بسم الله الرحمن الرحيم
أبارك هذه الولادة السعيدة، و الحق أن ذكرى هذا اليوم عزيزة على جميع الأحرار في العالم. كل من يعرف علي بن أبي طالب (عليه الصلاة و السلام) و لو من بعيد سيشعر بالفرحة يقيناً في ذكرى ولادة هذا الرجل العظيم من رجال الخلقة. نحن المسلمين و لا سيما شيعة أمير المؤمنين (عليه الصلاة و السلام) علينا واجباتنا و مسؤولياتنا حيال هذه الشخصية العظيمة.
منـزلة الإمام علي بن أبي طالب عند الله تعالى تحققت له في ظل جهاده، و عبادته، و تضحياته. الله تعالى و قبل خلقة هذه الشخصيات الكبيرة يعلم بنتائج اختباراته لهم. ثواب تلك الاختبارات هو الطينة الطاهرة و الخلقة الممتازة، و الخصال التي جمعها الله تعالى في هذا الوجود المقدس و سائر المعصومين (عليهم السلام). هذه الخصال هي التي تكسب أمير المؤمنين تلك المرتبة و المنـزلة السامقة في نظر النبي الأكرم.
وردت في روايات أهل السنة نقاط حول محبة الرسول لأمير المؤمنين (عليهما الصلاة و السلام) جديرة بالتدبر و الاهتمام من قبل كل المسلمين. في سنن الترمذي و هو من صحاح أهل السنة الستة رواية عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: «ما خلق الله خلقاً أحبّ إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله) من علي». أي إنها تشهد بعدم وجود أي إنسان بين الخلائق أحبّ عند الرسول و أكرم في عينه من الإمام علي.
و في رواية أخرى يروي أحمد بن حنبل و هو من أئمة أهل السنة الأربعة، عن أسماء بنت عميس قولها إن رسول الله رفع يديه بالدعاء و قال: »اللهم إني أقول لك كما قال أخي موسى اجعل لي وزيراً من أهلي اشدد به أزري و أشركه في أمري عليّ كي نسبّحك كثيراً و نذكرك كثيراً«.
هذه حقائق قائمة أمام أعين العالم الإسلامي. تلك المقامات المعنوية لأمير المؤمنين، و ذلك القرب من الله تعالى، و تلك القدرة المسيطرة التي منحها الله تعالى لهذه الذوات المقدسة، كلها أمور خارجة عن إدراك أمثالنا. لكن هذه الأمور مقابل أعيننا؛ هذا ما يراه الجميع و يفهمه. الإمام علي هو المثال الأعلى للتربية الإسلامية. أمضى فترة جهاد و قتال، و أمضى فترة غربة، و أمضى أيضاً فترة حكم و إدارة. كل واحدة من هذه الأمور فيها دروس جمّة للأمة الإسلامية إذا علمنا بها اليوم سينفتح أمامنا الصراط المستقيم؛ صراط الهداية و التكامل و التسامي ينبغي الانتهال هكذا من هذه المناسبات. ينبغي استلهام هذه الدروس. سطر من سطور الكتاب الضخم لمناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) هو أنه كان يهتم طوال عمره الحافل بعدة أمور منها العدالة و الوحدة. هذه دروس لنا. كانت وحدة الأمة الإسلامية مهمةً بالنسبة للإمام علي. و كان مهماً بالنسبة له تكريس العدالة في الأمة الإسلامية. طلبه للحق يتجلّى في كلا الموقفين. حينما يصبر على أصعب امتحانات حياته من أجل العدالة، و على ذلك الجهاد المرير و تلك الحروب التي فرضت عليه، صبر على ثلاثة حروب خلال فترة حكمه القصيرة لأنه كان ينشد العدالة، و يروم بكل حزم بلوغ الحق. و حينما غضّ الطرف في سبيل الله و من أجل مصالح الإسلام و وحدة المسلمين عن الحق الذي كان يراه لنفسه بكل تأكيد، و لم يقف موقف المعارض بل حمى المسلمين، و المجتمع الإسلامي، و الوحدة الإسلامية. »فأمسكتُ يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمد صلى الله عليه و آله«. (1)
أي حينما وجدت أن القضية قضية الإسلام و المصالح الإسلامية و مصالح المجتمع الإسلامي ، عندئذ لم أر الصمت جائزاً، بل خضت الساحة من أجل تحقيق الوحدة. هذا يختص بالفترة الأولى بعد رحيل الرسول و محنة أمير المؤمنين. حينها أيضاً تابع الحق و طلبه بكل حسم. الحق هنا هو الوحدة. هذه دروس لنا.
