بسم الله الرحمن الرحيم
مرحباً بكم كثيراً أيها السادة المحترمون و الإخوة الأعزاء النخبة و العلماء الخبراء و المتقون من هذا الشعب. و أشكركم شكراً جزيلاً على جهودكم خلال هذين اليومين و الاجتماع المفيد الذي عقدتموه، و كذلك على الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس الخبراء المحترم، و التقرير المفصل و المفيد و الكامل الذي عرضه سماحة السيد شاهرودي.
أولاً أرى لزاماً عليَّ أن أبارك و أعزّي فقدان هذا العالم الشهيد الذي كان خسارةً حقيقيةً لكردستان و لنا أيضاً، أباركه و أعزيه للأهالي الكرد و للإخوة أهل السنة و لكل محبّي مصير البلاد و وحدتها. هذا نموذج من الجرائم التي تمتد رؤوس خيوطها دون شك إلى خارج الحدود و إلى الأجهزة التجسسية المعشعشة في العراق المحتل و في كردستان العراق.. أولئك هم بلا شك منفذو و مسببو هذه الجرائم.. و هم المخططون لهذه الجرائم. كانت هذه خسارة بالنسبة لنا طبعاً، لكن ما من شك في أن هدف العدو من قتل الماموستا الملا محمد شيخ الإسلام سوف لن يتحقق. الإرهاب لم يستطع و لن يستطيع توجيه ضربة تذكر للثورة، بل على العكس، أينما أريق ظلماً دمٌ على الأرض ارتفعت هذه الراية الدامية من قبل عدد أكبر من الناس. و سيكون الوضع كذلك هنا أيضاً. لا مراء أن طلبة العلوم الدينية الشباب من أهل السنة و علماء أهل السنة و الأهالي الكرد - في محافظة كردستان و غيرها - سيواصلون طريق هذا الشهيد بشوق و حرارة أكبر. لقد اطلعت على دور أخينا الصالح هذا في كردستان عن بعد، و أطلعت عليه أيضاً عن كثب حين زرت المحافظة و شاهدته. لقد كان من العاملين للوحدة، و من الناشطين في نشر أفكار الثورة الإسلامية، و كان مؤمناً بأسس النظام و يتحلّى بمنتهى الصدق و الجد. و سوف تنمو و تنتشر هذه الروح بلا شك بين محبيه و بين طلبة العلوم الدينية الشباب في كردستان. ليعلم العدو أن هذا العنف و هذه الجريمة لن تجديه نفعاً و لن تضمن له بلوغ أهدافه. و ليعلم الجميع أن العدو لا يعرف في عدائه شيعةً و سنةً و كرداً و فرساً و تركاً و بلوشاً و غير ذلك.. كل من ينادي بالوحدة و كل من يلتزم بأسس النظام و أركانه يتعرض لبغضاء العدو و عدائه... أياً كان و مهما كان، و من أي مذهب أو قومية كان.
النقطة الثانية التي أودُّ طرحها هي أن الميزة الفذة لمجلس خبراء القيادة هي أنه مجلس يطرح الهموم الوطنية العامة بما يتصل بالإسلام و الثورة. في هذا المجلس - و ربما كانت هذه الخصوصية نادرةً فيه - لا سبيل إلى الفئويات السياسية، و ألاعيب الخطوط و التيارات. هكذا كان الوضع لحد الآن، و سيبقى كذلك بعد الآن أيضاً بحول الله و قوته. و هذا هو مردّ رزانة هذا المجلس و أهميته و وزنه في أعين الشعب. و لذلك ترون أن معاداة الأعداء لهذا المجلس جد شديدة و واسعة، و تظهر في كل فترة من الزمن بشكل من الأشكال. هذا رصيد ثقة الشعب أن يشعروا أن هذه الجماعة المنتخبة من قبلهم - و كلها من الشخصيات العلمائية المعروفة بحملها لعلوم الدين - في هذا المجلس تفكّر بالقضايا الأساسية للإسلام و المسلمين و المجتمع الإيراني و الشؤون الرئيسية للبلاد. و لا سبيل للقضايا الشخصية و الفئوية في قراراتهم و تصريحاتهم. هذا شيء على جانب كبير من الأهمية. ساحة العمل بالنسبة لهذا المجلس ساحة دفاع عن المبادئ و دفاع عن القيم، و قد تختلف الأذواق و التعبيرات، بيد أن حقيقة القضية هي هذه، و يجب أن تستمر إن شاء الله بكل جدّ و قوة.
