هذا هو وضع فلسطين. إنّ قضيّة فلسطين ليست بالقضيّة الهينة والعبثية. بل هي اليوم أهم قضايا العالم الإسلامي، لأنها ترتبط أيضاً بمصير غير الفلسطينيين في جميع أنحاء العالم الإسلامي. على مسؤولي البلدان الإسلاميّة أن لا يتصوروا أن الشعب الفلسطيني لو ترك لوحده فريسة لمخالب أعدائه الملطخة بالدماء، فإن إسرائيل سوف تترك الحكومات المسلمة وشأنها بعد ابتلاع فلسطين وهضمها، علماً أن ذلك سوف لا يحدث أبداً.

والحج من شأنه أن يلفت انتباه العالم الإسلامي إلى مسؤوليته الكبيرة، و يزود الشعوب الإسلاميّة بهذة المعرفة وهي أن التواجد في الساحة واتخاذ موقف حازم في هذه القضية، يرتبطان بمصالحها. فالبعض يتصور أن دعم الشعب الفلسطيني، هو خارج عن المصالح الوطنية للبلدان، و هو خطأ کبیر للغایة. و عند ما لایعتمد شعب مسلم علی ما علی الشعوب الأخری و لا یدعم من قبلها، فإنه يتعرض لتطاول الأعداء بهذه السهولة. ولو كان العالم الإسلامي متحداً، لما تعرض شعب بأكمله لمثل هذا الظل. وقد تحدث هذه القضيّة للشعوب المسلمة الأخرى، وحدث ذلك للشعوب في بعض الحالات کما لاحظة. إن التضامن الإسلامي يعقد الأمور على أعداء العالم الإسلامي وأعداء شعوب هذه المنطقة والناهبين الدوليين، ولا يسمح لهم بأن يعتدوا على أي بلد وشعب إسلامي حسب رغبتهم، وكما شاءت إرادتهم. وعلى هذا فإن الدعم العام الذي يقدمه العالم الإسلامي للشعب الفلسطيني، هو في الحقيقة دعم لكل بلد من البلدان الإسلاميّة؛ وهذا ما يضمن مصلحة فلسطين كلهم ويؤمنها؛ وهو ليس بالقليل. والحج يزودهم بهذه المعرفة والوحدة والعزم والتصميم. وبناء على ذلك فإنّ قضيّة الحج، وتوظيف كلّ إمكانيات هذا الواجب الإلهي العظيم، مهمّة للغاية لتحسين حالة مسلمي العالم وكل البلدان الإسلاميّة. وكل ما يمكن بذله في هذا المجال من عمل وسعي وخدمة، يعتبر ذا قيمة ومهماً.