وفيما يلي النص الكامل للكلمة:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

كان هذا اليوم يومًا جيّداً جدًّا ورائعاً بالنسبة إلي، لمشاهدتي العمل المتميّز الذي تمّ إنجازه ولا يزال مستمرًّا والحمد لله في مجال تقنية النانو في البلاد. بالطبع إنَّ كلّ عملٍ من هذه الأعمال التي تمّ إنجازها والأشخاص المحترمون الذين تحمّلوا هذه الجهود وقاموا بهذه الأعمال جديرون بتقديم الشكر والتقدير لهم بشكل مستقل، والدعاء لهم بمزيد من التقدّم.

لحسن الحظ، فإنّ قضيّة تقنيّة النانو تجربة ناجحة لبلادنا وتدلّ على أنّه عندما تركّز جماعة مندفعة ومخلصة ومتخصّصة في عملها على موضوعٍ معيّن، وتدير الأمور بطريقة مبرمجة، فسوف تتحقّق حالات من التقدّم الملموس وعلى شكل قفزات في ذلك الموضوع. إنّ تقدّم العمل في تقنية النانو فضلًا عن كونه ذا قيمةٍ ذاتيّة بالنسبة لنا، هو في الواقع نموذجٌ يدل على أنّنا قادرون على اتّباع هذا النموذج في جميع قضايا البلاد وجعله معيارًا. كان لنا قبل زهاء عشرة أعوام لقاء بجماعة لجنة النانو حيث قدّموا لي تقريرًا وشرحوا موضوع النانو، وعملوا وتقدّموا إلى الأمام. ونرى اليوم لحسن الحظ حصول قفزة في إيران على مستوى الشؤون العلميّة والبحثيّة. بمعنى أنّ الأعمال تتقدّم إلى الأمام بصورة قفزات.

نشكر الله تعالى على حصول مثل هذا الشيء. المهم هو أن تنظروا ما هي عوامل هذه القفزات التقدميّة، فتحافظوا عليها.

من هذه العوامل وجود برامج وخطط جيدة، والثبات والاستقرار في الإدارة، والاهتمام بصناعة ثقافةٍ وخطابٍ عامّين في هذا الخصوص. الأمرُ الذي لاحظته مؤخرًا هوَ أنّ هؤلاء التلاميذ الشبّان يتابعون هذا العمل بمستوياتٍ تفوق مستويات القدرات العادية للتلاميذ، أو الأعمال التي أنجزت لقطاعات مختلفة، هذه هي صناعة الخطاب. صناعة الخطاب هذه على جانب كبير من الأهمية. بمعنى أن تتكوّن في البلاد هذه الأفكار وهذا الخطاب الذي فحواه أن قضيّة النانو يجب أن تتم متابعتها. النانو على جانب كبير من الأهميّة، ولا نروم القول إنّها أهم من كل قضايا البلاد وأعلى من كل الشؤون العلميّة، لا، ولكنّها من القضايا المهمّة في التقدّم العلمي والتقني للبلاد. لنجعل هذه القضيّة نموذجًا لشتى أعمالنا ولنحافظ على عوامل التقدّم التي أشرت إلى بعضها. بمعنى أن نستكمل البرامج يومًا بعد يوم. لا تغرّنا النجاحات؛ عدم الغرور أمرٌ مهمٌ جدًا. لقد كان تقدّمكم طوال هذه الأعوام العشرة جيدًا جدًا، أي إنّكم ارتقيتم من مرتبة متدنية في العالم إلى المراتب العليا، ووصلتم مثلًا إلى المرتبة السابعة. هذا أمرٌ مهم جدًا، بيدَ أنّ هذا يجب أن لا يدفعنا إلى القناعة بالوضع الموجود فنكتفي بالمحافظة عليه، لا، تقدّموا إلى الأمام ولا تتخلّوا عن التفكير في التقدّم المطّرد في هذا الحقل العلمي؛ وسوف تُجتَذبُ مواهبٌ متعدّدة. الشبّان والفتيات الذين نراهم الآن هنا هم مواهب جيدة، ولو لم يكن هذا الموضوع قد طرح عليهم لما انفتح أمامهم هذا الباب من البحث العلمي ولما برزت هذه المواهب. إنّنا نجهل الكثير من المواهب والطاقات الموجودة في بلادنا، فلنفتح الميدان لمعرفة هذه المواهب وإشراكها في العمل.

