لقد انطلقت النهضة الإسلاميّة أو حركة الصحوة الإسلاميّة بتعبير آخر بكل قوة في المنطقة والعالم الإسلامي، بعد انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران وظهور حركة الإمام الخميني رضوان الله عليه في العقدين الأخيرين، القضيّة الفلسطينية اليوم هي المحور الرئيس لهذه الحركة. وقد استطاعت انتفاضة الأقصى أن تعين عموم الشعوب المسلمة والعربيّة لتزل إلى الساحة حتى خارج حدود فلسطين الجغرافية وخارج نطاق الشعب الفلسطيني. وقد أثبتت التظاهرات المليونية للشعوب المسلمة - من الغرب وحتى شرق العالم الإسلامي – أن الشعب الفلسطيني بإمكانه أن يحسب الحساب لدعمها، ويؤدي في نفس الوقت دوراً ملفتاً للنظر في توحيد المسلمين.

وفي اليوم الذي ظهرت فيه المقاومة الإسلاميّة في لبنان بهمّة الأبطال اللبنانيين وبتوصية الإمام الراحل ودعمه، كانت إسرائيل تحتل بيروت عاصمة لبنان، واستحوذت على مقدرات هذا البلد الإسلاميّة. عندما أطلقت المقاومة الإسلاميّة في ذلك اليوم شعار « زحفاً زحفاً نحو القدس»، اعتبرتها مجموعة من الجهلة سطحية التفکیر، وتساءل هؤلاء ساخرين: هل يمكن التحرك نحو القدس، في حين أنّكم - أيّها اللبنانيون عاجزون عن دخول عاصمة بلدكم؟ ولم يمر منذ ذلك التاریخ وحتى الانتصار التاريخي الذي حققته المقاومة على إسرائيل سوى ثمانية عشر عاماً. ويصدق الجميع أن ثمانية عشر عاماً ليست بالمدة الطويلة في تاریخ كفاح الشعوب.