تلقى المجتمع الإسلامي الضربات في كل العصور نتيجة انعدام العدل. و تلقى الضربات نتيجة التشتت و النفاق و التفرقة و الاصطفاف بوجه البعض. تحمل العالم الإسلامي خسائر نتيجة هذه الأمور. كلما راجعتم تاريخ الإسلام - في القرون الأخيرة خصوصاً - لوجدتم هذا المعنى بصورة أوضح. العالم الإسلامي بحاجة للاتحاد، و أمير المؤمنين سبب وحدة العالم الإسلامي. يروم أعداء الإسلام بث الخلافات بين الطوائف الإسلامية بذريعة أمير المؤمنين الذي هو عامل وحدة و اتحاد. على العالم الإسلامي أن يتنبّه لهذه الأمور.
لاحظوا الأشخاص و الأيادي التي تبث الخلافات اليوم، و تروِّج للاتهامات و الإساءات من أجل إيجاد الخلاف بين الشيعة و السنة. و كذا الحال من هذا الجانب أيضاً. ثمة أشخاص من هذا الجانب يثيرون و يجرحون و يسيئون لمشاعر أخوتهم المسلمين. على العالم الإسلامي أن يتحد. العالم يريد هذا اليوم. و احتياجات المجتمع الإسلامي راهناً تتطلب أن تتكاتف المجتمعات الإسلامية فيما بينها و تتعاضد و تتحد و تتفق و لا تسمح للأعداء باستغلال ضعفها.. الأعداء الذين ليست لهم قوة بشكل طبيعي. ما هي إسرائيل؟ ليس العدو الصهيوني بشيء يذكر مقابل مليار و نصف المليار مسلم. الاختلاف في العالم الإسلامي - هذا الضعف الموجود في داخل العالم الإسلامي - يؤدي إلى قدرة العدو الضعيف على أن يجد و يكسب أنصاره بين الإخوة المسلمين.
على الشعب الإيراني أيضاً الالتفات لهذه النقطة. نحن شعب متحد.. الإسلام وحدنا، و الثورة أيقظتنا و قرّبت بين قلوبنا و نسجت محفزاتنا و دوافعنا و ربطتها ببعضها فأصبحنا قبضة قوية و مقتدرة مقابل أعداء النظام الإسلامي و أعداء الإسلام و المسلمين و أعداء ايران. يترصد الأعداء كي يفسدوا اتحاد الكلمة هذه و يزرعوا النفاق و الاختلاف بين الناس، و يضعوا الإخوة مقابل بعضهم. على شعب ايران التحلي باليقظة.
بخصوص الانتخابات الملحمية التي أقيمت في الثاني و العشرين من خرداد و كانت تحركاً عملاقاً من قبل الشعب الإيراني و عملاً كبيراً تم إنجازه؛ هذه المشاركة التي بلغت على وجه التقريب أربعين مليون نسمة حضروا عند صناديق الاقتراع، أي بنسبة 85 بالمائة ممن لهم حق الاقتراع، تعد من الأرقام المنقطعة النظير في العالم. لقد وفّر هذا الأمر الكثير من السمعة لشعب إيران و أوجد له الكثير من الاقتدار. أضحى ماء وجهٍ للثورة و دلَّ على أن الثورة بعد مضي ثلاثين عاماً لديها المقدرة على تعبئة الشعب بهذه الصورة. شمرَّ الأعداء عن سواعدهم ليبثوا الخلافات بين الناس و قد نجحوا إلى حد ما. لكن الشعب عليه أن يحبط تحركات الأعداء.
سياسة نظام الجمهورية الإسلامية سياسة واضحة. التنافس بين مرشحي رئاسة الجمهورية هو باعتقادنا و في نظرنا تنافس داخل العائلة الواحدة و قد يؤدي إلى الغضب أحياناً. الأخوان أيضاً قد يقفا أحياناً في وجه بعضهما داخل العائلة. و ما علاقة العدو؟ و ما علاقة الأجنبي بهذا الشأن؟ الأجانب الذين تغلغلوا في هذه القضية على شتى المستويات السياسية و الإعلامية نيّتهم خلق الشقاق و الاختلاف و الصدع. بعض ساسة البلدان الغربية على مستوى رئيس جمهورية، و رئيس وزراء، و وزير خارجية و مسؤولون آخرون تدخلوا بصراحة في شأن داخلي للشعب الإيراني. و ما شأنكم أنتم؟ لماذا تتدخلون في قضية تتعلق بالشعب الإيراني؟ يتدخلون ثم يقولون نحن لا نتدخل. فما معنى التدخل إذن؟ أليس التشجيع على الشغب تدخل؟ أليس وصف الشعب الإيراني بالمخربين تدخل؟ أليست هذه إهانة؟ هناك فئتان، فئة منحت أصواتها لمرشح و فئة لمرشح آخر، و هناك أكثرية و أقلية، و هناك قواعد، و الذين لم يفز مرشحهم بأكثرية الأصوات من الطبيعي أن يكونوا مكتئبين منـزعجين، لكن هذا لا يعني الشغب. هؤلاء ليسوا عوامل شغب و تخريب. المخربون عدد محدود و هم الذين يستهلكون الميزانية المصادق عليها لبعض البلدان الغربية من أجل بث الخلافات داخل إيران.. هؤلاء هم المخربون. يحاولون في وسائل الإعلام الأمريكية و الأوربية - و غالبيتها خاضعة لهيمنة الصهاينة و تعادي شعب إيران و الإسلام و نظام الجمهورية الإسلامية معاداة جذرية - أن يقولوا بأن جماعة من الشعب الإيراني مخربون.