النقطة اللاحقة التي نذكرها للإخوة المحترمين هي أن معارضة النظام لها في هذه الثورة سابقة تعود إلى ثلاثين سنة، فهي ليست بالشيء الجديد. و قد تلبست المعارضة بأشكال متنوعة، لكنها كانت موجودة دوماً، و قد تأرجحت شدتها و ضعفها بما يتناسب و وضعنا في الداخل. أينما شعروا و متى ما شعروا أن بوسعهم التواجد و العمل بصورة أقوى و أكثر تأثيراً فقد وجهوا ضربتهم التي استطاعوا توجيهها حسب ما يتوهمون. و قد وقفت الثورة طوال هذه الأعوام الثلاثين مقابل ضرباتهم، و لم تضعف أبداً، و ليس هذا و حسب بل لقد ازداد البلد و نظام الجمهورية الإسلامية قوةً يوماً بعد يوم و الحمد لله. و لكن ثمة نقطة هنا هي إننا في نظام الجمهورية الإسلامية كلما استطعنا تعميق جذورنا و التقدم إلى الأمام و تعقيد أعمالنا و مهماتنا، كلما تعقدت مؤامرات الأعداء أكثر. ينبغي التنبّه لهذه النقطة. صحيح أننا نحمل تجربة الانتصار على التحديات المفروضة.. لا في حالة واحدة أو حالتين.. بل على مدى هذه الأعوام الثلاثين كانت تجربة نظام الجمهورية الإسلامية تجربة الانتصار على التحديات و المعارضات و العداء، و لكن يجب التنبه و كما أشاروا إلى أن العدو يقظ، و »من نام لم ينم نه«. الأنباء التي تصلنا عن المراكز السياسية و الأمنية الحساسة في العالم، تشير إلى أن هناك أجهزة عظيمة و واسعة و ذات ميزانيات عالية تعمل دوماً ضد نظام الجمهورية الإسلامية. تدفعها دوافع مذكورة و معروفة بالنسبة لنا و لكم.. إنهم يعملون.. يطلقون في كل يوم مشروعاً و يرتبون كل يوم ساحة و اصطفافاً جديداً مقابل الجمهورية الإسلامية. و سوف يستمر هذا المسلسل إلى حين يصابون باليأس حينما يصل نظام الجمهورية الإسلامية إلى نصاب محدد في المجالات السياسية و الاقتصادية والأمنية و العلمية و الأخلاقية. ما لم تصل الجمهورية الإسلامية إلى هذه النصابات المحددة فسوف يواصلون عداءهم و مؤامراتهم، و إذا وصلنا إلى تلك النصابات فسوف ييأس العدو طبعاً و سيرضخ للواقع بشكل كامل. على كل حال مؤامرة العدو اليوم مؤامرة معقدة.
علينا معرفة جوانب هذه المؤامرة بوضوح و تعريفها للآخرين.. هذا هو واجبنا. الحرب العسكرية ضدنا احتمالها ضئيل - لا نقول إنها منتفية بالمرة لكن احتمالها ليس كبيراً - بيد أن الحرب القائمة إن لم يكن خطرها أكثر فهو ليس بأقل. و إذا لم تكن تتطلب احتياطاً أكثر فالاحتياط الذي تتطلبه ليس بأقل. في الحرب العسكرية يتقدم العدو نحو خنادقنا الحدودية و يحاول تدميرها ليستطيع التوغل داخل الحدود.. أما في الحرب النفسية و ما يسمى اليوم في العالم بالحرب الناعمة يتقدم العدو نحو الخنادق المعنوية ليدمرها.. يتقدم نحو الإيمان، و المعرفة، و العزيمة، و الأسس، و الأركان الأساسية للنظام و البلاد.. يتقدم العدو نحو هذه العناصر ليدمرها و يبدل نقاط القوة في إعلامه إلى نقاط ضعف، و يحوّل فرص النظام إلى تهديدات. نظير هذه الأعمال التي يقومون بها، و لديهم تجاربهم في هذا المجال، و يبذلون الكثير من المساعي، و تتوفر عندهم الكثير من الأدوات اللازمة. علينا معرفة أبعاد العدو و أبعاد عدائه لكي نستطيع التغلب عليه. طبعاً لدينا الإمداد الإلهي و العون الغيبي بلا شك. هذا ما يشاهده الإنسان، لكن إذا لم نتواجد في الساحة بيقظة و وعي و ما لم نستخدم التدبير اللازم فلن يشملنا العون الإلهي.
اعداؤنا.. أعداء الثورة و أعداء نظام الجمهورية الإسلامية يسيرون و يتابعون عدة خطوط واضحة في إعلامهم و في الأعمال التي يقومون بها. إنها ليست بالخطوط الخفية السرية.. علينا تجميع هذه الخطوط في أذهاننا و التركيز عليها و عدم نسيانها.
