الشيء الذي تفعله الحكومة السعودية في اليمن اليوم هو تفس ما فعله الصهاينة في غزّة. للأمر جانبان: الجانب الأوّل هو أنّ هذا الفعل جريمة وإبادة، ويمكن متابعته عبر المنظمات الحقوقيّة الدولية، فهم يقتلون الأطفال ويخرّبون البيوت ويدمّرون البنى التحتيّة والثروات الوطنيّة لبلد معيّن، وهذه جريمة كبرى. هذا أحد جوانب القضيّة.
والجانب الآخر هو أنّ السعوديين سوف يخسرون ويتضررون في هذه القضية ولن ينتصروا أبداً. والسبب واضحٌ جدّاً، السبب هو أن القدرات العسكرية للصهاينة أضعاف القدرات العسكرية للسعوديين الفلانيين. للصهاينة قدرات عسكرية تفوق ما لدى السعوديين بأضعاف، والطرف المقابل لهم كان غزّة الصغيرة جدّاً. وهنا الطرف المقابل بلدٌ بعشرات الملايين وشعب وبلد واسع كبير. لو كان أولئك قد استطاعوا الانتصار في غزّة فإنّ هؤلاء سيستطيعون الانتصار هنا. طبعاً حتى لو كان أولئك قد انتصروا لبقي احتمال انتصار هؤلاء صفراً، واحتماله الآن تحت الصّفر. هؤلاء سوف يخسرون بالتأكيد، وسوف يتمرّغ أنف السعوديين في التراب قطعاً. 
لدينا مع السعوديين اختلاف متعددة في شتّى القضايا السياسيّة، لكننا كنا نقول دوماً إنّ السعوديين يبدون في سياستهم الخارجية وقاراً ورزانة، وقد خسروا حتّى هذا الوقار والهدوء، حيث أنّ عدداً من الشباب الفاقدين للخبرة أمسكوا بأيديهم زمام أمور ذلك البلد وراحوا يُغلّبون صفة الوحشية على صفة الرزانة الظاهريّة، وسوف ينتهي هذا بضررهم. أنا أحذّر السعوديين، ينبغي عليهم أن يكفّوا عن ممارساتهم الإجراميّة في اليمن؛ فهذا ليس مقبولاً في المنطقة. وأمريكا طبعاً تدافع عنهم وتدعمهم، وهذه هي طبيعة أمريكا، فهي تنحاز للطرف الظالم والوجه السيء في كل القضايا بدل أن تناصر الطرف المظلوم؛ هذه هي طبيعتهم، وفي هذه القضية أيضاً يعملون على نفس الشاكلة، لكنهم سوف يخسرون وينهزمون. وسوف يثيرون ضجيجاً بالقول "إنّ إيران تتدخّل في شأن اليمن"، نعم، هذا تدخّل، أن نجلس هنا ونقول كلمتين سيكون هذا تدخّلاً، ولكن أن تسلب طائراتهم المجرمة الأمن من سماء اليمن فليس ذلك بتدخّل! إنّهم ينحتون لأنفسهم ذرائع بلهاء لمثل هذا التدخّل، وهذه الذرائع غير مقبولة لا في المنطق الدولي، ولا من قبل الشعوب، ولا عند الله.

~الإمام الخامنئي ٢٠١٥/٤/٩

 

لقد شاهدتم في الأسبوع الماضي وعلى مدى أسبوع واحد أن السعوديين ارتكبوا جريمتين مروعتين في اليمن، خلال أسبوع واحد. خلال هذا الأسبوع هاجموا مستشفى وقتلوا عدداً من المرضى في المستشفى بالقنابل والصواريخ. وفي آخر الأسبوع استهدفوا سيارة تحمل أطفالاً أعمارهم في الثامنة والتاسعة والعاشرة وقتلوا حوالي أربعين أو خمسين من الأطفال الأبرياء. لاحظوا كم هي هذه المصيبة كبيرة. لديكم في البيت طفل في الثامنة أو التاسعة من العمر، يرتجف قلب الإنسان، ارتكب السعوديون هذه الجريمة واهتز العالم. ضمير العالم اهتز وقالت الحكومات بعض الكلمات من باب المجاملة، وأبدوا أسفهم وقالوا شيئاً لكن [قلوب] الجميع اهتزت.
ما الذي فعلته أمريكا هنا؟ بدل أن تُدين أمريكا هذه الجريمة الواضحة قالت إن لدينا تعاوناً استراتيجياً مع السعوديين. أليس هذا انعدام للحياء؟ أليس هذا انعدام للخجل؟ وهكذا في كل القضايا والشؤون، الأعمال التي يقومون بها تدل على الوقاحة وعدم الحياء. هذا الفعل نفسه الذي قام به الرئيس الأمريكي. ألفان أو ثلاثة آلاف، ألفا طفل على الأقل ممن هم في أعمار السنتين والثلاث سنوات والخمس سنوات، أقل أو أكثر، فصلهم عن أمهاتهم باعتبارهم مهاجرين. ثم إنهم الأطفال، ولا يمكن الاحتفاظ بالأطفال على كل حال، فماذا يفعلون لهم؟ وضعوا الأطفال في أقفاص، لاحظوا، يفصل الطفل عن والدته ثم من أجل أن يستطيع السيطرة على هذا الطفل بلا أمه يضع ألفي طفل داخل قفص. هل لهذه الجريمة من سابقة في التاريخ؟ يفعلون هذه الأشياء ويقفون وينظرون مباشرة بكل وقاحة ويتحركون ولا يشعرون بالخجل؛ أي إن أدبياتهم وكلامهم وأعمالهم وخطواتهم كانت خلال الفترة الأخيرة وقحة وعديمة الحياء حقاً.

