بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا و نبينا أبي القاسم المصطفى محمد و على آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين سيما بقية الله في العالمين.
أشكر الله تعالى على أن وفقني أخيراً لأكون بينكم أنتم أهالي جالوس و نوشهر الأودّاء في هذا اليوم الماطر و أن أقف أمام كل هذه المشاعر المخلصة الودودة. في زيارتي السابقة لهذه المنطقة لم أوفق للقاء بأهالي جالوس عن قرب. لم يسمح لنا المطر في ذلك اليوم. لم يسمح للناس بالتجمع و لا لي بأن آتي لزيارتكم و لقائكم. و اليوم أيضاً مع أن الأمطار تهطل، لكن نتمنى أن نستطيع قضاء هذه الساعة القصيرة معكم.
أعرف مدينة جالوس باعتبارها المدينة التي كان معظم الجنود في فترة الدفاع المقدس و المتوجهين من مازندران وكيلان نحو جبهات القتال بين الحق و الباطل، كانوا يمرّون بها. كانت جالوس غالباً نقطة تعبئة عشرات الآلاف من الجنود نحو الجبهة. و الواقع أن هذه المدينة موطئ أقدام أكثر من واحدٍ و عشرين ألف شهيد من كيلان و مازندران.
أهالي مازندران عموماً خاضوا في القضايا المختلفة ذات الصلة بالإسلام و الثورة خاضوا غمار امتحانات أعتقد أنهم كانوا فيها - و في ضوء الحسابات المنصفة - نادري النظير. و السبب هو أن العمل الهائل لأعداء الأخلاق و الإسلام قبل انتصار الثورة و في عهد الطاغوت، الموجَّه لهذه المنطقة كان أكبر من أي مكان آخر. الذين دفعهم المناخ الطيب و المناظر الجميلة النادرة في هذه المحافظة و بحرها و غاباتها نحو هذه المنطقة من أجل الامتلاك فيها لم يكونوا يريدون لأهالي هذه المحافظة خصوصاً و لأهالي هذه المناطق الحساسة جداً أن يلتزموا بالدين و الأخلاق، لأنهم يعلمون أن الدين و الأخلاق هما أهم العقبات و الموانع بوجه التطاول و الظلم و الطغيان. المقدار الذي بذلته الأجهزة المتجبرة في عهد الطاغوت لمحو الدين في هذه المنطقة و منطقة كيلان قلما نجد نظيراً له في منطقة أخرى من إيران. و لكن رغم كل هذا يجد الإنسان مازندران في عهد الثورة رائدةً سبّاقة. أي إيمان هذا، و أي قدرة على الإخلاص و التدين تنبع من قلوب الناس، فيعلنون أنفسهم جنوداً للدين رغم كل ذلك التخريب. هكذا كان الحال في الثورة، و هكذا كان في الحرب المفروضة، و في أحداث ما بعد الحرب و إلى اليوم أينما كانت القضية قضية الإسلام و الدين و الثورة و الجمهورية الإسلامية و النظام الإسلامي كان أهالي مازندران من المدافعين الصلبين عن جبهة الحق. لقد قدم أهالي جالوس و نوشهر الأعزاء نحو ألف شهيد.
هذا شيء مسجّل في الهوية المعنوية و الإنسانية و الإسلامية لهؤلاء الأهالي. هذه من المحطات المضيئة التي ترسم مسيرة الشعب و المجتمع. و اليوم أيضاً فإن مودتكم تحت هذه الأمطار، و اجتماعكم الحماسي في هذه الساحة يعبر عن جانب من النور الذي في قلوبكم. يجب عليَّ أن لا أضايقكم كثيراً في مثل هذا المناخ. أغتنم هذا اللقاء و أذكر نقطةً عن مازندران، و نقطةً أخرى حول قضايا البلد و الثورة العامة.