إنّنا اليوم بأمسّ الحاجة إلى العمل، فلدينا تخلّفٌ وفقرٌ تاريخيّان في المجالات العلميّة والبحثيّة. صحيح أنّ سرعتنا العلميّة في العالم حاليًّا هي في الدرجة الأولى، والواقع أنّ سرعتنا في التقدم العلمي أعلى من المتوسط العالمي بكثير، بيد أنّ ميزة هذه السرعة هي مجرّد أنّها تتقدّم بنا قليلًا عن ذلك التخلّف التاريخي والفقر التاريخي. علينا أن نواصل هذه المسيرة إلى درجة نصل معها إلى الصفوف الأماميّة. لماذا نقول الصفوف الأماميّة؟ لأنّنا نمتلك إمكانيّةَ ذلك ونحتاج لذلك في الوقت ذاته. توجد في بلادنا كلّ هذه المواهب والطاقات الجيدة، بمعنى أنّ متوسّط المواهب في بلادنا أعلى من متوسط المواهب في العالم، وهذا ما تمّ إثباته وصار من الأمور المسلَّم بها. لدينا الكثير من المواهب يجب أن تبرز وتظهر وتؤتي ثمارها.

إنّنا اليوم بأمسّ الحاجة إلى العمل، فلدينا تخلّف وفقر تاريخيّان في المجالات العلميّة والبحثيّة.

ثانيًا نحن نحتاج إلى التقدّم؛ إنّنا نحتاج لهذا الشيء. نرى أنّ النهج المستقل سياسيًّا واجتماعيًّا وفكريًّا للشعب الإيراني وللجمهوريّة الإسلاميّة في إيران يؤدّي إلى معاداة عتاة العالم وأصحاب القوى التعسفيّة لنا. إنّه عداءٌ يُعبّر عن نفسه في الكثير من المواطن. عندما يعادوننا كل هذا العداء فيجب علينا تقوية أنفسنا وإيصالها إلى الاقتدار اللازم.

لحسن الحظ، إنّ الأعمال والأمور قد تقدّمت إلى الآن في جميع الميادين، وما أرجوه هو أن لا تَدَعوا عوامل التقدّم تَفسُد وتضطرب، ومنها قضيّة ثبات الإدارة واستقرارها، واستكمال البرامج والخطط، والابتعاد عن الأجواء السياسيّة. من أهم الأمور أن لا تسمحوا لهذه الدوافع السياسيّة التي تشاهدونها في الخارج أن تتسرّب إلى هذه المجموعة، لأنّها سوف تعمل على تخريب ما لديكم وستكون هذه حالة مؤسفة. كما كان الوضع جيدًا إلى الآن والحمد لله حافظوا عليه جيدًا ولا تدعوه يفسد. والدكتور السيد ستاري حاضرٌ هنا ويستطيع أن يساعد في تقدم هذه المجموعة. كما ورد في هذا الرسم البياني الذي عُرِضَ هنا، فإنّ الميزانيّة [المخصصة لهذا العمل] قليلةٌ جدًا بالمقارنة إلى نظيراتها في العالم، ينبغي الاهتمام بهذه القضيّة أكثر. وسوف يمدّ الله تعالى يد عونه ونحن ندعو لكم بأن يعينكم الله. إذا كنا على قيد الحياة فسوف نراكم مرة أخرى بعد مدة من الزمن إن شاء الله وقد حقّقتم مزيدًا من التقدم، وإذا لم نكن فسيرى البلد تقدّمكم بمشيئة الباري تعالى. وقضيّة توجيه العمل نحو السوق والثروة التي لاحظتُها في موضع ما من التقارير، هي قضيةٌ على جانب كبير من الأهميّة، أي افعلوا ما من شأنه أن تستطيع هذه الشركات علميّة المحور الاستفادة من هذه النتاجات والأفكار بالمعنى الحقيقي للكلمة. هذا من شأنه أن يُظهر تأثير أعمالكم العلميّة والبحثيّة على بيئة الناس الحياتيّة، وهذا ما سيضمن تقدّم مشاريعكم إن شاء الله. دمتم سالمين.