وأشار الإمام الخامنئي في خطابه الذي ألقاه في هذه المراسم إلى سياسات الاستكبار الخبيثة الرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة قائلاً: لقد أثبتت الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني بصمودها أمام أمريكا أنّه في حال لم يخشَ شعبٌ ما غضب الجبابرة ووثق بقدراته واستندَ إليها فسوف يدفع القوى العظمى نحو التراجع والاستسلام.

واعتبر القائد العام للقوات المسلّحة أنّ مشاركة الآلاف من الشباب الرزين والمؤمن في جامعات الجيش يبعث المزيد من الأمل حيال مستقبل إيران داخل أيّ إنسان حكيم  وتابع سماحته قائلاً: إنّ حِمل مستقبل بلادنا العزيزة المشرق الثقيل يقع على كاهل الشباب وإنّ شباب الجيش الغيارى يحملون إحدى الأجزاء الهامّة والحساسة لهذه المسؤوليّة.

كما اعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ الشعب الإيراني هو حامل راية الحريّة والعدالة في العالم وأضاف قائلاً: تدافع القوات المسلّحة عن هكذا شعب وهكذا بلاد وعليها أن تواصل [العمل] بهذه المفخرة العظيمة من أعماق وجودها وبدوافع دينية ووطنيّة عميقة.

وأردف الإمام الخامنئي قائلاً: أيّها الشباب الأعزّاء! يشهد العالم اليوم ظلماً شاملاً تمارسه القوى العالميّة الغاصبة، لاحظوا أنّ منطقتنا والعديد من مناطق العالم اليوم تواجه المشاكل وهذه المشاكل هي صنيعة الاستكبار العالمي.

ولفت قائد الثورة الإسلامية إلى وجود شخصيات عديدة في مختلف البلدان تهوى العدل لكنّها لا تجدُ سبيلاً للإعلان عن مطالبتها بإرسائه والتحرّر من قبضة الاستكبار ثمّ أضاف سماحته قائلاً: في ظلّ هذا العالم، فإنّ الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني تعلن بلسان فصيح ودون أي مواربة عن صمودها بوجه الظلم والاستكبار وهذه القضيّة تمثّل السبب الأساسي لمعاداة الظلمة حول العالم الشعب الإيراني.

وتابع سماحته حديثه في هذا المضمار قائلاً: نحن نتحدّث حول القوى العالميّة الظالمة بلا تقيّة وبمنتهى الصّراحة؛ إنّ السياسة التي ينتهجها الاستكبار اليوم وعلى رأسه أمريكا الظالمة والمتغطرسة هي سياسة خبيثة، هم يرون مصالحهم منوطة بزعزعة الأمن في العديد من مناطق العالم ومنطقتنا على وجه الخصوص، أعني منطقة غرب آسيا.

ولفت الإمام الخامنئي إلى حالة انعدام الأمن والاستقرار في مختلف مناطق العالم ومنطقة غرب آسيا على وجه الخصوص وأردف سماحته قائلاً: لقد اعتبر الاستكبار وعلى رأسه أمريكا الظالمة والمتغطرسة أنّ منافعهم تتمثّل في أن تخوض هذه المنطقة الحروب، أن تشتعل حروبٌ أهليّة، أن يتنازع الإخوة مع بعضهم، أن تتسع رقعة الإرهاب وأن يتفشى بشكل فجيع في المنطقة؛ هذه هي السياسة التي تتبعها أمريكا بدعم من الكيان الصهيوني وللأسف بمساعدة بعض دول المنطقة.

ورأى قائد الثورة الإسلامية أنّ الحؤول دون نشوء قوّة إسلاميّة في المنطقة يمثّل هدف أمريكا والكيان الصهيوني وتابع سماحته قائلاً: الهدف هو أن لا تنشأ قوّة إسلامية في هذه المنطقة، وأن لا تعلو هذه القوّة، هذا هو هدفهم. يعلمون أنّ رسالة الإسلام هي رسالة الدفاع عن المظلومين والمحرومين وأن سياسة الاستكبار هي خلق الحرمان وخلق الظلم للشعوب لذلك فإنّهم قلقون من نشوء قوّة إسلامية، وهذا هو سبب كونهم نشطين في هذه المنطقة، خلق حرب أهليّة، وزعزعة الأمن، وإيجاد حالة انعدام للاستقرار، ونشر الإرهاب، هذه هي للأسف سياسة أمريكا في المنطقة اليوم، وهي سياستها الحتميّة. والجمهوريّة الإسلاميّة متصدّية بكامل قوّتها لهذه السياسة.