حول مازندران فإن الثروتين و الفرصتين الكبريين لهذه المحافظة هما البحر و الغابات.. مصدران هائلان للثروة لأهالي هذه المحافظة و لعموم البلاد. ينبغي المحافظة على هاتين الثروتين العظميين و هاتين الفرصتين الكبيرتين بشكل صحيح و استثمارهما أيضاً بشكل صحيح. هذه هي توصيتي لمسؤولي البلاد. هذه الغابات ملك للشعب، و هذا البحر ملك للشعب، و مسؤولو الحكومة يتولون تنظيم و إدارة شؤون الشعب و العمل للبلاد. عليهم التدقيق و الحذر. يجب أن يصار إلى الاستثمار الأمثل و الاقتصادي و الصحيح و الحيلولة دون مختلف أشكال استغلال الغابة أو البحر بنحو من الأنحاء - الاستغلال يطال الغابة أكثر - و هذا هو واجب مسؤولي البلاد. أن تبادر الأيدي الطامعة و اللاهثون وراء المصالح الشخصية بعناوين متنوعة لتفريغ هذه الثروة الوطنية في جيوبهم، فهذا أمر غير مقبول. هذه المنطقة عموماً و هذه المدينة المحاذية للطريق بين جالوس و طهران و هذه المناطق الجميلة الطيبة المناخ حول هذه المنطقة كلها نعم إلهية، و ينبغي الاستفادة من هذه النعم، و لكن بشكل صحيح. ينبغي الانتفاع منها و لكن بمراعاة الحرمات الإلهية.. يجب الانتفاع منها و لكن إلى جانب احترام القيم و الدين و الأخلاق التي يتحلى بها الأهالي.. القيم التي حافظوا عليها سنين طوالاً في الميادين العصيبة.
اعلموا يا أهالي مازندران و أنتم تعلمون أن قوى بني أمية و بني العباس لم تستطع أبداً في القرون الإسلامية الأولى و بما لديها من جيوش جرارة التغلب على هذه المنطقة الشمالية من البلاد (منطقة طبرستان). كل جيوش بني أمية و بني العباس التي زحفت نحو هذه المناطق و التي فتحت باقي أقاليم هذه البلاد و فتحت بلاد الروم، لم تستطع فتح مازندران. سلسلة جبال البرز هذه مكّنت الناس هنا كحصن حصين من المقاومة أمام جيوش بني أمية و بني العباس فلم تستطع الانتصار على مازندران. إنما فتحت مازندران على يد أبناء آل محمد المظلومين. الأبناء المظلومون و المشردون من ذرية الإمام السجاد، و الإمام الباقر، و الإمام الصادق (عليهم السلام) و الذين هربوا من خلفاء زمانهم السفاحين الفتّاكين، و استطاعوا الوصول لهذه المنطقة بصعوبة. و حينما وصلوا فتح أهالي مازندران و كيلان أذرعهم لهم و احتضنوا أبناء الرسول (ص) و أسلموا على أيديهم. لذلك كانت هذه المنطقة الشمالية من البلاد تابعة لمذهب الإمام علي و مذهب التشيع منذ اللحظة الأولى لدخولها في الإسلام. هذا عن الماضي التاريخي لهذه المنطقة. لقد كانوا دوماً سنداً قوياً للدفاع عن القيم الإسلامية، و للجهاد في سبيل الله، و لحملة الرايات ضد الظلم و الجور. و كذلك هم اليوم أيضاً، و لا بد من احترام هذه القيم، و هذا الإيمان، و هذه الأخلاق العميقة المتبقية عن قرون طويلة من الزمن.
يجب أن يدققوا لكي لا يؤدي الانتفاع من الغابات و من البحر و من المناظر الجميلة إلى خدش أخلاق الناس و دينهم. كما يجب أن يستفاد من هذه المواهب بحيث لا يبقى للفقر معنى في هذه المحافظة. هذه من الواجبات، و هو طبعاً واجب يتطلب تعاونكم. على الناس المطالبة بهذه الثقافة في مازندران، خصوصاً في المناطق القريبة جداً من الساحل و الغابات. يجب أن يطالبوا بأن تعمل الأجهزة الحكومية لهم و لصالحهم ليستطيعوا الحفاظ على دينهم و أخلاقهم، و كذلك على مصالحهم. لا بد من تعاون وثيق و آصرة عميقة بين الحكومة و الشعب في هذه الأمور.