إننا نحذّر.. الشعب الإيراني يحذر رؤساء بعض البلدان التي تحاول استغلال قضية داخلية لبلادنا ضد شعب إيران و يقول لهم: احذروا فالشعب الإيراني ستكون له ردود أفعال.
أولاً ليعلم الجميع، و ليعلم زعماء البلدان المستكبرة، و ليعلم الفضوليون المتدخلون في شؤون الجمهورية الإسلامية أن الشعب الإيراني حتى لو حدث فيما بينه اختلاف، حينما تتدخلون أنتم أعداء الشعب الإيراني في القضية فسوف يتحد الجميع و يتحولون يداً واحدة و قبضة واحدة ضدكم.
ليست القضية حيث تتوهمون أنكم إذا دافعتم عن تيار معين فسوف يميل ذلك التيار نحوكم. أبداً. لدينا تجربة ثلاثين عاماً. سجّل هذا الشعب في ذاكرته عداواتكم طوال ثلاثين عاماً. يفهم الشعب ما الذي تريدون أن تفعلوا و ما الذي تفعلونه حالياً. يذكرون أسماء البعض و يقولون إننا ندافع عنهم.. إنهم يكذبون، فهم لا يدافعون عنهم، بل يقصدون إفشاء الخلافات و بث الظنون السيئة بين الشعب الإيراني و النخبة الإيرانية. إنهم يكذبون.
الموجود في قلوبهم الطافحة بالضغينة هو آمالهم بزوال هذا النظام المستقل و هذا المجد و العزة الشامخة عن هذا البلد الواقف بوجه تعسفهم. هذا هو أملهم. ليست القضية أنهم إيجابيون مع زيد في نظام الجمهورية الإسلامية و سلبيون مع عمرو. كلا، كل من يلتزم بهذا النظام و بدستور البلاد و بمبادىء الشعب الإيراني، فهو من وجهة نظرهم عدو. إنهم يريدون زوال الجمهورية الإسلامية، و سيادة نظام عميل مطيع منقاد لهم في هذه البلاد كما كان الوضع في السابق. هذا ما ينشدونه. هذه هي أضغاث أحلامهم الباطلة.
ثلاثون عاماً من تجربة صمود نظام الجمهورية الإسلامية لم توقظهم لحد الآن. الصفعات التي وجهها هذا الشعب لزعمائهم العتاة المعتدين لم تعدهم إلى صوابهم و إلى رشدهم. لا زالوا يطمعون في بلادنا و شعبنا. هم مخطئون.. هم مخطئون. و سوف ينالون جزاء خطئهم هذا بلا شك.
سوف نحسب حساب هذه التصريحات و السلوكيات العدوانية التي صدرت من هذه الحكومات و نسجلها في ملفهم. ليعلموا هذا. و سوف يترك هذا السلوك بلا مراء تأثيره السلبي على مستقبل العلاقات و التعامل بين الجمهورية الإسلامية و هؤلاء المتدخلين. ليعلموا هذا و ليفهموه. ليس الشعب الإيراني شعباً يرضخ لمنطق القوة. الشعب الإيراني شعب مقتدر. نظام الجمهورية الإسلامية نظام متجذر ثابت. مسؤولو الجمهورية الإسلامية حتى لو كان بينهم مائة اختلاف فهم كلمة واحدة و يد واحدة في وجه العدو و من أجل صيانة استقلال هذا البلد. ليعلم الأعداء هذا و لا يتوهموا أنهم قادرون على إيجاد شرخ بين الشعب.
و للأسف فإن هذه الأجهزة الإعلامية المخربة و المعاندة للجمهورية الإسلامية و لشعب إيران لها امتداداتها داخل البلاد، و هذه الامتدادات ليست وليدة اليوم و البارحة. كان ثمة مثل هذه الأمور منذ فترة الدفاع المقدس. على أولئك أيضاً أن يصحوا و يعلموا أن دعم هذه الذئاب المفترسة لن ينفعهم شيئاً. إنهم يفكرون بأنفسهم و بمصالحهم. يستخدمون البشر في حدود تأمين مصالحهم، كما استخدموا محمد رضا و صداماً. و حينما لا تعود بهم حاجة له يعكّشونه كالمنديل القذر و يرمون به بعيداً. و ذلك على غرار عدم دعمهم لمحمد رضا في فترة نكبته، و عدم دعمهم لصدام في فترة فضيحته و نكبته. لا يميلن قلبُ أحدٍ إليهم.
