بسم الله الرحمن الرحيم
مرحباً بكم كثيراً أيها الإخوة و الأخوات الأعزاء من قم، خصوصاً العلماء الأعلام، و الفضلاء، و عوائل الشهداء العزيزة، و المعاقون، و جميع الشباب الكرام الذين يضفي حضوركم و قلوبكم و أرواحكم و دفء وجودكم الأنس و النور على مناخ المجتمع العام في كل الأحوال. أبارك هذه الأيام الشريفة التي تبدأ بولادة السيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها في أول شهر ذي العقدة الحرام و تنتهي بولادة أخيها الكريم سيدنا أبي الحسن الرضا عليه الصلاة و السلام في الحادي عشر من هذا الشهر.
هذه الجلسة الدافئة الصميمية كباقي ابتكارات أهالي قم و الحوزة العلمية هناك و التي أبدوها خلال فترة الثورة و النهضة الإسلامية العظيمة، و خلال عهد الحرب المفروضة، جلسة مفعمة بالصفاء و الصميمية و علامات الإيمان. الكثير منكم أيها الشباب الحاضرون في هذا اللقاء لم تشهدوا واقعة التاسع عشر من دي الملحمية؛ و ربما كان معظمكم ممن لم يشهد حدث المدرسة الفيضية المصيري الكبير في سنة 41. سمعتم عن هذه الأحداث أخبارها فقط و لم تشهدوها. بيد أن الأحداث الكبرى و المنعطفات التاريخية مثيرة و مهمة و مليئة بالدروس للجميع و ليس لمن شهدوها فقط، ذلك أن الحدث الكبير بداية حركة معينة و مستهل طريق معين و ربيع وضع خاص في حياة المجتمع و الإنسان. ربما كان غالبية الذين اجتمعوا حول الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة و السلام في واقعة بيعته و بايعوه و أصروا على ذلك و قدموا التضحيات، لم يكونوا قد شهدوا واقعة الغدير، و من باب أولى لم يشهدوا ظهور الإسلام و الحروب التي شارك فيها أمير المؤمنين. إلا أن الإسلام و هديه و نوره لا يقتصر على من كانوا في ذلك الحين، إنما هو للجميع و للأبد: » و آخرين منهم لمّا يلحقوا بهم «. (1) كانت الثورة الإسلامية بداية طريق زاخر بالمفاخر و السعادة. جميع الذين عانوا من الإجحاف و تعطشوا للعدالة، عشقوا هذه الظاهرة من أعماق أرواحهم و بذلوا الجهود لأجلها. كل الذين شعروا بثقل و ضغوط النظام الدكتاتوري و قمعه و عسفه و سلطته الفردية أو فكروا فيها رحبوا و لا زالوا بالثورة الإسلامية و بحركة الشعب المسلم و بالكفاح الشعبي الشامل. القضية لا تختصر بالحاضر فقط، بل سيكون الوضع كذلك في المستقبل أيضاً.
جنود الثورة ليسوا الذين كانوا جنودها عند اندلاعها فقط.. شبابنا المؤمن المتجدد التفكير و الحر التفكير، و العفيف اليوم أيضاً و الأجيال اللاحقة أيضاً هم جنود الثورة. فالثورة حقيقة خالدة أبداً.. الثورة راية العدالة، و الحرية، و الاستقلال، و العزة. الثورة ببرق الإسلام. مثل هذا الشيء لا يبلى أبداً.. و له أنصاره و جنوده دوماً.. و له عشاقه دوماً بين الواعين. الذين يحاولون تصوير شبابنا الحالي على أنهم معرضين عن الإسلام و الثورة تحت عناوين من قبيل الجيل الثالث و الجيل الرابع و ما إلى ذلك هم أنفسهم أصحاب قلوب كئيبة و بائسة و يائسة و إنما يعمّمون حالهم على الآخرين. و الحال أن حقيقة المسألة ليست بهذا الشكل. كما أن الإسلام ظهر قبل 1400 سنة لكن حقائقه استقطبت القلوب طوال عصور