و هناك نقطة حول القضايا العامة للبلاد و الثورة. لاحظوا أيها الإخوة و الأخوات الأعزاء! يقول الله تعالى لرسوله في الفترة المكية الصعبة: »قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني«.(1) النبي نفسه يسير على بصيرة، و أتباعه و أنصاره و المدافعون عن فكره أيضاً هم على بصيرة من أمرهم. هذا الأمر يتعلق بالفترة المكية. حينما لم تكن ثمة حكومة بعد، و لم يكن هناك مجتمع، و لم تكن إدارة صعبة، لكن البصيرة كانت ضرورية. و في فترة المدينة المنورة من باب أولى. تأكيدي طوال السنوات الماضية على البصيرة سببه أن الشعب إذا كان صاحب بصيرة، و الشباب في البلاد إذا كانوا أصحاب بصيرة و يتحركون بوعي و يسيرون بوعي فسوف تكِلُّ جميع سيوف الأعداء أمامهم. هذه هي البصيرة. إذا توفرت البصيرة لن تستطيع أغبرة الفتنة تضليلهم و إيقاعهم في الخطأ. و إذا لم تتوفر البصيرة فقد يسير الإنسان في الطريق الخطأ حتى لو كانت نيّته حسنة. إذا لم تكونوا على معرفة بالطريق في جبهات الحرب، و إذا لم تكونوا ممن يجيدون قراءة الخرائط، و إذ لم تكن لديكم بوصلة، قد تنظرون فجأة و إذا بكم محاصرين من قبل الأعداء، لأنكم سرتم في الطريق الخطأ و استطاع العدو السيطرة عليكم. هذه البوصلات هي البصيرة.
في الحياة الاجتماعية المعقدة اليوم، لا يمكن السير من دون بصيرة. على الشباب أن يفكروا و يتأملوا و يزيدوا من بصيرتهم. الأساتذة في الجامعات و الحوزات، عليهم الاهتمام بمسألة البصيرة. البصيرة في الهدف، و البصيرة في الوسيلة، و البصيرة في معرفة العدو، و البصيرة في معرفة عقبات الطريق، و البصيرة في معرفة سبل التغلب على هذه العقبات و رفع الموانع.. هذه البصائر كلها ضرورية. إذا توفرت البصيرة عندها ستعلمون من هو عدوكم و تأخذون معكم الأدوات و الوسائل اللازمة. تارةً تريدون أن تتمشوا في الشارع، و يمكن للمرء أن يتمشى في الشارع بملابس عادية و حتى بالنعال. و لكن تارةً تريدون الذهاب لفتح قمّة دماوند.. هذه العملية تتطلب طبعاً أدواتها الخاصة. البصيرة هي أن تعلموا ماذا تريدون لتعلموا ما الذي يجب أن تأخذوه معكم.
أطلقت الجمهورية الإسلامية كلاماً جديداً على مسرح السياسة العالمية. هذا الكلام الجديد لا يزال اليوم بعد مرور ثلاثين سنة جديداً و جذاباً في الثقافة السياسية العالمية. لذلك ترون أن الشعوب تهتم بالجمهورية الإسلامية و تحبها. حينما تقام انتخاباتكم بمشاركة 85 بالمائة من الشعب يفرح الناس في المناطق المختلفة و في البلدان المختلفة و محبّو الجمهورية الإسلامية، و يرفعون الشعارات.. إننا نطلع على هذه الحالة عبر قنوات عديدة. حينما يريد العدو تخريب هذه الانتخابات و هذه المشاركة العظيمة و هذا الانتصار السياسي الكبير، يبادر إلى بث الإشاعات و توجيه التهم و خلق الاضطرابات في مناطق البلاد، و نرى أن محبي الجمهورية الإسلامية يقلقون لذلك، و الشعوب تقلق لذلك، في لبنان، و في باكستان، و في أفغانستان، و في مناطق متعددة، أينما كان هناك شيعة، و أينما كان هناك مسلمون مخلصون، تراهم يقلقون لوضع البلاد. هذا دليل الحضور الحي للجمهورية الإسلامية في العالم الإسلامي.