الشعب يقظ و النخبة واعية. للأسف هناك عدد قليل تميل قلوبهم إليهم و ينخدعون بخداعهم. و انخداع هؤلاء يبعث إشارات خاطئة لأولئك، فينخدع أولئك أيضاً بخداع هؤلاء. أما الشعب فهو يقظ و يجب أن يكون يقظاً. توصيتي لكافة الشعب الإيراني هي:
ما يلزمنا اليوم أكثر من أي شيء آخر هو اليقظة؛ و تلزمنا معرفة الصديق و العدو. حذار من أن تخلطوا الصديق بالعدو. حذار من أن تتعاملوا مع الصديق التعامل الذي يجب مع العدو. هذا خطاب لكل التيارات.
النظام الإسلامي يواجه بالطبع المخلّين بأمن الشعب. هذا واجب النظام. النظام الإسلامي لا يسمح للبعض بالوقوع في خديعة العدو و مؤامرته و تخريب حياة الناس و سلب هدوئهم و استقرارهم، و تهديد شباب الشعب. أبناء هذا البلد أعزاء، و الكل أعزاء، و سوف لن يسمح النظام بهذا. و لكن على الجميع أيضاً التنبه لهذه النقطة: حذار من أن نخلط العدو بالصديق، و نعتبر الصديق عدواً بسبب خطأ من الأخطاء، و يعتبر البعض - من جانب آخر - العدوّ اللدود المعاند صديقاً فيصغوا و يهتموا لقوله.
الفتن التي أشعلها العدو كان يأمل منها أن يستطيع التصيّد في الماء العكر. و قد انتهت هذه الفتن و الحمد لله. أية فتنة سوف تنتهي مقابل الحق و مقابل الشعب اليقظ، و سوف تسكن الغبرة. هكذا هي الحال دوماً.
سوف تزول الهوامش التي أوجدها بعض الأعداء و الغافلين و يبقى أساس القضية. أساس القضية هو أن قرابة أربعين مليون إنسان من الشعب الإيراني شاركوا في انتخابات عظيمة. هذا هو أصل القضية. و هذه هي حقيقة القضية. أربعون مليوناً و بعد مضي ثلاثين عاماً على الثورة أبدوا بمشاركتهم هذه ثقتهم بالنظام و أملهم بالمستقبل. هذا ما سوف يبقى. أصل القضية هو أن رئيس الجمهورية انتخب بأكثر من أربعة و عشرين مليوناً من أصوات الشعب. هذه الأمور هي أصل القضية. الهوامش و الأغبرة و الرتوش و الممارسات و الأقوال التي تفرح الأعداء سوف تنتهي، لكن هذه الحقيقة سوف تبقى. »فأما الزبد فيذهب جفاءً و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض«.(2)
طبعاً، على المسؤولين أيضاً و على رئيس الجمهورية المنتخب أيضاً أن يعرف قدر هذا الإقبال الشعبي. تقديم الشكر لهذا الإقبال الشعبي عبارة عن الخدمة الكاملة و الشاملة لحل مشكلات الشعب، و السعي للتقدم بالبلاد و الحفاظ على اتحاد الشعب الإيراني الكبير. هذه حقائق موجودة. لقد أنجزتم أيها الشعب الإيراني عملاً كبيراً في هذا المقطع من الزمن.. قمتم بتحرك كبير و سوف يمنُّ الله تعالى بحوله و قوته ببركاته على هذا التحرك فيتقدم إلى الأمام.
شكر المسؤولين هو الخدمة. و شكر الشعب هو حفظ الوحدة. حفظ الوحدة و حفظ اليقظة و حفظ الأخوة و النظر للبعض بعين الشفقة. يريد العدو لهذا أن لا يكون. حاوِلوا أن تفعلوا ما يغضِب العدو، و ما يفرح القلب المقدس للإمام المهدي (أرواحنا فداه) هو الوحدة و العطف و التعاون و النشاط و الحركة الثورية للشعب الإيراني.
نتمنى أن تشملكم جميعاً أدعية الإمام المنتظر، و ستكون الروح الطاهرة للإمام الجليل و أرواح الشهداء الطيبة راضيةً عنّا جميعاً إن شاء الله.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

الهوامش:
1- نهج البلاغة، الرسالة 62.
2- سورة الرعد، الآية 17.