إن جسد المجتمع الإسلامي يعاني اليوم من جرح ألم وعميق. والآية التي تليت، تقول حول النبي الإسلام الکریم (ص): « عَزيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّم‏»، أي أن معاناتکم عسیرة و صعبة علیه. وتقول « حَريصٌ‏ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنينَ رَؤُفٌ رَحيم‏» إن معاناة العالم الإسلامي - والذي تعد قضيّة فلسطين أبرز همومه - تؤذي قلب النّبي الشريف: « عَزيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّم ». وبسبب الحالة الّتي يمر بها الشعب الفلسطيني اليوم، فإن روح النّبي المقدسة مثقلة بالأحزان، وهي في العوالم العلوية من خلق الله، فما هو سبيل العلاج؟ إنه السعي والجهاد.

لاحظوا كیف وقف الإستكبار بمخالبه وبطبيعته الدموية، ودون ذرة من الإنسانيّة والرحمة، كي يدوس على الشعوب الإسلاميّة وآمالها من أجل أهدافه الإستكبارية إن استطاع. إنّ قضيّة فلسطين اليوم من أكبر قضايا العالم الإسلامي ومصائبه، وستكون كذلك في المستقبل أيضاً. ليس هينا أن يشرد شعب بأكمله من بيته وحياته وبلده وأرضه، ویضعوا في غصباً عيلاً و خبيثا، ويقدموا له كلّ أشكال المساعدات، ويضفوا الشرعية على كلّ جرائمه، وتغمس أياديهم في دماء الشعوب المنطقة حتى المرافق، على إنّهم لم يكتفوا بذلك، بل إنّهم يريدون أن يجمعوا التواقيع من المسلمين ومن أصحاب البيت للقبول بأن هذا البيت يعود لذلك الغاصب، ولاحق لصاحب البيت فيه؟! إنّهم يريدون أن يفعلوا ذلك.