أحد هذه الخطوط هو النيل من مؤشرات الأمل و ثلمها، و من ذلك ما حدث في الانتخابات الأخيرة. المشاركة الشعبية البالغة نسبتها 85 بالمائة كانت شيئاً يبعث على الأمل و ظاهرة مهمةً للغاية، و كما قلنا فأن يحضر الناس من بعد ثلاثين سنة على بدء الثورة و يمنحوا للنظام المنبثق عن الثورة مثل هذه الأصوات الواسعة فلا معنى لهذا سوى الثقة بهذا النظام و حبه. و هذا ما حصل. أو انتخاب رئيس الجمهورية بهذه الأصوات العالية.. هذا شيء لا سابقة له. هذا شيء حصل في البلاد و كان يمثل نقطة قوة مهمة جداً. حاولوا تبديل نقطة القوة هذه إلى نقطة ضعف. و تحويل رصيد الأمل هذا إلى رصيد شك و يأس.. هذا عمل عدواني خصامي. أرصدة الأمل في البلاد كثيرة.. و البنى التحتية للبلاد اليوم بنى تحتية متينة جداً. أنجزت العديد من الأعمال و المهمات طوال هذه الأعوام، و البلد اليوم مستعد لقفزة واسعة نحو الأمام. حالات التقدم العلمي في البلاد خلال الوقت الراهن ملحوظة و مثيرة للإعجاب حقاً، حتى أن الآخرين - علماء البلدان الأخرى و من ليست لديهم أغراض سياسية - يعترفون بذلك، و قد شاهدنا ليلة أمس نموذجاً لذلك في التلفزيون، فقد اعترفوا حول الخلايا الجذعية أنهم لم يكونوا ليصدقوا كل هذا التقدم الحاصل في إيران. يقول أحدهم: شاركت العام الماضي في هذا المؤتمر العلمي و شاركت هذا العام أيضاً و لاحظت فارقاً كبيراً بين هذه السنة و السنة الماضية.. حصل تقدم كبير. هذا أحد النماذج. و لدينا العشرات من هذه النماذج و هي كلها أمثلة و دلائل على التقدم العلمي و أرصدة أمل و بواعث تفاؤل. تجربة الأعوام الثلاثين نفسها - لدينا تجربة ثلاثين سنة ترفدنا - و الجيل الشاب التوثب و المتعلم في وسط الساحة.. هذه كلها بواعث أمل و نقاط قوة.. الجيل الشاب الذي يكون متعلماً و له ثقته بنفسه و يشعر أنه يستطيع التقدم ببلاده. لدينا ميثاق أفق يحدد إلى عام 1404 خطوطنا فيما يرتبط بتقدم البلاد و الإنجازات المادية، و هو شيء مهم جداً. أوضحنا إلى أين يجب أن نصل و ما هي الطرق التي يجب أن نسلكها. هذه عوامل أمل و نقاط قوة. يريدون تبديلها إلى أسباب يأس. إذا جرى الحديث عن ميثاق الأفق يقولون: يا سيدي لم يحصل اهتمام بهذا الميثاق. و إذا جرى الكلام عن التقدم العلمي يقولون إن هذه الأمور ليست ذات أهمية كبيرة. و يجري الحديث عن الانتخابات فيطرحون هذه الشبهات و التشكيكات. يدور النقاش حول الشباب فيذكرون مخالفات عدد من الشباب هنا و هناك! أي إنهم يحاولون الحطّ من قدر كل هذه النقاط الإيجابية و القمم المميزة الباعثة كلها على الأمل. و في المقابل يضخمون نقاط ضعف صغيرة موجودة طبعاً، أو لنقل إنهم يضخمون نقاط الضعف، و لا نقول إنها صغيرة، بل هي نقاط ضعف موجودة.. يضخمونها أضعاف ما هي في حقيقتها و يحلكون الأجواء و ينشرون التصورات المتشائمة عن النظام.. و أنتم ترون طبعاً، يريدون بث هذا اليأس في المجتمع بالقوة. حينما يتفشى اليأس في المجتمع سيسقط المجتمع عن الحيوية، و سوف يعتزل المبدعون و النخبة و الشباب النشيط و لا يستطيعون العمل، و سوف تقل حالات المشاركة و الحضور و التواجد، و تزول حيوية المجتمع. هذا أحد خطوط عمل العدو. الإيحاء بالطريق المسدود دون انقطاع. لو اطلعتم على إعلام هذه الإذاعات - و القضية اليوم لم تعد قضية إذاعات. ذات يوم كنا نقول عشرات الإذاعات.. و اليوم المسألة مسألة آلاف الإذاعات و التلفزيونات و وسائل الاتصال الانترنتية - لوجدتم أنها توحي دوماً و من مراكز معينة بوجود طرق مسدودة و أزمات و وضع حالك.. يعملون بكل إمكانيتهم و بأقصی ما يستطيعون استقطابه من المستمعين و من يصدقون كلامهم.. يعلمون في هذا المضمار. هذا أحد خطوط عمل العدو.
