لقد قلنا منذ اليوم الأول إن مفاوضات الصهاينة مع العرب مبنية على الحيلة والخديعة. فالصهاينة لا يسعون إلى حل مشاكلهم مع العرب، بل يريدون -كما يتوفون - أن يحذوا مما يتهددهم من خطر ثم يعيدوا الكرّة في الاعتداء والتجاوز؛ لأن الاعتداءات الصهيونية لم تنته بعد؛ وهناك اعتداءات قادمة أيضاً. فعندما يثبتون أنفسهم من الناحية الجغرافية سيصل الدور إلى وضع اليد على المصادر الحيوية والمالية والاقتصادية لتلك الدول العربيّة! فهل سيدّعونهم يتنفسون الصعداء يا ترى؟ بمجرد أن تظفر إسرائيل بالتسلط والاقتدار فلن تُبقي عليهم باقية. إن الحكّام العرب لم يتلتفتوا إلى هذه القضايا ولم يفكروا بمصالح بلدإنّهم وشعوبهم بل وتستقبلهم مع شديد الأسف. بالطبع إن الضغط الأمريكي كان قد لعب الدور الأساسي في هذه العملية.