للجمهورية الإسلامية جزءان: الجمهورية بمعنى الشعب. و الإسلامية بمعنى القيم و الشريعة الإلهية.
الصفة الشعبية معناها أن الشعب له دور في تشكيل هذا النظام و في تعيين و تنصيب مسؤوليه. إذن، الشعب يشعر بالمسؤولية. و هم ليسوا بمعزل عن الأمور. النظام نظام شعبي جمهوري بمعنی أن مسؤولي النظام من الشعب و قريبون منه، و ليس فيهم نزعات أرستقراطية أو بُعد عن الناس، أو عدم اكتراث للناس أو استهانة بهم. جرب شعبنا لقرون طويلة طباع الأرستقراطية و الاستبداد و الدكتاتورية في الحكام غير الشرعيين في البلاد، و عهد الجمهورية الإسلامية لا يمكن ان يكون كتلك العهود. عهد الجمهورية الإسلامية معناه عهد سيادة أفراد هم من الشعب و مع الشعب و منتخبون من قبل الناس و إلى جانب الناس و لهم سلوك شبيه بسلوك الناس. هذا هو معنى الجمهورية و الشعبية. الشعبية بمعنى الاهتمام بعقائد الشعب، و حيثيته، و هويته، و شخصيته، و كرامته. هذه خصائص الحالة الشعبية.
و الإسلامية بمعنى أن كل ما ذكرناه يكتسب رصيداً معنوياً. إذن، تُستبعد الحكومة الديمقراطية العلمانية، و الأجنبية عن الدين، و المنفصلة عن الدين، أو المعادية للدين في بعض الأحيان. الإسلامية معناها أن الناس حين يعملون لدنياهم إنما يقومون في الحقيقة بعمل إلهي. الذين يعملون للمجتمع، و الذين يعملون لتمتين أركان النظام، و الذين يعملون لتقدم كلمة النظام و البلاد و إعلاء كلمة النظام إنما يعملون لله و عملهم هذا عمل إلهي. هذا شيء له قيمة كبيرة. هذه وصفة جديدة. وصفة جديدة لم يشهدها العالم من بعد زمن الرسل و من بعد صدر الإسلام و إلى اليوم. هذا ليس بالشيء القليل. و لهذه الحالة أعداؤها. المستبدون في العالم أعداء هذا النظام. المهيمنون و المعتدون على حقوق الشعوب أعداء لهذا النظام. ينبغي توقع هذا العداء. لكن هذا الشعب أثبت أن هذه العداوات لا تؤثر على صموده. منذ ثلاثين عاماً و الأعداء يمارسون عداءهم و الشعب الإيراني يقف و يصمد، و نتيجة هذه التحديات تقدمٌ مذهل أحرزه الشعب الإيراني، و سوف يستمر التقدم بعد اليوم أيضاً...(2) شكراً لكم.. إلى متى سنبقيكم تحت المطر..؟(3) هذا لطفٌ من عندكم.. لا شك في هذا.. لكنني جالس هنا تحت السقف و أنتم تحت المطر.. هذا شيء صعب عليّ.