و من خطوط العمل الرئيسية للعدو قضية التفرقة و الشقاق التي شددتم عليها أيها السادة بحق، و ذكروها في التقرير، و جرى الاهتمام بقضية الاتحاد في البيان الختامي لاجتماع الخبراء.. إنها مسألة على جانب كبير من الأهمية.. قضية اتحاد الشعب و العمل الذي يجري حالياً لبث الفرقة قضية مهمة جداً. إننا نرى مؤشرات الوحدة العامة بين الشعب. لقد شاهدتم صلوات الجمعة في شهر رمضان.. و شاهدتم يوم القدس، و صلوات عيد الفطر.. أية عظمة.. حين ينظر الإنسان - لا في طهران و حسب، بل في مشهد، و إصفهان، و كرمان، و تبريز، و في مختلف المناطق - يجد أن المشاهد لا نظير لها. ربما لم يكن هناك طوال تاريخ الإسلام صلاة عيد فطر بهذه العظمة و الجلال العجيب و في مختلف مناطق البلاد و ليس في مدينة معينة. نحن اليوم نتوفر على هذه الميزات. هذه كلها مؤشرات وحدة و تعاطف بين أبناء الشعب.. مؤشرات وجود قطب مشترك يتفق جميع أبناء الشعب على الميل إليه و الانتماء له رغم اختلافاتهم الجزئية و الفرعية. قلوبهم تهفو إلى ذلك المركز.. و ذلك المركز هو الدين و الأصول الإسلامية و القيم السامية.. إنه دين الله. هذا شيء على جانب كبير من الأهمية. الجميع يجب أن يحنوا رؤوسهم لهذه الوحدة حين يرونها. و ترون أنه يحصل أحياناً العكس للأسف، فيتحدث البعض عن التفرقة انطلاقاً من الجهل و الغفلة.. هذه أمور تحمل على الغفلة حقاً أكثر مما تحمل على أمور أخرى. هذه مسألة مهمة. مسألة إيجاد الوحدة المذهبية و القومية، و الوحدة بين المشارب و السلائق السياسية، مسألة مهمة ينبغي بذل الجهود لها. من خطوط العدو إيجاد التفرقة.. يريد أن يشعل نار الخلافات و الفرقة مهما استطاع، و أينما استطاع، و على أي مستوى استطاع، و على المستويات المختلفة من مسؤولين و غير مسؤولين، و بين جميع أبناء الشعب، و بين مجاميع علماء الدين أنفسهم، و بين الفئات الجامعية، و بين التجمعات و الجمعيات و التكتلات الاجتماعية و بين المذاهب المتعددة. و أنتم تلاحظون نماذج عديدة لذلك في المجتمع.. إنها قضية مشهودة على مستوى المجتمع. خط العدو هو خط زرع الفرقة.. هذه أيضاً مسألة من المسائل.
المسألة الرابعة - و تتمثل في خط آخر نعتقد أن العدو يرصد له الأرصدة و يعمل وفقه - هي صرف أذهان الجماهير عن عداء الأعداء. إننا لا ننكر إطلاقاً وجود تقصيرات شخصية و جماعية داخلية فيما يتصل بالنواقص المتعددة و المشكلات الكثيرة التي تعتور طريق المجتمع و الأفراد.. هذا مما لا شك فيه إطلاقاً.. و لا يوجد من ينكره.. »ما أصابك من حسنة فمن الله و ما أصابك من سيئة فمن نفسك«.. هذا شيء معروف.. و إذا وجّه لنا العدو ضربة و كانت قاصمة و مؤثرة فهي أيضاً »من نفسك«.. لا شك في هذا. و في حرب أحد حينما هجم العدو و وجّه ضربته كان المسلمون في الحقيقة قد تلقّوا الضربة من أنفسهم.. هذا مما لا نقاش فيه. لكن المسألة هي أن الإنسان إذا أراد أن لا يتلقى ضربة فعلية مشاهدة دور العدو. من لوازم التنبه و التفطّن من أجل توقّعي ضربات الأعداء هي رؤية الأعداء الذين يرومون توجيه الضربة. يجب أن لا ينجحوا في إغفالنا عن هذه المسألة. خط إغفال الناس و خصوصاً النخبة و الخواص منهم عن تأثير العدو من الخطوط الإعلامية و الإيحائية للعدو. و لديهم طبعاً طرق و أساليب متعددة لذلك. ما إن يقول شخص: »العدو«، حتى يقولوا: لِمَ تلقي كل اللوم على الأعداء!؟ لأن العدو موجود.. لماذا لا نرى العدو؟ لماذا لا نرى الفرحة الكبيرة التي تصيب العدو بسبب اختلافاتنا هنا و بسبب الأحداث المختلفة و الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات؟ إنهم يشجعون العناصر المؤثرة.. يذكر رئيس جمهورية بلد كبير أسماء بعض الأشخاص! فهل هذا سوى تكريس للعداء؟ يذكر أسماء معارضي النظام و يثني عليهم، و يذكر فلاناً و يقول إننا ذهلنا لشجاعته. لماذا؟ لأنه قال كلمةً أعجبتهم. يجب رؤية هذه الأمور و التنبّه إليها، و ينبغي عدم الغفلة عن عداء الأعداء.
