لقد باتت الأجهزة والقوى الشيطانية العالمية في الوقت الراهن تدسّ الناس أكثر في مستنقع الجهالة والضلالة يوماً بعد آخر، وتجابه كل نقطة تناهض حركتها الشيطانية. وإذا بالسادة الأمريكيين الذين يجتمعون مع مسؤولينا، يعاتبون هذا الحقير قائلين لماذا كل هذا التشاؤم تجاهنا؟ ولكن أفهل أكون متفائلاً؟ وهل بالإمكان أن ننظر إليكم نظرة متفائلة مع هذه الأوضاع الحاكمة عليكم؟ ففي هذه الأيام الأخيرة، أعلن أحد هؤلاء السادة حول قرارات الحظر ضدّ إيران التي دار الحديث بشأنها، والتي تم بثّها في إحدى برامج قنواتنا التلفزيونية، أعلن أن الجمهورية الإسلامية مادامت تدعم المقاومة في المنطقة وتساعدها، فليس من المعلوم أن يتم رفع هذه العقوبات. وهذا هو الأمر الذي ذكرته مراراً وتكراراً، سواء للمسؤولين في الجلسات الخاصة، أو في الجلسات العامة، وقلت لهم: تزعمون أنكم إذا تراجعتم في الملف النووي، ستنتهي قضيتكم مع أمريكا؟ كلا، بل سيطرحون ملفّ الصواريخ قائلين: لماذا تمتلكون الصاروخ؟ وإذا ما يئسوا من هذا الملف، طرحوا قضية المقاومة متسائلين: لم تدعمون حزب الله وحماس وفلسطين؟ وإن عالجتم هذه القضية وتراجعتم، سيطرحون مسألة أخرى كمسألة حقوق الإنسان، وإن قمتم بتسوية هذه المسألة أيضاً وقلتم لهم: سنعمل في شأن حقوق الإنسان وفق موازينكم، سيطرحون قضية تدخل الدين في جهاز الحكم. يا ترى هل سيتخلّون عنكم؟ ذلك أنهم لا يحتملون نظاماً في بلد بهذه السعة وهذا التعداد السكاني وهذه الإمكانيات الخارقة.