الخطابات

كلمته في أعضاء لجنة إقامة الصلاة

بسم الله الرحمن الرحيمأيَّها الإخوة الأعزاء، السادة المحترمون أهلاً وسهلاً بكم.إنني أرى من الواجب أن أقدّم شُكري الى سماحة الشيخ قراءتي، والأخوة الآخرين ممن قام بمساعدته الترويج لمسألة الصلاة المهمة، كالأخوة العلماء، وأئمة الجمعة المحترمون، ومسؤولي الأقسام المهمة في البلد، وبعض الوزراء والمدراء.أودّ أن أذكر أنّ ما تبذلونه من جهد ووقت في هذا المجال، وما تصرفونه من قوة مادية ومعنوية في مسألة الترويج للصلاة، ليس بالأمر الكثير؛ بل يتطلب الأمر أكثر من ذلك.إنَّ ما سمعناه من أنَّ (الصلاة عمود الدين) علينا أن نتعامل معه بجدية. إنَّ خيمة الدين قائمة على الصلاة، سواء كان ذلك في تقوى وتديّن شخص ما، أو في إقامة إحدى المجاميع الدينية أو في تديّن أحد البلدان أو المجتمعات.فإذا كنّا لم نتمكن من تشخيص كيفية تأثير الصلاة في آفاقها الواسعة؛ فإنَّ سبب ذلك يعود الى قصر نظرنا، وإلا فإنَّ ذلك الشخص الذي قال: (الصلاة عمود الدين) والآيات القرآنية الناطقة بأهمية الصلاة، على معرفة جيدة بطبيعة دور الصلاة وتأثيرها.لقد كنّا نسمع أحياناً في عهد الطاغوت من داخل بعض زنزانات السجون الصعبة والموحشة لنظام الشاه، التي كان يسجن فيها سجناء مختلفون، ومن جملتهم السجناء الإسلاميين الذين يحملون أفكاراً إسلامية، وكذلك من بعض الذين كانت لهم ميولاً حزبية وأفكار مختلفة والتي يطلق عليها (إسلامية) على أي حال ـ ولعلي كنت أسمع ذلك مباشرة، وإذا كان الآخرون قد سمعوا شيئاً أيضاً كانوا ينقلونه لنا ـ أنَّ البعض كان يقول: إنَّكم كثيراً ما ترددوا: (حيّ على الصلاة)؟ قولوا: (حيّ على الجهاد).إنَّ جوّ المقاومة، كان يُحدث هذا التفكير وهذه الرؤية الى المسائل، كالقول: لماذا تتشبّثون بترديد مسألة الصلاة ودائماً تقولون: (حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة) حسنا، قولوا: (حيّ على الجهاد)، وادعوا الناس الى ذلك. إلا أنَّ التجربة التاريخية أثبتت أنّ عدم الاهتمام بالصلاة، إذا طرأ على شخص ما، أو على جهاده، سيؤدي الى تعطيل الجهاد، بالإضافة الى إخراج المقاومة عن عنوان الجهاد، وتحويلها الى مقاومة هدفها الوصول الى القدرة و إتباع هوى النفس.إنَّ الأمر الذي يصبغ مقاومة الإنسان وصراع الأمة بصبغة الجهاد ومعانيه هو التوجّه لله تعالى، الذي تعتبر الصلاة سنداً له؛ ولهذا فإنَّ أول الأوامر التي توجهت للنبي (ص) هو وجوب الصلاة، وأول تبليغ عُيّن من قِبَل الله تعالى للرسول (ص)، (وأمر أهلك بالصلوة)، والوصف الذي بيَّنه الله تعالى الى المجتمع الموحّد في الدرجة الأولى، (الذين مكناهم في الأرض أقاموا الصلوة)، هذه هي أهمية الصلاة.إنَّ أهم ما يلزم للحركة في هذا الميدان، أمران: الأول: الباعث: وهي القوَّة الباطنية التي تحرّك الإنسان وتسيّره.الثاني: التوجَّه الصحيح الذي يؤدي الى عدم غفلة الإنسان عن أنوار الهداية، أو ينحرف عن جهتها.إنَّ عدم وجود الباعث نحو الله يؤدي الى بقاء الإنسان في وسط الطريق، فإنَّ هناك الكثير من المشاكل التي تواجهنا اليوم.