طبعاً عداء الأعداء ليس بخلاف المتوقع، إنما غفلتنا هي خلاف المتوقع.. غفلتنا خلاف المتوقع. الحكومة البريطانية ذات الملف الأسود الممتد لمائتي سنة من تواجدها في بلادنا و علاقتها ببلادنا - الحق أننا لا نمتلك محطة أو فترة يمكن القول عنها إن الحكومة البريطانية اتخذت فيها خطوة بسيطة لصالح الشعب الإيراني.. كل ما قامت به كان في ضررنا و لم تفعل لنا سوى توجيه الضربات و الخسائر الكبرى - تعلن أننا نناصر الشعب الإيراني! و الحكومة الأمريكية تعلن أننا نناصر الشعب الإيراني! أي إننا على علاقة سيئة بنظام الجمهورية الإسلامية لكننا نحب الشعب! لكن الشعب جزء من هذا النظام، و هذا النظام غير منفصل عن الشعب. هذه حيل الأعداء التي يتعيّن معرفتها و فهمها. من الطبيعي أن يمارس العدو عداءه، لكن من غير المقبول أن لا نفهم عداءه و نغفل عنه. سنجد أنفسنا فجأة داخل جدول العدو و پازله، و في لعبة الپازل يرصفون قطعاً إلى جانب بعضها ليكونوا منها شكلاً معيناً.. و إذا بنا نشكل إحدى هذه القطع. هذا شيء سلبي جداً. يتوجب أن نبذل كل جهودنا لكيلا نؤمِّن القطع و الأشياء التي يريدها.. كجدول الكلمات المتقاطعة الذي يضعون فيه حروفاً إلى جانب بعضها فتتكون منها كلمة معينة. لقد أعدَّ العدو مثل هذا الجدول ليستخرج منه كلمات معينة.. ثم نأتي و نساعده في استخراج بعض هذه الكلمات؟! ينبغي الحذر من هذا الشيء.. هنا موضع النقاش.. يجب أن لا نكمِّل جدول العدو.. ينبغي أن لا نكمِّل بازل العدو.. لنرى ماذا يفعل العدو، و ماذا يريد أن يفعل.. يجب أن نلاحظ أهدافه و تواجده الواضح.
سلاح الإعلام اليوم من أكثر الأسلحة الدولية تأثيراً ضد الأعداء و المعارضين.. سلاح الاتصالات الإعلامية. هذا هو أمضى الأسلحة اليوم، و هو أسوء و أخطر حتى من القنبلة الذرية. ألم تشاهدوا سلاح العدو هذا في اضطرابات ما بعد الانتخابات؟ كان العدو يتابع بسلاحه هذا قضايانا لحظة لحظة، و يوجّه به من هم أصحاب مشاغبة و شيطنة.. »و إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم«.. هم يوحون لأوليائهم و أنصارهم دوماً. إنه تواجد العدو على كل حال. هل يمكن افتراض تواجد العدو بأوضح و أجلى من هذا؟
ينبغي التحلّي بالبصيرة. ما يتوقعه المرء من النخب في المجتمع و التيارات والفئات السياسية هو أن يتعاملوا مع هذه الأحداث و مع خطوط العدو ببصيرة.. ببصيرة. إذا كانت هناك بصيرة و كانت ثمة إرادة للمواجهة فقد تتغير الكثير من سلوكياتنا. و عندئذ ستتحسن الحال. بعض الأعمال وليدة عدم التحلي بالبصيرة.
علينا حسبان هذه المحاور التي ذكرت -خطوط الأعداء هذه - في أعمالنا و في تصريحاتنا، و يجب إدراجها في حساباتنا. فلو أردنا التصريح بشيء ينبغي أن لا ننسى هذه الخطوط التي يتحرك فيها العدو.. و إذا أردنا القيام بشيء أو خطوة يجب أخذ تلك الحقائق بنظر الاعتبار.. لنرى هل سنساعد العدو أم لا. هذا باعتقادي شيء مهم.
النقطة الرابعة هي أن الثورة الإسلامية - التي انبثقت الجمهورية الإسلامية عنها -وحدة واحدة لها بعدان: الإسلامية و الشعبية.. إنها إسلامية و شعبية في آن واحد. و هي شعبية لأنها إسلامية.. و لأن الإسلام دين المجتمع. الدين مسؤولية جماعية. ليس الإسلام دين الأفراد واحداً واحداً من حيث هم أفراد منفصلين. هو طبعاً دين الفرد أيضاً بما هو فرد، بيد أن الأفراد بما هم مجتمع مخاطبون أيضاً بخطاب الإسلام. الإسلام دين شعبي جماعي. إنه دين مسؤولية عامة. إذن، الحالة الشعبية تنبثق عن الحالة الإسلامية نفسها. و هي أيضاً إسلامية، فالله تعالى مَنَّ: »بل الله يمنُّ عليكم أن هداكم للإيمان« - مَنَّ الله علينا و هدانا للإيمان.. لقد منَّ الخالق على شعبنا و علينا إذ هدانا لهذا الدين. لذا فإن جمهورنا يريد الإسلام، و هذا الدين الإلهي منحه الله تعالى لنا و له الحمد على ذلك. إذن، فهي »جمهورية إسلامية«.. إنها منظومة و مجموعة أو لنقل وحدة واحدة لها أبعاد يجب أخذها بنظر الاعتبار مع بعضها و إلى جانب بعضها. ينبغي حفظ هذا التناسج و الحبكة. أي جانب من هذه الجوانب يجري تضعيفه و المسّ به سيعود الضرر على مجمل المنظومة.
