استحسن الرسول الأکرم (ص) حال أحد صحابته من الشباب فدعا له وقال: «اللهم أمتعه بشبابه». و یتجلی من هذا أن لیس جمیع الشباب یتمتعون بشبابهم، لذلك دعا الرسول الأکرم (ص) لهذا الشاب بمثل هذا الدعاء. فما هو معنی التمتع بالشباب والاستفادة من الشباب؟ من الخطأ أن نتصوّر أن الاستمتاع بالشباب هو إصابة الملذات من الشهوات المادیة الشبابیة والتسلیات الشبابیة واللهو في فترة الشباب. لیس هذا هو التمتع بالشباب. لقد قال الرسول الأکرم (ص) في حدیث آخر: «ما من شابّ یدع لذّة الدنیا ولهوها، وأهرم شبابه في طاعة الله، إلا أعطاه الله أجر اثنین وسبعین صدیقاً». و یقول الشاعر: «الطهر في فترة الشباب من أخلاق الأنبیاء». والمثال الذي عرضه الله تعالی کنموذج للشباب هو النبي یوسف (ع). لیس هذا هو التمتع بالشباب، بل التمتع بالشباب هو أن یقضي الإنسان شبابه فی طاعة الله، کما ورد في الحدیث «أهرم شبابه في طاعة الله». وطاعة الله لیست في الصلاة فقط. طبعاً الصلاة لها فضیلة کبیرة وهي مهمة وبنّاءة، لکنها لیست وحدها طاعة الله. ثمّة مصادیق کثیرة لطاعة الله في میادین الحیاة الواسعة، و من أهمها ترك المعاصي وعدم التلوث بها. وحینما تدرسون فإن ذلك طاعة لله. وحینما تبتکرون وتبدعون فإن ذلك طاعة لله. هذه الأعمال التي ذکرها الشباب الأعزاء هنا - في مجال القضایا الکیمیاویة والطاقة والعلوم الإنسانیة والطب و غیر ذلك - الجدّ والسعي في هذه السبل کله من طاعة الله. 

~الإمام الخامنئي ٢٠١١/١٠/١٦