إنَّ إقامة المجتمع التوحيدي، وانتشار العدل بين أفراد الإنسانية، وثبات خيمة الحق وسط جميع العواصف الناجمة عن الأهواء الباطلة، ليس بالأمر السهل، بل يحتاج الى باعث.إنَّ هذا الباعث هو التحرَّك نحو الله تعالى، وذكره، والإستعانة به، والعمل على طبق ما يريده، وأن تكون نيّتنا عند توجيه البوصلة الى القبلة من أجل الصلاة، وجه الله، لا القدرة، أو الثروة، أو عبادة الهوى، أو الرغبات النفسية، أو المداهنات السياسية المختلفة.إنَّ هذين العاملين المهمين وهما التحرّك لأجل الله واتخاذ رضى الله هدفاً دوماً قد تلخصا في الصلاة.كما أنّ الأشخاص الذي يتحمّلون القسم الأكبر من هذه المسؤولية، في حاجة الى المحرَّك نحو الله والتوجّه إليه، كذلك الطبقة المتوسطة من الناس، وعامة أفراد المجتمع يحتاجون الى ذلك.وبالطبع، فإنَّ الأفراد الذين يتحمّلون مسؤوليات أكبر، بحاجة الى ذلك أكثر من غيرهم، فإنَّهم بحاجة الى هذين الأمرين أكثر من الآخرين: الباعث، والتوجّه الخالص لله تعالى، ولهذا فما الداعي الذي جعل الباري تعالى يخاطب نبيّه الكريم بقوله: (قم اللّيل الّا قليلاً نصفه أو نقص منه قليلا أو زد عليه و رتّل القرآن ترتيلا)؟لأنَّ الله تعالى يقول: (إنَّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً)، فعليك بتهيئة نفسك لذلك.بناءً على ذلك، إننا بحاجة لذلك أكثر، وبقية الناس أيضاً يحتاجون الى ذلك، لكن بدرجات متفاوتة، هذه هي أهمية الصلاة.وإنَّ الأمر المهم في الصلاة الذي لابدّ أن نستند إليه بعد مسألة ترويج أصل الصلاة ـ أي وجوب هداية الجميع من أجل أن يوأدوا الصلاة، ويكونوا مصلين ـ هو التوجَّه في الصلاة، وهو ما يطلق عليه بـ (حضور القلب).إنَّ حضور القلب والتوجّه، هو عمل يحتاج الى ممارسة وتمرين.إنَّ الأشخاص الذين قاموا بهذا العمل ويعرفونه، يعلموننا: بأنَّ الإنسان يجب أن يشعر حال الصلاة، بأنَّه يقف أمام مخاطَب ذو شأن ومقام عظيم، وهو خالق الوجود ومالك جميع الموجودات.إنَّ أي جزء من الصلاة إذا تُضفى عليه حالة من الخشوع، فسوف يكون مصداقاً لما تضمّنه بتعبير الرواية: (إنَّ هذه الصلاة صلاة مقبولة) وسوف يحقق ذلك الأثر وتلك الخاصّية، ثمَّ تترتب آثار الصلاة على هذا النحو ـ لا يمكن لنا تلخيص جميع آثار الصلاة في عدّة جمل أو عدّة فقرات قصيرة ـإنَّ من أوليات الأمور وضرورياتها، وظيفة القيام بتعريف الصلاة لجميع الشباب وكافة أفراد المجتمع، ونشرح لهم أهمية الصلاة.إنّ هذا العمل يحتاج الى متصدي، ولقد تحمّلتم مسؤولية ذلك ـ والحمد لله ـ وأصبحتم متصدّين لهذا العمل. وحقيقةً لابدّ للمؤسسات المختلفة العمل في هذا الميدان والسعي لتحقيق ذلك، فإنَّ هذا الأمر مهم.إنَّ المسألة لا تقتصر على هداية أحد الأشخاص المشغولين عن الصلاة أو تاركيها الى أداء الصلاة، بل معناها العمل على تقوية القواعد الأساسية لحركة عالمية عظيمة بين أفراد المجتمع الإنساني، الذي يعتبر نظام الجمهورية الإسلامية الدعامة المحكمة لها.