إن الخيانة التي يرتكبها الذين يمارسون هذا العمل باسم الفلسطينيين هي أسوأ وأبشع وأجسم من جميع الخيانات التي ارتكبت ضدّ فلسطين إلى يومنا هذا کما إنّهم لم يقدّموا للشعب الفلسطيني شيئاً ولن يستطيعوا. كتب كاتب فلسطيني عربي مقيم في أمريكا أن جماعة عرفات لم تستطع بعد أن تجمع القمامة من شوارع مدينة غزة! لكنّهم استطاعوا خلال هذه المدّة تشكيل خمسة أجهزة أمنية ومخابراتية لممارسة نشاط التجسس على أبناء الشعب فهل هذه هي الحكومة الفلسطينية؟! هل هذا يعني عودة الشعب الفلسطيني؟! هل هذا يعني إحقاق حقوق الفلسطينيين؟! إنّهم عديمو الحياء إلى هذا الحدّ! لقد قلت منذ أن دخل هذا الشخص في أول مفاوضات له مع الإسرائيليين، إنه شخص خائن وأحمق في آن واحد! فلو كان خائناً لكنه يتصف بالعقل، لكان قد قام بما هو أفضل من هذا! طبعاً أنا لا أدري على وجه الدقة، لكنني أظن بأن الأمريكيين وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قد استغلوا نقاط ضعف هولاء. فهم يعانون من نقاط ضعف كثيرة، لإنّهم يحبون الدنيا. فحینما لا يكون للدين دور ستجري الأمور على هذه الشكلة. والله وحده يعلم بمدى الإشكالات التي كانت لديهم على الصعيد المالي وعلى الصعيد السلوكي والأخلافي طوال سنوات إدارتهم لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويبدو أن هؤلاء قد ركزوا على نقاط الضعف تلك.

من جانب آخر، فإن الإرهاق والسأم والتراجع عن المبادى أدّى بهم إلى الوقوع في هذه الورطة الرهيبة وهذا المستنقع المهلك والشقاء واللعنة الأبدية. هل تظنّون أن هناك فلسطينياً لا يلعنهم من أعاق قلبه، اللهم إلا أن يكون من عملائهم وشركاتهم في المصالح. فمن بين أربعة إلى خمسة ملايين فلسطيني مشرّد خارج أرضهم، وحوالي ثلاثة ملايين يعيشون داخل فلسطين لابد أن تُستطع آراء هؤلاء حول فلسطين. فقبضات هولاء مشدودة، وقلوبهم مملوءة غيضا.