وأوضح الإمام الخامنئي أنّ التهديد والزجر واستعراض القوّة في التصريحات يمثّل أسلوب القوى المتغطرسة من أجل إخافة الشعوب وأردف سماحته قائلاً: عندما لا يخشى شعب هذه الأساليب ويخطو بثقة وشجاعة واعتماد على قدراته في سبيل الحق والعدالة يُجبر القوى العظمى على التراجع ويهزمها.

واعتبر سماحته أنّ الجمهورية الإسلاميّة تمثّل نموذجاً جليّاً لهذه الحقيقة وتابع قائلاً: تجتاح إيران على مدى ٤٠ عاماً ممارسات أمريكا وأعوانها التخريبيّة لكنّها تحوّلت اليوم من نبتة صغيرة إلى شجرة باسقة ومثمرة ورغم وجود إكراه المستكبرين الشديد وممارساتهم العديدة، استقطبت [الجمهورية الإسلاميّة] قلوب الشعوب بنداء ثورتها وساقت مؤامرات أمريكا في المنطقة نحو الهزيمة.

ولفت قائد الثورة الإسلاميّة إلى أنّ سوريا، والعراق ولبنان تمثّل نماذجاً لإحباط مؤامرات أمريكا في المنطقة وأضاف سماحته في هذا السياق قائلاً: هذه دلالات على القوّة الإلهيّة وصدق الوعود الإلهيّة حيث يقول عزّوجل، إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم.

وأشار الإمام الخامنئي إلى أنّ صمود الجمهورية الإسلامية الشجاع بوجه الاستكبار أدّى إلى بوء أهمّ أهداف ظلمة العالم في المنطقة بالفشل وتابع سماحته قائلاً: لقد ذُهل المحلّلون السياسيّون لإحباط إيران أهداف القوى العالمية في المنطقة باعتمادها على الله واستنادها إلى القوّة الوطنيّة وهم يذعنون بهذه الحقيقة.

وفي معرض آخر من حديثه أوصى قائد الثورة الإسلامية القوات المسلّحة بمضاعفة يوميّة لنسبة الابتكارات والجهوزيّة والقدرات في المجالات العلميّة، المؤسساتي والعسكريّة وسائر أنواع التقدّم وأضاف سماحته قائلاً: بناء على ما ورد في الآية الشريفة من القرآن الكريم فإنّه عليكم أن تعدّوا لهم ما استطعتم لترهب قوّتكم أعداء الله وتجبرهم على التقهقر والتراجع.

وطلب سماحته من الناس جميعاً وخاصّة الشباب أن يحرصوا على مراقبة أنفسهم ويجتنبوا تأثير وساوس الأعداء التي تُبثّ في أجواء الحياة العامّة وأردف الإمام الخامنئي قائلاً: لا تسمحوا لتغلغل العدوّ بإحداث خلل في صفوف الشباب المؤمن المرصوصة.

ووصف الإمام الخامنئي مساعي الأعداء في الساحة الافتراضية وسائر الساحات بالآيسة وتابع سماحته قائلاً: مع ذلك فإنّ العدو نشطٌ في المجالات كافّة ويجب التصدّي له بحنكة وذكاء ووحدة وبالتوكل على الله عزّوجل. 

وخلال المراسم منح القائد العام للقوات المسلحة الإمام السيد علي الخامنئي المعاون المُنسّق في جيش الجمهورية الإسلامية في إيران اللواء البحري حبيب الله سياري مدالية الفتح من الدرجة الأولى تقديراً لجهوده الحثيثة في صون الحدود البحرية للبلاد خلال فترة تولّيه قيادة  القوات البحرية الاستراتيجية في جيش الجمهورية الإسلامية.

كما شهدت هذه المراسم اتصالاً مباشراً عبر الفيديو مع الأسطول ٥٦ التابع لقوات جيش الجمهورية الإسلامية في ايران البحرية المستقرّة في خليج عدن. وبعد أن ثمّن القائد العام للقوات المسلّحة جهود القوات المسلحة الإيرانية وتمنّى لهم المزيد من النجاح وجّه سماحته خطابه إليهم قائلاً: أنتم قادرون على توفير الأمن الكامل للبحار المحيطة بإيراننا العزيزة من خلال ذكائكم وشجاعتكم.

وخُصّص القسم الأخير من مراسم تخريج وتحليف طلاب جامعات الجيش للضباط الأخيرة لتمارين بحريّة أجراها مجموعة من الطلاب بحضور القائد العام للقوات المسلّحة حيث استعرض طلاب السنوات الثانية والثالثة والرابعة جوانب من جهوزيّتهم خلال التمرين الذي أُجري على ثمانية مراحل.