إسرائیل تمرّ على العالم الإسلامي في أيامنا هذه قضايا حساسة قد ملأت قلوب ملايين المسلمين في بلدان العالم المختلفة حزناً وكمداً. فالمسلمون يقاسون الغم ويعتصر أكبادهم الأسى والحزن من دون أن يستطيعوا التفوّه بكلمة. لماذا؟ لأن إغلب حكامهم - مع بالغ الأسف - هم شركاء في إشعال نيران الأسى والحزن في الأمّة الإسلاميّة وتبديد آمال شريحة الشباب في البلدان المسلمة. وكنموذج على ذلك هي القضايا المتعلقة بالشعب الفلسطيني المضطهد المسلم... كلها آلام وجراح. فعندما تنظرون إلى بلدنا إيران تجدون أن الجميع - من أعلى سلطة في البلاد وحتّى أفراد الشعب - يتحدّثون عن هذه الآلام كلّ حرّية، ويعلنون عن وجودهم، وينفسون عما يختلج في صدورهم. لكنه لا تُعطى في الدول الأخرى مثل هذه الفرصة للأسف كي يتحدّث الناس - على الأقل - عما تحمله صدورهم بخصوص هذه القضايا العظيمة للامة الإسلاميّة. أنظروا إلى الدول العربيّة، كم فيها من أناس قد امتلأت قلوبهم غيظاً جرّاء قضيّة التطبيع والتسوية مع العدوّ الصهيوني، لكنهم لا يستطيعون النطق بشيء. بالضبط كماكان حالنا في إيران إبان النظام السابق حيث لم نكن نستطيع أن ننبس ببنت شفة ضدّ الصهاينة. فقد كان يعتصر الألم والأسى قلوبنا في تلك الفترة من دون أن تكون قادرين على البوح بشيء. أذكر ذات مرّة - في ذلك الزمان - وأثناء إلقائي لدرس أمام مجموعة من الطلاب طرحت بعض المباحث حول تفسير الآيات المرتبطة ببني إسرائيل من أوائل سورة البقرة، فكان أن اعترضوا علي في المعتقل - بعد حين - أثناء الاستجواب تحت وطأة مكبس التعذيب بأنه: لماذا ذكرت إسرائيل! إنّني لم أطرح إلا آيات قرآنية حول بني إسرائيل، لكنهم يقولون: لماذا تذكر إسرائيل! إذن حتى مفسّر القرآن لم يكن يحق له أن يذكر بني إسرائيل بكلمة لئلا يستاء حليف هذا النظام الخبيث الخائن الذي كانت تربطه مع إسرائيل علاقات حميمة في ذلك الحين! وان الوضع الراهن في أغلب الدول الإسلاميّة هو بهذه الشاكلة.