~الإمام الخامنئي ٢٠١٨/٨/١٣

 

أنتم ترون أن اليمن تقصف منذ قرابة السنة ونصف السنة، فهل هذه مزحة؟ وهو لا تقصف مواقعه العسكرية، بل أسواقه ومستشفياته وبيوت الناس والتجمعات والميادين والمدارس، يأتون ويقصفون هكذا عشوائياً! فهذا ليس بالشيء الصغير، بل هو جريمة كبيرة. لا يفهمون شهر رمضان، ولا يفهمون شهراً حراماً، ولا يراعون طفلاً، يقتلون كل هؤلاء الأطفال، هذه جريمة كبيرة ارتكبتها الحكومة السعودية للأسف، لكن هذا أيضاً بدعم من أمريكا وبضوء أخضر من أمريكا، وبطائرات أمريكا وبأسلحة و عتاد مستورد من أمريكا. هم الذين يوفرون كل هذه القدرات والإمكانيات. وحتى عندما تريد منظمة الأمم المتحدة أن تقول شيئاً في هذا الصدد - بعد عمر طويل أرادوا قول كلمة حق، وأن يشجبوا - يلجمون فمها بالمال والتهديد والضغوط، وقد اعترف هذا الأمين العام للأمم المتحدة التعيس الأسود الوجه وقال إنهم ضغطوا عليّ! طيب، إذا كانوا قد ضغطوا عليك ولا تستطيع، فتنحّ جانباً! لماذا تبقى في مكانك و تخون البشرية؟ هذه خيانة للبشرية. هنا أيضاً لأمريكا يد في القضية.

~الإمام الخامنئي ٢٠١٦/٨/١

 

لقد بات اليمن غير آمناً. لقد بات اليمن ساحة لقتل الأطفال والنساء، أليس هذا انعداماً للأمن؟ من يدعم انعدام الأمن هذا؟ أمريكا. للأسف فإنّ الأداة هي البلدان التي تدّعي الإسلام، وهي بلدان المنطقة لكن هؤلاء مخدوعون، الداعم [أمريكا], وهي المخطط، وهي من تروّج للإرهاب ....
الشعب اليمني مظلوم اليوم. وليست هناك مظلوميّة أكبر من أنّكم تقتلون المسلمين في - شهر رجب- أي في الشهر الحرام، فمشركو مكّة كانوا يوقفون الحرب مع حلول شهر رجب. 

ويوجد اليوم من هم أقبح وأسوء ممن كانوا في مكة ذلك اليوم، أفرادٌ يُثكلون العوائل اليمنية في شهر رجب -أي في الشهر الحرام-؛ ويشنون طوال الليل والنهار مئة أو مئتي هجوم بالطائرات على نقطة واحدة، وبحجج واهية، واستدلالات خاطئة وادعاءات مزيّفة؛ هذا الشعب شعبٌ مظلوم؛ الشعب اليمني شعبٌ مظلوم، والشعب البحريني شعبٌ مظلوم، كما أن الشعب الفلسطيني يعاني من مظلوميّة مزمنة وإنّ هذا الشعب يرزح تحت الضغوط على مدى أعوام طويلة. نحن نحامي عن المظلوم قدر استطاعتنا وهذه مسؤوليتنا أن نساعد بالقدر المتاح لدينا، فلقد قال لنا الإسلام "كن للظالم خصماً وللمظلوم عوناً"، هذه توصية أمير المؤمنين (عليه السلام).

~الإمام الخامنئي ٢٠١٥/٥/١٦