و قضية الولاية تمثل التزاماً بهذه المنظومة.. سواء كانت ولاية المعصومين (عليهم السلام) أو ولاية الفقيه و هي تتمة لولاية المعصومين. القضية قضية التزام بهذه المنظومة و مراعاتها و حفظها في البلاد و في النظام لئلا يحدث فيها انحراف أو مشكلة أو نقص أو تمييز، و لكي تواصل مسيرتها بهذا الشمول و تتقدم إلى الأمام. و الإسلام الأصيل المذكور في كلمات الإمام يتعلق بهذا الجانب.. فقد ذكر الإمام الإسلام الأصيل مقابل الإسلام الأمريكي. الإسلام الأمريكي ليس فقط ما ترضاه أمريكا. أي شيء خارج نطاق هذا الإسلام الأصيل: الإسلام الملكي أيضاً إسلام أمريكي.. و الإسلام الانتقائي أيضاً إسلام أمريكي.. الإسلام الرأسمالي كذلك إسلام أمريكي.. و الإسلام الاشتراكي أيضاً إسلام أمريكي.. أنواع الإسلام التي تعرض بأشكال و ألوان مختلفة و لا تتوفر فيها تلك العناصر الرئيسية كلها على الضد من الإسلام الأصيل، و هي في الحقيقة إسلام أمريكي. يلاحظ الإنسان في هذه المعارضات التي شنت ضد النظام طوال الثلاثين عاماً الماضية حضور و نشاط هذه الأنواع من الإسلام. فقد كان هناك الإسلام الانتقائي، و كان هناك الإسلام الملكي، و كذلك الإسلام الاشتراكي، و مختلف أنواع الإسلام في مواجهة نظام الجمهورية الإسلامية. حسناً، في هذه النظرة للإسلام و في هذا الفهم و الوعي للإسلام يؤخذ الفرد و المجتمع كلاهما بنظر الاعتبار، و تؤخذ المعنوية و العدالة إلى جانب بعضهما، و الشريعة و العقلانية مع بعضهما، و العاطفة و الحسم إلى جوار بعضهما.. هذه العناصر كلها يجب أن تتوفر. الحسم في موضعه و العواطف في موضعها، و الشريعة في مكانها و العقلانية - و هي طبعاً ليست خارج نطاق الشريعة - في موضعها.. كلها يجب أن تستثمر و تحضر إلى جانب بعضها. الانحراف عن هذه المنظومة المتينة يفضي إلى الانحراف عن النظام الإسلامي.
النقطة الأخرى هي أننا لا نحتاج للشجاعة في العمل فقط بل نحتاج إليها في الفهم أيضاً. ثمة حاجة للشجاعة في الفهم الفقهي. لولا الشجاعة فسيحصل خلل حتى في الفهم.. في الوعي الواضح للكبريات و الصغريات.. أحياناً يفهم الإنسان الكبريات بصورة صحيحة لكنه يخطىء في الصغريات. هذا الوعي الصحيح لمباني الدين و للموضوعات الدينية و للموضوعات الخارجية المطابقة للمفاهيم الكلية و العامة - أي الكبريات و الصغريات - يحتاج لأن نكون شجعاناً و لا نخاف. و إلا فالخوف على أموالنا، و على أرواحنا، و على سمعتنا، و الانفعال أمام الأعداء، و الخوف من الأجواء و من المحيط.. إذا قلنا كذا فسوف يتجندّون ضدنا.. و إذا قلنا كذا فسوف يصموننا بالوصمة الفلانية.. هذه المخاوف تزعزع فهم الإنسان و تصيبه بالخلل. أحياناً لا يفهم الإنسان شكل القضية بصورة صحيحة و يعجز عن معالجتها بسبب هذه المخاوف و الملاحظات. و بذلك يقع في الخطأ.. من هنا كان شعار » و لا يخشون أحداً إلا الله « مهماً جداً.. في هذه الآية الشريفة »الذين يبلغون رسالات الله و يخشونه و لا يخشون أحداً إلا الله و كفى بالله حسيباً « يتجلى أن شرط البلاغ و الإبلاغ و التبليغ هو عدم الخوف و الخشية.. » و لا يخشون أحداً إلا الله «.. قد تقول: يا سيدي، لو فعلت هذا فقد تنطلي عليَّ لعبةٌ في العالم.. طيّب » و كفى بالله حسيباً «.. اتركوا الحسابات على الله و دعوه هو تعالى يحسب لكم. إذا جعلنا خوف أحكام الناس و أقوالهم محل الخوف من الله فسوف نتعرض لمشاكل، لأن الخوف من الله تعالى هو التقوى، و إذا نبذناه جانباً و أحللنا محله الخوف من الناس عندئذ لن يحصل الفرقان الذي تحدث الله تعالى عنه: » إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً «.. هذا الفرقان ناتج عن التقوى. من ثمرات التقوى تجلّي