عندما تأنس قلوب الناس بالصلاة، ويأنسون بالله تعالى عن طريق الصلاة ويتعرّفون عليه، فمن الطبيعي سوف تتولد لديهم حالة تنفر واشمئزاز من المعاصي، وتصبح قلوبهم حسّاسة إزاءها، وبالتدريج سوف تحصل لديهم حالة التقوى التي تمثّل الإستقامة الدينية في الشرع المقدس.هذا ما يتعلق بمسألة الصلاة.ولهذا فإنني أقدّم شُكري الخالص الى جميع الأخوة خصوصاً الأخ سماحة الشيخ قراءتي الذي سعى سعياً حثيثاً وجدّياً في هذا المجال، والأفراد الذين قاموا بالتعاون معه، هذا أولا.وثانياً: أأكد على استمرار العمل دون انقطاع، وعدم السماح لحالة الخمول والتعب للتغلغل بين أوساطكم.إنَّ هذا العمل هو عمل مستقبلي، ويجب أن يتابع بشكل مستمر، فهو كالصلاة لا يتحمّل الإنقطاع، ولا يقبل التوقف؛ لأنَّ غفلة الإنسان تؤدي به الى مساوئ كثيرة، وإنَّ هناك الكثير من الأمور تؤدي الى غفلة الإنسان.ومن أجل التصدّي لهذه الغفلة تلزمنا الصلاة، كصلاة الصبح والظهر والمغرب والعشاء والنافلة والفريضة، ويجب أن نعرّف الناس بأهمية الصلاة وتأثيرها وخصوصياتها المعنوية، وينبغي الإستفادة من جميع الأجهزة التبليغية النافعة في هذا المجال.أرغب في التحدّث قليلاً فيما يتعلق بما نقل عن تصريحات البابا، الذي أبدى العالم الإسلامي ردة فعل قوية تجاهها.إنَّ هذا التصريح الذي صدر من شخصية روحانية مسيحية ضد الإسلام ـ الذي يعتنقه مليار ونصف إنسان وكتب عنه ملايين الكتب ـ يحتوي على جهتين تسترعي الإنتباه:الأولى: التّهمة التي وجّهت للإسلام ـ التي استرعت انتباه العالم الإسلامي كثيراً بالخصوص في الأيام القلائل الأخيرة ـ إنَّ هذه الشبهة وهذه التهمة، تعتبر ظلماً للعالم الإسلامي، و خلاف الإنصاف حيال الإسلام. لقد اُتّهموا الإسلام بإهمال التعقّل، وعدم إهتمامه بالعقل، الى درجة أنَّهم أخذوا ينكرون فيه أمراً بديهياً، كإنكار فوائد الشمس أو نورها.ففي أي كتاب سماوي جاء التأكيد على المخاطبين بالتفكر والتعقل بهذا القدر ـ (لعلكم تتفكرون)، (لعلكم تعقلون) ـ أو على التدبّر بالآيات الكونية الإلهية؟وفي أي كتاب سماوي توجّه الخطاب الأول منهم الى العلم والقلم وأهمية التعليم والتعلّم.وإذا ما كان العالم الغربي قد نجح في مسألة العلم والتقدّم العلمي، فأي مؤرّخ ومطّلع منصف لا يصدّق أنّ كل ذلك يعود الى فضل الإسلام؟فعندما كان العالم الغربي في القرون الوسطى قابعاً بالجهل والظلام والعمى، كان يعيش العالم الإسلامي في عهد التفتّح العلمي والعقلي والفكري والفلسفي، وعهد العلماء كإبن سينا والفارابي وأمثالهم.إنََّ عدم فَهْم مسألة الجهاد الإسلامي والتصوّر الخاطئ لها، هو ظلم آخر.لم يكن الجهاد الإسلامي من أجل فرض العقيدة، بل لمحاربة الأشخاص الذين يريدون أن يستعبدوا الإنسانية.الجهاد الإسلامي ليس حرباً مع الشعوب، بل حرباً ضد القوى الظالمة والمستكبرة.هذا هو تاريخ الإسلام، وهذا هو سلوك قادة الإسلام، وإرشاداتهم.