التاريخ، و دفعت الأجسام و الأفكار و الطاقات نحو الحركة و أوجدت تحولات كبرى في كافة ميادين الحياة البشرية.. الثورة إحدى هذه التحولات و اسم الإسلام و حقيقته و روحه هي العنصر الرئيس في هذه الثورة.. لذا فهي حية على الدوام.. و لذلك ترون أن لها أعداءها. كما أن انتصار الثورة و ولادتها واجهت مقاومة الأعداء، فإن استمرارها و بقاءها و تأثيرها أيضاً سيواجه أعداءً و عداوات. و العدو ليس العدو الخارجي فقط. لدينا عدوان: العدو الأول في داخلنا. و ربما كان هذا العدو الداخلي أخطر من العدو الخارجي. التلوث بالشهوات، و الحرص على الدنيا، و الهيام بالمصالح الفردية، و الفزع من الأعداء الخارجيين، و اليأس من الوعود الإلهية و تحقق المبادئ الإلهية.. هؤلاء هم أعداؤنا الداخليين. كل الذين ولّوا الأعداء أدبارهم و هربوا في الجبهات الكبرى نظير جبهة الثورة الإسلامية، انهزموا أولاً في جبهة قلوبهم. إما أن يفزعوا أو تستهويهم تجليات الدنيا، أو يتلوثوا بالشهوات أو يخدعوا بالمال و المناصب، أو يضللهم الوجه المتملق للأعداء. الإنسان يهزم أولاً في قلبه ثم تظهر هزيمته في الجبهة الخارجية.
ثانياً العدو الخارجي، و هو القوى العالمية اللاهثة وراء الهيمنة، و المستعدة لسحق و تدمير العالم كله و إشعال حروب طاحنة من أجل بلوغ غاياتها و تأمين مصالحها. لاحظوا تهديدات أمريكا ضد العراق اليوم، و ضد أفغانستان بالأمس، و ضد الشعب الفلسطيني و الشعب اللبناني طوال هذه الأعوام! لاحظوا عربدات المستكبرين في العالم! هذه تجليات ذلك العدو الخارجي.
في أي مكان من العالم يستيقظ شعب، أو تصحو حكومة، أو يفكر شعب بتأمين مصالحه و قطع يد العتاة و الجبابرة، تبدأ أجهزة الهيمنة العالمية - و هم مجموعة من هؤلاء الرأسماليين الكبار و الصهاينة - بإقصاء ذلك المركز و تلك الحركة عن طريقهم. ينجحون في كثير من الأحيان، ولا ينجحون في بعض الأحيان. و لم ينجحوا في نموذج الشعب الإيراني و الثورة الإسلامية بسبب إرادة الشعب و إيمانه، و بفضل النماذج الخالدة التي قدمها شعبنا من شبابه المجاهد الورع، لم ينجحوا في هذا النموذج و حالفتهم الهزيمة لحد الآن. البعض ينـزعج لأننا ننبّه الجماهير في تحذيراتنا العامة لهذا العدو الخارجي. هذا الانزعاج ناجم عن نظرة سطحية. حينما نقول إن لنا أعداءً خارجيين فليس معنى ذلك أن نقاط ضعفنا، و أخطاءنا، و زلاتنا، و تقصيراتنا عديمة التأثير في إخفاقات النظام الإسلامي. كلا، ليس الأمر كذلك. يعلمنا القرآن أن نعتبر من أخطائنا دوماً: » ربنا اغفر لنا ذنوبنا و إسرافنا في أمرنا «. (2) ينبغي أن لا ننسى إسرافنا، و تمادينا، و تقصيراتنا، و إفراطنا، و تفريطنا، بل يجب التفكير في إصلاح هذه السلبيات. بيد أن هذا يجب أن لا يُغفلنا عن العامل المشدِّد لهذه السلبيات ألا و هو العدو الخارجي. في نفس هذه الآية الشريفة التي تعلمنا أن نستغفر من ذنوبنا و إسرافنا، يقول تعالى بعد ذلك على الفور:» و ثبّت أقدامنا و أنصرنا على القوم الكافرين «. أي لا تغفلوا عن العدو الخارجي أيضاً، فهو الذي يستغل أخطاءكم أقصى حدود الاستغلال. العدو الخارجي يضاعف و يكرّس الأخطاء.