الحقيقة للإنسان. و اعتقد أن هذه المسألة على جانب كبير من الأهمية. مسألة الخشية على المال و الأرواح و الخوف من كلام الناس و الخوف علی السمعة و الخوف من الهمس و الأقاويل و التهم و ما إلى ذلك.. هذه القضية مهمة إلى درجة أن الله تعالى يخاطب رسوله و يحذره: » و إذ تقول للذي أنعم الله عليه و أنعمت عليه أمسك عليك زوجك و اتق الله و تخفي في نفسك ما الله مبديه و تخشى الناس و الله أحق أن تخشاه «.. يجب عدم الاهتمام لكلام الناس و التهم التي سيطلقونها و ما سيفعلونه.. » و الله أحق أن تخشاه «. اعتقد أن من الأمور التي هيأت للإمام الجليل ما حققه من فتوحات متنوعة هو شجاعته.. شجاعته هي التي حققت له فتوحاته العلمية و المعنوية و السياسية و الاجتماعية و شدت إليه قلوب الناس و كان ذلك شيئاً عجيباً حقاً. و قد تمثلت شجاعته في أنه لم يكن ليهتم لأي شيء. أهل الفتنة يرغبون طبعاً في دسِّ خشيتهم و خوفهم في قلوب النخبة و الخواص بدل خشية الله.. أي إنهم يرغبون في أن يخافهم الناس: » الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل «.. إنهم يقولون لنا دوماً » إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم «.. و الجواب على ذلك: » فقالوا حسبنا الله و نعم الوكيل « و ستكون نتيجة ذلك: » فانقلبوا بنعمة من الله و فضلٍ لم يمسسهم سوء «. نتيجة هذا الشعور، و هذا الوعي، و هذه الحقيقة الروحية و المعنوية: » فانقلبوا بنعمة من الله و فضلٍ لم يمسسهم سوء «. إذن، يتوجّب التحلي بهذه الشجاعة.
يقوم الأعداء بشتى صنوف العمل و النشاط.. يعملون على مختلف الأصعدة و المستويات. و أظن أن المستهدف الرئيس اليوم بمؤامرات الأعداء هم الخواص. الخواص هم المستهدفون راهناً من قبل الأعداء. يجتمع الأعداء و يخططون لتغيير أذهان الخواص من أجل أن يستطيعوا جرَّ الجماهير للاتجاه الذي يريدون، فالخواص لهم تأثيرهم، و كلمتهم لها نفوذها في عامة الناس. أخال أن من الواجبات الرئيسية التي تقع حالياً على عواتقنا نحن و إياكم هي أن نعزز بصيرتنا بخصوص القضايا المختلفة و نتمكن إن شاء الله من مضاعفة بصيرة مخاطبينا و مستمعينا.
الثورة الإسلامية قوية الجذور جداً و لها أسس و أركان متينة للغايةً، و الله تعالى سندنا و عمادنا. و كما رويت مراراً عن الإمام الراحل (رضوان الله عليه) فقد قال: منذ بداية دخولي هذه القضية رأيت أو شعرت أن يد قدرة هي التي تدبّر الأمور. و هذه هي الحقيقة. هذا ما قاله هو لي. يرى الإنسان يد القدرة الإلهية هذه. طبعاً يد القدرة الإلهية ليست لها قرابة أو صلة رحم بنا: » من كان لله كان الله له «، » إن تنصروا الله ينصركم «، » و لينصرن الله من ينصره «.. يجب أن نكون في خدمة هذا الدرب بإخلاص، و نأتي بما عندنا إلى الساحة و نقدمه في هذا السبيل.. علينا تقديم مساعينا و أعمالنا في هذا السبيل. و سوف يمنّ الله تعالى بفضله و لطفه. و قد حصل هذا اليوم حيث تفضل الله تعالى و أعاد كيد الأعداء إلى نحورهم.. عادت سهامهم إلى نحورهم و لم يستطيعوا الانتفاع من المؤامرة التي دبروها.
لا شك أن اضطرابات ما بعد الثورة مدبرة في نظر الخبراء و الواعين. هذا ما يستنبطه المرء حينما يتحاور مع أي من الناس الواعين الفاهمين العارفين بقضايا البلاد و القضايا العالمية. قلتُ له هذا قبل أمس.. قلتُ له إن هذه الأمور مدبرة، فقال: بلا شك. أي إن الجميع يفهمون ذلك و يدركون أن هذه الأمور مدبرة و ليست فجائية لنقول أنها حصلت من نفسها. كأن يقوم شخص و يتحدث بشيء دون مقدمات، لا، إنما كان هذا الأمر مدروساً و مدبراً و موجّهاً من مركز معين. لكنهم أخفقوا على كل حال، و سوف يستمر إخفاقهم هذا إن شاء الله، لكنهم يواصلون التآمر.
