [ويخفق] لما يشاهده فيه من قوةٍ وصبرٍ وتحمّل؛ هذا أيضاً جانبٌ [آخر] من معجزة الثورة الإسلاميّة العظيمة. في هذا الكتاب تتّضح علامات خبث ولؤم الجنود البعثيين أكثر من الكتب المشابهة التي طالعتها. على كلّ حال هذه وثيقة قيّمة من وثائق مرحلة الدّفاع المقدّس والثورة الإسلاميّة؛ يجب معرفة قيمتها. يجدر بذوي العزائم الهزيلة والمهزومة أمام الدّنيا إلقاء نظرة على أمثال هذه المخطوطة الصّادقة والبريئة، لعلّ رحمة الله تشملهم.
السيّد علي الخامنئي
٣/٦/٢٠١٧