في داخل البلاد قد تكون للكثير من الأمور أرضيتها الطبيعية. لنفترض الفساد و شيوع الفساد في بعض القطاعات - القطاعات الحكومية أو غير الحكومية - أو التلوث بالشهوات بين بعض الناس أو بعض الشباب - و لهذه الأمور أرضياتها الطبيعية - لكن حين يفكر العدو في سحق شعب و تدميره تتحول هذه الأحوال إلى أدوات في يده فتشدّد من درجتها. حينما تتابعون أصول كثير من القضايا و المشكلات في داخل البلاد اليوم تصلون إلى الأصابع الأجنبية و الأيدي العميلة للأعداء و تخطيطات الأجهزة التي عبّأت كل طاقاتها ضد النظام الإسلامي. انتصرت الثورة بفضل الله و بقوة هذا الشعب في سنة 57، و هزمت الجبهة المقابلة للثورة و الإسلام و التابعة لأولئك الأعداء الخارجيين و يئست و تراجعت، و لكن هل كفّت عن المعارضة و العداء و الانتقام من الثورة و الشعب الإيراني؟ أبداً. قد يندحر العدو في مواجهة معينة و يتراجع. لكنه سيكمن و يراقب و يترصد الأحداث ليشن هجومه في الفرصة المناسبة و ينتقم. على الشباب الغيور المؤمن في هذا البلد و من كل الشرائح.. رجال الدين، و الطلبة الجامعيين، و الكسبة، و العمال، و المزارعين.. و الكل عليهم أن يتيقظوا. جميع الذين يعشقون دينهم و شرفهم و عزتهم الوطنية و استقلال بلادهم يجب أن يحذروا و يراقبوا. قد يهزم العدو لبرهة من الزمن و هذا ما حصل حيث هزم العدو هزائم فاضحة في أطوار عديدة، لكن سيلجأ لكمائنه و يستغل حالات الغفلة و يشن هجومه. و هجوم العدو ليس عسكرياً دائماً. قد يشن العدو هجوماً ثقافياً، أو أخلاقياً، أو اقتصادياً، أو أمنياً، أو يندس في الأجهزة الحساسة. لذا على الشعب أن يتحلى بالوعي دوماً. و المسؤولون يجب أن يكون وعيهم مضاعفاً، خصوصاً و أن أعداء الإسلام و الثورة عقدوا آمالهم على بث اليأس في قلوب الناس من النظام الإسلامي و الإيحاء بأن النظام الإسلامي غير قادر. و الحال أنه أقدر من كل الأنظمة الأخرى على حل المشكلات و العقد. النظام الإسلامي هو الذي منح هذا الشعب الذي تقلّب طوال قرون تحت قبضات الأنظمة الاستبدادية، منحه الحرية من دون أن تسحق هذه الحرية الحقوق العامة و الرفاه العام.
الذين قرأوا تاريخ الثورات في العالم يعلمون أية فجائع خلقت الثورات الكبرى في البلدان التي وقعت فيها. و قد أفضت جميع تلك الثورات أو معظمها و أهمها إلى دكتاتوريات سوداء. الثورة الفرنسية قبل قرنين و الثورة الروسية في الاتحاد السوفيتي قبل قرن من الزمان، و الثورات التي قامت على شكل انقلابات أو ما إلى ذلك سحقت حقوق الشعوب و عطلت الديمقراطيات و تجاهلت أصوات الناس تماماً. استطاعت الثورة الإسلامية منح الحرية لهذا الشعب، و أخذه في أقصر مدة - حيّرت الدنيا - إلى صناديق الاقتراع و إشراكه في شؤون بلاده بنفس الأسلوب الذي يحترمه العالم الحديث و لا يمكنه تسجيل أية مؤاخذة عليه.. هذا بعد أن بقي هذا الشعب لقرون طويلة لا يعرف معنى التصويت و معنى التدخل في شؤون البلاد. أقيمت كل هذه الانتخابات في البلاد و شاركت الجماهير فيها دون أية خسائر أو مشكلات. هذه هي الميزة الكبرى للنظام الإسلامي. حتى في البلدان التي تسمى ديمقراطية تقع أحياناً حوادث دامية و مريرة في الانتخابات. شعبنا شارك في مختلف الانتخابات بكل رزانة. كانوا قد سدوا الطريق على مواهب هذا