وفي التفاصيل حلَّ رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة في الجمهورية الإسلامية في إيران ضيوفاً على قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي حيث أشار سماحته إلى ما تتعرض له البلاد من هجمات شرسة وشاملة في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية من قِبل الأعداء ورأى سماحته أنَّ سبب هذه الهجمات يعود إلى "أنّ نفس وجود الجمهورية الإسلامية والحكومة الدينية والنظام الإسلامي بمبادئه وأهدافه ومنها التوحيد والعدالة الاجتماعية ومقارعة الظلم ومناصرة المظلومين، يسوق أعداء الدين إلى الهجوم والمحاربة، وهذا ما تكرر في العديد من الآيات القرآنية أنَّ جبهة الحق عبر التأريخ قد تعرضت دوماً لمهاجمة جبهة الباطل".
كما لفت الإمام الخامنئي إلى أنَّ النقطة المهمة في المواجهة المستمرة بين الحق والباطل هو الوعد الإلهي القطعي بانتصار جبهة الحق وهو ما يبعث على الطمأنينة والحيوية، واعتبر سماحته أنَّ تحقق هذا الوعد الإلهي الذي لا يتخلَّف مرهونٌ بأداء العلماء ومسؤولي النظام والقطاعات التعليمية والإعلامية واجباتهم في سبيل تربية المجتمع على الإيمان، والتزامهم العملي بالتقوى، وتجنّب الأرستقراطية، والعمل والجهد والثبات.
وأردف سماحته: لقد وعد الله في هذه المواجهة المستمرة بين الحق والباطل أنَّ النصر سيكون حليف جبهة الحق، ولكن شريطة أن يلتزم أهل الإيمان بجملة من الشروط كالنية الصادقة والصبر والبصيرة والهمة والاستقامة، ومراعاة هذه الشروط يستتبعها تحقق الوعد الإلهي الذي هو من السنن القطعية التي لا تخلّف فيها.
ورأى قائد الثورة الإسلامية في التعابير القرآنية المتكررة والتي تنصُّ على نُصرة ومساندة القادر المتعال لجبهة الحق أمراً في غاية الأهمية ويبعث على الطمأنينة والأمل بشكل كبير وأضاف سماحته: لقد بدّل الأنبياء والأولياء الإلهيين هذا الوعد إلى حقيقة وواقع من خلال الإيمان بهذا الوعد الإلهي والتقيّد بشروط تحققه، كما كنا نحن أنفسنا شهوداً على النصرة والمساعدة الإلهية لجبهة الحق خلال انتصار الثورة الإسلامية ومرحلة الدفاع المقدس.
وفي جزءٍ آخر من كلمته اعتبر الإمام الخامنئي أن ثبات البلاد ونجاحها في الوقوف أمام هجوم الجبهة السياسية والمالية والعسكرية والأمنية والثقافية الواسعة المتمثلة بأمريكا والصهيونية ناجمٌ عن بركة وجود الإيمان والتقوى في طبقة كبيرة من الناس والشباب. فإنَّ تضحيات الناس وحالات النماء الجديدة من أمثال الشهيد حُجَجي، جلبت العناية والمعونة الإلهية إلى حدّ كبير، ولابدَّ من العمل على تنمية التربية الإيمانية لدى المجتمع في سبيل توسيع دائرة نزول الرحمة والمعونة الإلهية.
كما اعتبر سماحته أنّ مجلس الخبراء يُمثِّل موقعاً سياسياً بالغ الحساسية ومكانة مرموقة، ويصطبغ في الوقت ذاته بصبغة علمائية بارزة، ويجسّد في الحقيقة مثالاً حياً للتلاحم بين الدين والسياسة.
ونوّه قائد الثورة الإسلامية بأهمية "عمل" المسؤولين والعلماء ومن ضمنهم أعضاء مجلس الخبراء حيث رأى سماحته أنّ عملهم يحوز على أهمية بالغة تفوق التبليغ الكلامي وأردف سماحته: إنّ الابتعاد عن الدنيا وعن النزعة الأرستقراطية واللجوء إلى العمل والسعي الحثيث لدى المسؤولين والعلماء، حتى لو لم يكن أمام أنظار الناس، يستنزل الرحمة الإلهية ويترك مزيداً من التأثير على الناس. والناس حين يشاهدون عدم وجود التناقض بين أقوالنا وأفعالنا يقوى إيمانهم ويقطعون الخُطى في الصراط المستقيم بمزيد من الطمأنينة.
ورأى سماحته أنّ التقيّد بالعمل بالأقوال وهداية النّاس بشكل عملي كان واحداً من أسباب نجاح الإمام الخميني (رحمه الله) الأشبه بالمعجزة وشدّد قائلاً: تحقق هذه النقاط يؤدي إلى تحصيل العون والنصرة الإلهيين ومتى ما شملتنا الرّعاية الإلهيّة فسوف نواجه القوى المتجبّرة بشجاعة وذكاء في الوقت عينه وستكون مواجهتنا مواجهة فعّالة.
وعبّر قائد الثورة الإسلامية عن سعادته للمعلومات الدقيقة التي تُفيد بحضور وتواجد الأجيال الشابة الباعثة على الأمل في جميع الميادين وأضاف سماحته: توجد مجموعة عظيمة من الشباب المؤمن النشيط الذين لم يدركوا الإمام ولم يشهدوا فترة الدفاع المقدس، وهم يتابعون أهداف الثورة بكل قوة وإيمان عميق.
وأردف الإمام الخامنئي: ثمة حركة شبابية حيوية نشيطة في هذه البلاد رسخّت في نفسي الإيمان بمستقبلٍ أفضل من الحاضر بمرات عديدة.
كما أشار قائد الثورة الإسلامية إلى إطلاع سماحته على المشكالات المعيشية وسائر المشاكل التي يعاني منها الناس في داخل البلاد وعبّر سماحته عن اعتقاده بعدم وجود مشكلة غير قابلة للحل داخل البلاد.