توجد في رسالة أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) التي يخاطب بها مالك الأشتر، توجد العبارة الخالدة التي لا يطرأ عليها النسيان، وهي قوله: إنَّ الأشخاص الذين تواجههم، إمّا هم على نفس عقيدتك، (وأمّا نظير لك في الخلق).فينبغي لك أن تتعامل بالأخلاق الكريمة حتى مع الأشخاص الذين يختلفون معك في مسألة العقيدة. (لا ينهاكم اللَّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين و لم يخرجوكم من دياركم ان تبرّوهم و تقسطوا إليهم انّ اللَّه يحبّ المقسطين) ـ إنّ هذه أوامر القرآن ـ هذه هي أوامر الإسلام، فكيف لا يفهم الإنسان هذا، ويفسّر الجهاد الإسلامي ـ الذي يعتبر المقاومة التحررية للشعوب، والتي تخلّص الشعوب من مخالب القوى المستكبرة والظالمة ـ بهذه الطريقة.إنَّ مثل هذه الآراء التفسيرية ـ للأسف ـ لم تكن مقتصرة على الوقت الحاضر ، بل إنَّ علماء الغرب كانوا يثيرون هذا الكلام ضد الإسلام منذ قرون متمادية، وكنّا نتصوّر أنّ هذا الكلام قد أنقطع في العهود الأخيرة، واتّضحت حقيقة الأمر، إلا أنّ المرء ـ وللأسف ـ يرى مرّة أخرى أنَّ هذا الكلام الذي يجب أن لا يطرأ على الألسن، أخذ بالعودة مرّة أخرى.الجهة الثانية من المسألة ـ التي تعتبر حسب اعتقادي أهم من المسألة الأولى ـ هي النوايا التي تختفي خلف ستار مثل هذه التصريحات، والتي تتضح لنا حقيقة الأمر من خلالها.وحقيقة الأمر هي محاولة خلق الأزمات الطائفية في العالم، وإيجاد التنازع بين أصحاب الأديان والمذاهب المختلفة، والحيلولة دون إيجاد نوع من التعاون والإنسجام بين الشعوب المختلفة بالعقائد، وتأجيج الحروب، وخلق الصراعات وإثارة الأزمات، التي تعتبر من أهداف القوى المستكبرة؛ لأنَّ حياتهم متوقفة على هذا التصعيد، فلابدّ من زيادة حالة التصعيد؛ لكي يتمكّنوا من تمرير نواياهم الخبيثة في أوساط المجتمع الدولي.إنني أخشى من أن يكون قد أجري التخطيط خلف هذه التصريحات لإثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، وزرع البغضاء بينهم، وتشويه صورة المسلمين ـ خصوصاً في الأماكن التي يمثّلون الأقلية فيها، كالبلدان الأوربية والأمريكية ـ وخلق الذرائع من أجل إسقاط المجاميع الإسلامية في البلدان التي يكثر فيها الإرهاب وما شاكله لأسباب واهية.عليكم أن تلتفتوا الى أنَّ مثل هذه السياسات أخذ يخطط لها خلف ستار هذه المسألة.وإنني أعتقد أنّ نفس البابا قد خٌدع في هذه المسألة أيضاً، ولم يكن منتبهاً الى ما يدور خلف ستار هذه التصريحات، وما هي أهداف أولئك الأشخاص الذين يهيئون له الأرضية ويجبرونه بالإدلاء بمثل هذه التصريحات.لقد جاء أحد الرؤساء الأوربيين قبل عدّة سنوات الى طهران، وعندما التقيت به أشار في أحد تعابيره الى الحرب بين المسيحيين والمسلمين، وحينها أبديت تعجبي من كلامه! وخاطبته قائلاً: وهل من المتوقع أن تكون هناك حرباً بين المسلمين والمسيحيين؟! ثمّ قلت له: ليس هناك باعثاً للمسلمين على الحرب مع المسيحيين. إنَّ أي حرب في العالم ـ الحروب الكبيرة ـ حدثت في المئة عام الأخيرة ـ ولعلّه أكثر من ذلك ـ كانت حروباً بين المسيحيين أنفسهم، كالحرب العالمية الأولى، والثانية، والحرب بين فرنسا وألمانيا؛ وغيرها، وقلت له: إنَّ هذه الحروب كانت بين الدول المسيحية، ولم تكن بين المسيحيين والمسلمين.ولقد تعجّبتُ حينها من السبب الذي يؤدّي الى الإدلاء بمثل هذه التصريحات!بعد أيام قلائل من حادثة سقوط برجي نيويورك، وإبداء وجهة نظر الرئيس الأمريكي الذي صرّح قائلاً: لقد بدأت الحرب الصليبية! أصبح الشخص الذي تكلّمت عنه ـ الذي التقيت به وأخذ بالتحدث معي ـ أحد الأشخاص الأساسيين بالعمل المباشر في المشروع الأمريكي ـ الصهيوني للهجوم على العراق بعد تصريحات جورج بوش. لقد إنتبهت حينذاك أنَّ الكلام الذي دار بيني وبينه في ذلك الوقت، كان مسبوقاً بإحدى المباحثات أو المناقشات أو المعاهدات بين رؤوس الإستكبار العالمي.أولئك الأشخاص الذين قاموا بتأسيس حلقة المؤامرات الأمريكية ـ الصهيونية في الشرق الأوسط، حيث استهدفت خطوتهم الأولى العراق.لقد إتّضح معنى ذلك الكلام لدي حينذاك، حيث كان يعني الحرب الصليبية! الحرب بين المسلمين والمسيحيين! إلا أنّ ذلك لم يحالفه النجاح.لقد سعوا كثيراً من ذلك اليوم وحتى وقتنا الحاضر من أجل تمرير مخططاتهم، وكانت الرسوم الكاريكاتورية التي تنال من شخصية الرسول (ص) أحدى حلقات الإستهانة بالمسلمين، وإنَّ التصريحات المشوبة بالإهانة من قِبَل أرباب السياسة والصحف ضد الإسلام والمسلمين في أمريكا وأوربا من هذا القبيل أيضاً، فهي الحلقة الأخيرة من هذه السلسلة الى حد الآن، والتي جرت ـ وللأسف ـ على لسان البابا، الذي يعتبر أحد علماء المسيحيين، فلو كانت قد صدرت من بوش لم يكن ذلك على خلاف توقّعاتنا؛ لأنّ ذلك ليس بعيداً على بوش. فالإنسان لا يتعجّب إذا صدر ذلك من الرئيس الأمريكي ـ أي العنصر الذي يعمل من أجل التسلّط والشركات الإحتكارية الناهبة لثروات العالم، والذي انتخب بمعونتهم وهو يعمل لأجلهم ـ إلا أنّه يثير العجب الشديد حينما يصدر من شخصية علمائية!فمن الأسف الشديد أنّ مقاماً علمائياً كبيراً في العالم المسيحي يكون وسيلة للأمر الذي يُعد مرتكز سياسة المستكبرين والمتسلّطين والمتجاوزين بالقوة على بلدان العالم! ووسيلة للمرتكز السياسي وأهداف الكواسر التي تقوم بنهب الثروات الوطنية، وتأجيج الأوضاع، فعلى المسلمين أن ينتبهوا الى ذلك.وعلى الأشخاص الذي يتخذون المواقف الغير منصفة إزاء هذه التصريحات، أن ينتبهوا من الذي يكون وراء هذه الهجمة وهذا النشاط.إنَّ الشخص الذي يقوم بالترويج لهذه الحملة، ويمتلك الباعث لذلك، وينتفع من ورائها، ليس هو الباب وأمثاله، بل هي القوى العالمية والصهيونية وأمريكا.إنَّ الشيطان الأكبر أيضاً يقبع خلف الستار في هذه المسألة، ليقوم بالتخطيط لهذه المؤامرات.أسال الله تعالى أن يبعث في نفوسنا الأمل، ويسددنا ويهدينا ويرشدنا، ويجعلنا متحلّين بالبصيرة والوعي والنشاط عند القيام بوظائفنا، وأن يردّ كيد أعداء الإسلام والمسلمين الى نحورهم.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.  

100 يوم من الطوفان