لو أنّ شعوب البلدان الإسلامية على مدى هذه المنطقة الواسعة -التي تشكّل نسبة كبيرة من عدد سكان العالم- تماشت مع بعضها البعض لا في التفاصيل بل في التوجهات العامّة، فسوف يبلغ العالم الإسلامي قمّة الترقّي والتسامي؛ أن يُنظر إليهم ويُلاحظ كونهم جنباً إلى جنب في القضايا العامّة؛ فإنّ رؤيتهم جنباً إلى جنب مؤثرة في حدّ ذاتها. إطلاق رؤساء البلدان الإسلامية أو مفكري البلدان الإسلامية تصريحات ضدّ بعضهم البعض -ولو كانت مجرد تصريحات- يجعل العدوّ جريئاً؛ ويمنح العدو الأمل؛ كما أن الواقع اليوم هو هذا. نفس وقوفنا جنباً إلى جنب ولو كان ذلك مقتصراً على التصريحات فقط، فإن ذلك يمنح العالم الإسلامي العظمة؛ ويمنح عظمة لشخصية الأمة الإسلامية. أينما شاهدنا نماذج لهذا التجمع الإسلامي، ولو اقتصر ذلك على وقوف الأجساد جنباً إلى جنب، لاحظنا أنّ انعكاس ذلك المشهد في العالم منح الإسلام والمسلمين شرفاً وعزّة؛ وكان سبباً في عزّة رسول الإسلام. عندما نصلّي صلاة العيد نقف جنباً إلى جنب ونقول: الّذي جعلتَهُ للمسلمينَ عيداً ولمُحمّدٍ صلّى الله عليه وآله ذُخراً وشرفاً وكرامةً ومزيداً؛ نفس وقوف الأجساد جنباً إلى جنب هو شرفٌ لرسول الله (ص)؛ ومدعاة فخر واحترام للأمة الإسلامية. اجتماع الحج كذلك أيضا. لقد لاحظتم هذا العام في أربعين الإمام الحسين اجتماع ملايين الناس جنباً إلى جنب؛ هذه الحركة العظيمة لحشد من المسلمين -طبعاً لم تكن خاصّة بالشيعة بل شارك أهل السنّة أيضاً- كان لها في حدّ ذاتها انعكاسٌ في العالم، وقدّروها، وعظّموها؛ واعتبروها أعظم اجتماع في العالم؛ من؟! أولئك الذين يرصدون الشؤون الإسلامية.

~الإمام الخامنئي ٢٠١٥/١/٩