و أشير إلى نقطة أخرى هي أن البعض يُسيئ فهم هذه العبارة » كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب و لا ضرعٌ فيحلب « و يتوهمون أن معناها هو أن الفتنة إذا اشتعلت و تشابهت الأمور فعليك الاعتزال. ليس معنى هذه العبارة مما يفيد الاعتزال إطلاقاً. بل معناها أن لا يستطيع صاحب الفتنة استخدامك على الإطلاق. » لا ظهر فيركب و لا ضرع فيحلب «.. لا يستطيع أن يركبك و لا يستطيع أن يحلبك.. ينبغي الحذر.
في حرب صفين لدينا في جانب عمار بن ياسر الذي كان يخطب في الناس دوماً - انظروا الأعمال و الآثار الخاصة بصفين - و في هذا الطرف و في ذلك الطرف و في المجاميع المختلفة، فقد كانت تلك الساحة ساحة فتنة حقاً، حيث تحاربت فئتان من المسلمين و كانت فتنة كبرى اشتبهت على البعض، و كان عمار ينوِّر الأذهان دوماً. يذهب لهذا الجانب و ذاك الجانب و يتحدث و يخطب في جماعات مختلفة - و خطبه و كلماته مسجلة في التاريخ. من جانب آخر تشير الروايات إلى أن جماعة » نفر من أصحاب عبد الله بن مسعود « جاءوا للإمام علي بن أبي طالب (ع) و قالوا: » يا أمير المؤمنين - و كانوا يعترفون به أميراً للمؤمنين - إنا قد شككنا في هذا القتال «. لقد شككنا في هذه الحرب، فابعثنا إلى الحدود و الثغور لكي لا نشترك في هذا القتال! هذا الاعتزال هو بحد ذاته »ضرع فيحلب« و »ظهر فيركب«! الصمت، و الاعتزال، و عدم التحدث يتحول أحياناً إلى ممارسات تساعد الفتنة. في الفتنة على الجميع ممارسة التنوير و الإرشاد، و على الجميع التحلي بالبصيرة. نتمنى إن يوفقنا الله تعالى نحن و إياكم للعمل بما نقول و ما ننوي.
و حول هذه الفكرة التي ذكرها حضرة السيد شاهرودي اعتقد أن الخبراء يجب أن لا يبادروا للإعلان عن شخص منهم له عقيدة مختلفة. لا أرى هذه خطوة مناسبة جداً. أنا لا أريد طبعاً تعيين واجبات الخبراء أو ذكر شيء على أنه واجبهم و تكليفهم.. هذا هو ذوقي. شخص له رأي مختلف على كل حال في قضية معينة، لا أنه يختلف عنهم في المباني و الأصول و لا اعتقد أنه كذلك.
و حول قضية عيد الفطر التي تحدثوا عنها اعتقد أنه من غير الممكن أن ندعو لاتفاق الجميع على يوم واحد في العيد.. أي إن هذا غير متاح وفقاً لمبانينا الفقهية. من غير الممكن اتفاق جميع الفقهاء على فتوى واحدة. إذن، الاختلاف سيحصل على كل حال. يجب أن لا نضخم هذا الاختلاف كثيراً، فما هي أهميته؟ و ما الإشكال فيه؟ شخص له فتواه الخاصة به - و له مقلدوه أو ليس له مقلدوه - و يعمل طبقاً لفتواه. لكن في هذه السنة طبعاً لاحظتم أن بعض السادة الكبار المحترمين و مراجع الدين العظام كان رأيهم مختلفاً و لم يحصل أي تظاهر و إعلان لهذا الرأي المختلف.. لقد لاحظتم ذلك. هذا شيء على جانب كبير من الأهمية.. و هو شيء عظيم جداً ينبغي تثمينه و شكره بجد. لم يحصل أن تقام صلاة عيد في يوم الأحد و تقام صلاة عيد أخرى يوم الإثنين في إصفهان مثلاً أو مشهد أو طهران أو منطقة أخرى. لم يحدث مثل هذا و إنه لشيء على جانب كبير من الأهمية. الكبار و كما اعتقدنا دوماً و لا نزال ملتزمون للإنصاف بمباني النظام و مصالحه و على درجة عالية جداً من الإيمان.. يلاحظ المرء هذا المعنى، و يجب أن يشكره و يقدره حقاً. أنا أشكر شكراً جزيلاً السادة الأكابر المحترمين الذين كانت فتاواهم غير مبنى حكمنا لكنهم في الوقت ذاته لم يتظاهروا بالخلاف.. هذا شيء مهم جداً. قد يتحدث العدو ببعض الكلمات و يضخم الأمر و يثير الضجيج، لكننا لا نتبع نغماته و إيقاعه طبعاً. وفقنا الله و أيدنا جميعاً إن شاء الله.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته