بسم الله الرحمن الرحيم
القوة الجوية منظومة عظيمة و رائقة. مزيج من الوضع العسكري، و العلمي، و التقني، و الشجاعة، و الفن. لهذه الأسباب من الواضح أن تكون صورة القوة الجوية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال فترة الحرب المفروضة و الدفاع المقدس، و في أعين الشعب الإيراني صورةً متألقة تبعث على الفخر و الاعتزاز دوماً. شهداء هذه القوة الذين وهبوا أرواحهم - و هي من أثمن الأرواح - في سبيل الدفاع عن النظام و الثورة الإسلامية و الوطن الحبيب، هم نجوم زاهرة تجتذب العيون و القلوب صوب القوة الجوية في جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية. طبعاً لم تقتصر شجاعة هؤلاء الرجال الشجعان المؤمنين على ساحة الحرب ضد الأعداء في فترة معينة استشهدوا خلالها، إنما بدأ هؤلاء الشباب و الأبطال جهودهم منذ الأيام الأولى لانتصار الثورة الإسلامية و منذ أن شعر جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنه مع الشعب و إلى جانبه و لأجله، و منذ أن شعر الشعب الإيراني الثوري المؤمن أن هناك قوات مسلحة تدافع عنه و بوسعه الثقة بها تماماً. لا أنسى تلك الوجوه المتفائلة و القلوب الشجاعة و مجموعة شباب القوة الجوية في طهران و سائر القواعد و المعسكرات الخاصة بالقوة الجوية و كيف كانوا يديرون المهام و الواجبات بمساع مؤمنة جهادية حتى من دون أن يكون مسؤولو الثورة في الإيام الأولى و في كثير من الحالات على علم بما يمتلكونه من كنوز قيمة في منظومة القوات المسلحة. هؤلاء الشباب المؤمنون رفعوا القوة الجوية إلى كفاءة و إمكانية استطاعت بها إعداد المعدات الحربية و تحديثها و استخدامها في الدفاع عن الشعب، و إعادة تشكيل جبهة القتال - التي كانت مراكز القوة في العالم تعزز و تدعم طرفاً منها، بينما يعيش الطرف الثاني غربة تامة - لصالح شعب إيران الطرف الغريب و المظلوم في الحرب.
مفاخر القوة الجوية في فترة الدفاع المقدس و بعد ذلك و إلى اليوم لم تبق خافية على الكثير من الشعوب الأخرى. يمر كل شعب بفترات من تاريخه مصيرية جداً. بعض الشعوب ترتقي في هذه المنعطفات إلى قمم الشرف و العزة بفضل عزيمتها و إرادتها الراسخة و بوعيها و يقظتها اللازمة و بتحركها في الوقت المناسب، و تتجاوز بذلك أطوار العسر و الضعف. و في المقابل تبدي بعض الشعوب في مثل هذه المنعطفات الضعف و لا تستخدم ذكاءها و إرادتها اللازمة فتتخلف عن الشعوب المتقدمة السائرة للأمام بنحو لا يمكن تلافيه. استطاع شعب إيران لحد الآن انتزاع احترام و إعجاب المجتمع الدولي بشكل نادر في مثل هذه المنعطفات. تمكن الشعب الإيراني في فترات الدفاع المقدس، و الحظر الاقتصادي، و الضغوط السياسية و الإعلامية خلق واقع شامل لنفسه استدعى اعتراف حتى أعدائه بأنه شعب كبير و قوي و موهوب و جدير بالعزة و الشموخ.
أقول لكم أيها الشباب الأعزاء و الضباط و قادة القوة الجوية و جميع الذين يشعرون بالمسؤولية حيال شعبهم و بلدهم و تاريخهم: أعزائي، كونوا يقظين فهذه المنعطفات الحساسة المصيرية لا تعلن عن نفسها مسبقاً، و غالباً ما لا يدرك الشعب أي منعطف خطير مرّ به إلا بعد المرور به. هذه حقيقة تستدعي أن نستخدم الذكاء، و العلم، و العزيمة، و الإيمان، و الجد في كل القطاعات بنحو دائم متواصل. منظومة القوات المسلحة مكانها في فؤاد الشعب و هي المدافعة عن حدود استقلاله و سمعته و حيثيته. على الجميع العمل بواجباتهم. لكل واحد من مسؤولي القطاعات المختلفة مسؤوليته التي عليه معرفتها بدقة و العمل بها. القوات المسلحة من أكثر القطاعات حساسية و عليها معرفة مسؤولياتها بدقة و العمل بها. عززوا في أنفسكم جميع هذه الخصائص الإيجابية .. الروح العسكرية، و العلم، و التقنية، و الشجاعة، و الأخلاق، و الإيمان. الشباب الذين يمضون دوراتهم الدراسية في هذه الجامعة، و الشباب الذين توجهوا نحو وحداتهم المختلفة بعد إتمام دوراتهم و تزوّدهم اللازم و يتولون الآن مهمات معينة، و كذلك المسؤولون و المدراء الذين يوجّهون هذه العملية الجميلة الشيقة، عليهم جميعاً استحضار أهمية الفترة الراهنة و ضرورة حفظ الجاهزية و مضاعفتها و الاستعداد و العزيمة اللازمة لاستخدامها في الوقت المناسب. هذه الجاهزية لا تعني الاهتمام بالمعدات فقط... المعدات جزء من الضرورات. و الأهم من المعدات هم الكوادر البشرية التي تستخدم تلك المعدات بصورة جيدة، و تصونها، و تعمّرها، و تحسّنها، و تصنع على أساسها معدات و منتوجات أفضل و أرقى.
اغتنموا فرصة الشباب، و الفراغ، و المسؤولية، و تألقوا في أعين و قلوب الشعب الإيراني بالنحو الذي يليق بالقوات المسلحة و القوة الجوية.
سلامٌ على شهداء هذه القوة الأبرار و شهداء جيش الجمهورية الإسلامية و حرس الثورة الإسلامية و قوات التعبئة الشعبية، و سلامٌ على جميع مضحّي القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.