لقد سجل صمودكم - سواء في عهد الدفاع المقدس أم من خلال تجارب هذا البلد الكبيرة الأخرى - هذه الفضائل في عصرنا. إن عصرنا هو عصر العلاقات الوثيقة؛ إلا أن هذه العلاقات الوثيقة ليست في صالح الشيطان والمكائد الشيطانية دوماً: بل لصالح القيم المعنوية الأصيلة أيضاً. لقد تعلمت شعوب العالم الكثير من الأشياء منكم. وهذه الأم التي تقبل ابنها الشاب في فلسطين وترسله إلى ساحة الحرب، هي نموذج لذلك. لقد عاش في فلسطين لسنين طوال النساء والرجال والشيوخ والشباب؛ إلا أن فلسطين ابتليت بالذل، وحدث لها ما حدث، وتسلط الأعداء عليها إثر نقاط الضعف ولأن جنود العقل لم يكن بإمكانها تحقيق النصر على جنود الجهل في ساحة المواجهة المعنوية. إلا أن وضع فلسطين اليوم تغير تماما؛ فقد نهضت فلسطين اليوم؛ واستطاع الشعب الفلسطيني - نساء ورجالأ- في خضم المواجهة المعنوية في داخله أن يغلب الجانب المعنوي وينتصر، وسوف ينتصر هذا الشعب.