لقد تتلمذ العديد من علماء الشيعة والسنّة في مدرسة الإمام الصادق عليه السلام

وجد هذا الإمام الكبير خلال فترة حياته فرصة أكبر لإيصال معارف أهل البيت - أي معارف الإسلام الأصيل - إلى قلوب المشتاقين والمتعطشين مقارنة بما توفر لسائر الأئمة. من الخطأ أن يتصور شخص أن كل أولئك الآلآف الذين تتلمذوا على يد الإمام الصادق كانوا من الشيعة والمؤمنين بإمامته عليه السلام. لا؛ الكثيرون لم يكونوا يعتقدون بإمامة الإمام الصادق - كما يعتقد بها الشيعة - لكنهم انتهلوا من علمه والمعارف الإسلامية التي كانت عنده. لدينا في رواياتنا الكثير مما رواه أهل السنة - من غير الشيعة - نقلوا ورووا عن الإمام أبي عبد الله الصادق. معنى ذلك أن العالم الإسلامي والأمة الإسلامية لا تزال اليوم أيضاً بحاجة لمعارف الإمام الصادق وأهل البيت. العالم الإسلامي بحاجة للاطلاع على معارف أهل البيت وتعاليم الإمام الصادق وسائر الأئمة؛ ينبغي أن ينتهلوا منها؛ على الشرائح والفئات المختلفة في الأمة الإسلامية أن تتعاون فيما بينها في هذا المجال من أجل رفع مستوى المعارف الإسلامية. من لوازم هذه المهمة أن لا تفصل حجب الخصام والعداء والأحقاد بين فرق المسلمين؛ هذا هو معنى الوحدة الإسلامية التي ننادي بها.
~الإمام الخامنئي ٢٠٠٨/٣/٢٠

 

الإمام جعفر الصادق رجل الكفاح لأجل بسط الحكومة الإسلامية الحقة

كان الإمام الصادق (ع) رجل الجهاد والمواجهة، ورجل العلم والمعرفة، ورجل التنظيم والتشكيلات. لكن سمعتم أكثر عن علمه ومعرفته، فمحافل دراسته وميادين تعليمه التي أوجدها لم يكن لها نظير في تاريخ حياة أئمة الشيعة لا قبله ولا بعده، لكنكم قليلاً ما سمعتم عن جهاده. لقد كان (ع) مشغولاً بجهاد واسع النطاق؛ من أجل الإمساك بالحكومة والسلطة، من أجل إيجاد حكومة إسلامية علوية؛ أي حكومة العدل الإلهي. أما البعد الذي لم يُسمع عنه أساساً، فهو أنه كان رجل التنظيمات والتشكيلات. لقد أوجد الإمام الصادق (ع) تشكيلات عظيمة من المؤمنين به ومن أتباع تيار الحكومة العلوية في مختلف أرجاء العالم الإسلامي، من أقصى خراسان وما وراء النهر إلى شمال افريقيا. فماذا تعني التشكيلات؟ أي أنه عندما يريد الإمام (ع) أن ينقل أي شيءٍ فإن وكلاءه المتواجدين في مختلف آفاق العالم الإسلامي سينقلون ذلك إلى الناس كي يعلموه. ويعني أيضاً أنها (التشكيلات) ستجمع كل الحقوق الشرعية والميزانية المطلوبة لإدارة مواجهة سياسية عظيمة لآل علي. ويعني ذلك أن وكلاءه وممثليه المتواجدين في جميع المدن سيرجع إليهم أتباع الإمام الصادق (ع) لمعرفة تكليفهم الديني والسياسي من الإمام. لقد أوجد (ع) مثل هذه التشكيلات العظيمة؛ وبهذ التشكيلات كان يواجه جهاز بني أمية.
~الإمام الخامني ١٩٨٠/٩/٥