الشعب و تنوّره و انفتاحه على العالم. رفاه الشعب كان مختزلاً في رفاه العائلة الحاكمة و الأقارب.. كان الشعب متروكاً لحاله. تابع النظام الإسلامي جميع هذه المشكلات الكبرى بالأساليب الصحيحة و حقّق نجاحات عديدة. أينما توجد مشكلة - في الحيز الاقتصادي، أو الثقافي، أو الأخلاقي - لو دقّق المرء فيها لوجد أنها تعود إلى استخدام أسلوب عمل غير إسلامي أفضى لهذه النتائج السلبية. و أينما نجحنا كان ذلك نتيجة اتباع الإسلام، و حيثما لم نوفّق و لم ننجح كان ذلك بسبب الحياد عن الإسلام. و لهذا يشدد الإمام الجليل كل هذا التشديد على تطبيق الإسلام في قوانيننا، و في أداء مسؤولينا، و في سلوك الحكومة و المسؤولين القضائيين. حينما يوجد خلل و نقص فما ذلك إلا بسبب عدم الاكتراث للإسلام. عندما أنظر في مجموعة هذه القضايا أرى تدبير الأعداء و إعلامهم و أياديهم و حربهم النفسية بكل وضوح. يريدون من ناحية الحيلولة بشتى السبل دون تطبيق أحكام الإسلام و فرض الضغوط الاقتصادية العالمية و الحظر الاقتصادي على هذا الشعب كي لا يسمحوا بانتظام الأمور و تطورها بسهولة. و من ناحية ثانية يطبّلون و يقولون: أرأيتم كيف عجز النظام الإٍسلامي و لم يستطع! هذه هي الحرب النفسية للعدو.
طبعاً أثبت شعبنا بصموده، و تواجده في الساحة، و بكل وجوده أنه فرض الإخفاق على هذا العدو و وجّه صفعات قوية لفمه في كل المراحل و الفترات. الذين يعادون شعب إيران هم القوى العالمية. ما هو سبب عدائهم للشعب الإيراني؟ عداؤهم لشعب إيران بسبب هذه الخطيئة الكبيرة: مناصرة الإسلام و الصمود من أجل النظام الإسلامي و الدفاع المستميت عنه. و لهذا السبب يعادون شبابنا. كل من يسعى أكثر و يخدم الإسلام و النظام الإسلامي و الجماهير المسلمة أكثر يعادونه أكثر. و قد انكشفت اليوم أهداف الأعداء القذرة. ذات يوم كان بوسعهم التحدث باسم مناصرة الديمقراطية لكنهم لم يعودوا قادرين على ذلك اليوم. الرأي العام العالمي في الوقت الراهن يرفض الشعارات الأمريكية و ينظر لها بتشاؤم. يشنون الحروب باسم مكافحة الإرهاب. لاحظوا الإستعداد القتالي الأمريكي للهجوم على العراق حالياً، أية جماعة شعبية أو أية حكومة شعبية توافق هذه الخطوة الظالمة؟ الكل يبغضون ذلك و الكل يرون أمريكا كاذبة في ادعاءاتها. هل تهاجم أمريكا بلد العراق لمكافحة الإرهاب أم لآبار النفط العراقية الغنية، و للهيمنة على المنطقة، و للدفاع عن إسرائيل، و للإطلال على الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟ الكل يعلم اليوم أن هذه هي أسرار الاستكبار العالمي المفضوحة. و الشعوب و الحكومات العربية أيضاً ما عادت تثق أبداً بالوعود و الكلمات الأمريكية. و ربما اضطر بعضهم لإبداء التماشي لمصالحهم قصيرة الأمد، و لكن على العموم لم يعد هناك من يصدق كلام الساسة الأمريكان و المستكبرين. هذه هي التجربة التاريخية للشعوب العربية التي سجلتها ذاكرتها. في الحرب العالمية الأولى تماشت بعض التيارات العربية مع الانجليز - و هم المستكبرون و المستعمرون العالميون يومذاك - من أجل الظفر باستقلالهم. و كانت النتيجة ظهور أرضيات انبثاق الكيان الصهيوني مباشرة بعد الحرب العالمية الأولى. مهدوا الأرضية و اغتصبوا بلد فلسطين بعد الحرب العالمية الثانية و