لقد نفخت حركة الإمام الخميني «قدس سره»، روحاً جديدة في جسد قضية فلسطين، وزودتها مرة أخرى بدعامة الإيمان بالإسلام المقترنة دوماً بجهاد التضحية والفداء. وكانت السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط قد رسمت مصيراً ليس في صاخ قضيّة فلسطين والشعب الفلسطيني بعد اتفاقية كمب ديفيد. وكانت هي السياسة التي انتهت أخيراً بمعاهدة أوسلو وتبعاتها الأليمة. واستهدفت هذه السياسات القضاء على روح الجهاد والمقاومة والإلغاء التدريجي للشعب الفلسطيني من كلّ معادلات المنطقة، واعتماد ذلك الشعب على الآمال الواهية بدلاً من اعتماده على إرادته وقوته الذاتية. وقد أوجدت روح الإيمان بالإسلام والجهاد في سبيل الله التي إمتزجت مرة أخرى مع كفاح الشعب الفلسطيني، أكبر عقبة أمام تحقيق السياسات الإستكبارية والدوافع الخيانية. والشعب الفلسطيني متواجد اليوم في الساحة بركة هذه الروح والدافع كلّ وجوده، ويؤسس بإرادته وعزمه وتضحيته للمستقبل الذي لم يكن متوقعاً بالنسبة إلى أعداء فلسطين، بل وحتى أصدقائها.