اعلنوا الحكومة و الدولة الصهيونية. طوال هذه الفترة و على الرغم من دعم بعض الحكومات العربية للغرب - بريطانيا يوماً و أمريكا بعد ذلك - و تماشيها معهم، جرت إهانة الطرف العربي لصالح الطرف الصهيوني دوماً و في كل الأحداث، و تعرض للظلم و الضغط. هذا فضلاً عن الشعب الفلسطيني المظلوم الذي حكم عليه في المبادلات العالمية بأن يكون الضحية.. لقد أهانوا و أذلوا الأمة و المجتمع العربيين و كل الحكومات و البلدان العربية. في التنافس بين أمريكا و الاتحاد السوفيتي على مدى سنوات طويلة تحيّزت العديد من البلدان العربية للجانب الأمريكي. تضاعف الضغط الأمريكي على العرب يوماً بعد يوم. و لمّا حان يوم الامتحان و استيفاء الجزاء الحسن لكل ذلك الدعم، عملوا على العكس تماماً و وقفوا ضد مصالح الشعوب العربية! و كذا الحال في حرب الخليج الفارسي قبل عشرة أعوام و في القضايا الأخيرة. البلدان، و الشعوب، و المستنيرون، و كثير من الحكومات العربية تعلم أن الوجه الأمريكي إذا تبسّم لهم فلن يكون وراء قناع هذه الابتسامات سوى الغضب و الكراهية. و جميع العالم الإسلامي و كل الشعوب المسلمة تمقت كذلك التواجد الأمريكي في هذه المنطقة. يتصور الأمريكان أن بوسعهم المجيء لهذه المنطقة و السيطرة بسهولة على آبار نفط العراق و ابتلاع هذا البلد و تأمين مصالحهم. إنهم مخطئون.. لن يستطيعوا ذلك.. قد يأتون و يستقرون في الظاهر، لكن الشعوب الإسلامية لن تسمح لهم بوضع هانئ هناك.
ما يتوقعه العالم الإسلامي منا نحن الشعب الإيراني هو أن نبقى نرفع راية الإسلام - و هي راية عزة الأمة الإسلامية التي رفعناها - بقوة. هذا ما يتوقعه منا العالم الإسلامي. راية الإسلام في بلادنا تمنح الأمل للشعوب و ترفع معنوياتهم. و رفع هذه الراية و الإمساك بها بقوة يمثل عامل مهم جداً في قوة شعبنا و عزته أيضاً. و الواقع إننا لسنا الذين نمسك الإسلام و نحفظه إنما الإسلام هو الذي يحفظنا. أي شعب يقف الموقف الإسلامي فسيكتب له أن يكون شعباً حياً شامخاً عزيزاً. الإسلام عزيز سامق رفيع. نحن الذين نحتاج للإسلام من أجل الخلاص من ذل القوى المستكبرة.. الذل العلمي، و الذل السياسي و الثقافي.
أيها الشباب الأعزاء، أهالي قم الأعزاء و يا كل شعب إيران العزيز، ما تمتلكونه اليوم، أي النظام الإسلامي، هو الأمل الكبير للشعوب المسلمة. لا تنظروا لإعلام الأعداء و تلويثات أبواقهم. إنهم مضطرون لمثل هذا الإعلام. النظام الإسلامي و الجمهورية الإسلامية و الشعب و الشباب الإيراني اليوم يتألقون كالنجم في العالم الإسلامي. ينظرون إليكم و يستلهمون منكم. راقبوا أنفسكم. حافظوا على وحدتكم. حافظوا على أملكم بالمستقبل. ليعرف المسؤولون قدر هذا الشعب. لتنهض مختلف أجهزة النظام الإسلامي بواجباتها بوحدة و تضامن و لتكسب رضا الشعب بأدائها و مساعيها. ليعلم الجميع أن يد الله معهم، و ستكون أدعية الإمام المهدي المنتظر ( أرواحنا فداه ) سندهم و عونهم إن شاء الله. نتمنى أن يحشر الله تعالى شهداء قم الأبرار و كافة شهدائنا الأعزاء و الروح المطهرة لإمامنا الجليل و سائر عظماء هذا الطريق مع أوليائهم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

الهوامش:
1- سورة الجمعة، الآية 4.
2- سورة آل عمران، الآية 147.
3- م ن.