أقول كلمة واحدة فقط أخاطب بها عموم الناس لا سيما الشباب منهم.. جميع أبناء البلاد خصوصاً هذه المناطق الحساسة. أيها الشباب الأعزاء! زيدوا ما استطعتم من بصيرتكم و اسعوا لتعميقها، و لا تسمحوا للأعداء باستغلال عدم بصيرتنا. يظهر العدو بمظهر الصديق، و يعرض الحقيقة بشكل الباطل و الباطل في لبوس الحقيقة. يعدُّ الإمام علي في إحدى خطبه أن هذه من أهم مشكلات المجتمع: »إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتّبع و أحكام تُبتدع يُخالف فيها كتاب الله«.(4) و يقول الإمام علي في نفس هذه الخطبة لو أن الحق ظهر للناس واضحاً جلياً لما استطاع أحد أن يقول شيئاً ضد الحق. و لو ظهر الباطل بشكل واضح لما مال الناس نحوه.. »و لكن يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث فيمزجان«.. الذين يريدون إضلال الناس لا يعرضون الباطل خالصاً بل يمزجون الحق بالباطل فتكون النتيجة: »فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه«. يشتبه الحق حتى على أنصار الحق. عندئذ تصبح البصيرة أول واجباتنا. يجب أن لا نسمح بامتزاج الحق و الباطل.
ثمة اليوم صفوف تواجه نظام الجمهورية الإسلامية الذي يمثل قمة طلب الإسلام في العالم الإسلامي. و الاستكبار العالمي يقف في قلب هذه الصفوف.. و الصهيونية تقف في قلب هذه الصفوف. هؤلاء هم أعداء الإسلام الألداء صراحة، و إذن، فهم أعداء الجمهورية الإسلامية الألداء. و هكذا نصل إلى المعيار. إذا قمنا بشيء ينتهي لصالح الأعداء، فعلينا التيقظ إذا كنّا غافلين، و يجب أن نعلم أننا نسير في الطريق الخطأ. إذا قمنا بعمل وجدنا أنه يغضب الأعداء فيجب أن نعلم أن طريقنا صحيح. العدو يغضب من تقدم الشعب الإيراني، و يغضب من نجاحاتكم، و يغضب من تماسك النظام الإسلامي و قوته. لاحظوا ما هي الأعمال التي تغضب العدو.. الشيء الذي يغضب العدو هو الخط الصحيح. و الشيء الذي يُفرح العدو و يثيره فيجعله شيئاً يتوكأ عليه دوماً في إعلامه و سياسته ذلك هو الخط المنحرف و الأعوج. خذوا هذه المعايير بنظر الاعتبار. هذه المعايير هي التي تُجلي الحقائق. في كثير من الأحيان حينما تقع أخطاء يمكن تصحيحها بواسطة هذه المعايير. يجب التوكل على الله تعالى و الثقة به، و حسن الظن به. لقد وعد الله تعالى: »و لينصرنّ الله من ينصره«.(5) الذين يسيرون في طريق نصرة دين الله إذا تحركوا و عملوا فسوف ينصرهم الله.. نعم.. إذا كنّا أنصاراً لدين الله و لم نفعل شيئاً بل نمنا في بيوتنا فلن تكون هناك نصرة. و لكن حينما نتحرك لنصرة دين الله و قد تكون لذلك تكاليفه، ستكون النصرة يقينية. مثلما انتصر الشعب الإيراني منذ بداية الثورة و إلى اليوم في تحديات متنوعة.. هذه هي النصرة الإلهية. في الحرب المفروضة لمدة ثمانية أعوام وقفت تقريباً جميع دول العالم المهمة آنذاك سنداً لعدونا و حاربتنا. ساعدته أمريكا و ساعده الاتحاد السوفيتي، و ساعده حلف الناتو، و ساعده الجيران عديمي الإنصاف.. أعطوه المال و الإمكانات، و وقفوا جميعهم ضد الجمهورية الإسلامية و كان قصدهم تجزئة إيران و فصل خوزستان و احتلال الأرض لإظهار الجمهورية الإسلامية و كأنها غير كفوءة، و إسقاطها. لكن الله تعالى صفعهم على وجوههم، و وجّه الشعب الإيراني بصبره و صموده و بصيرته ضربة للأعداء جعلتهم يتراجعون. هذه الإمكانية متاحة لكم على الدوام.
ربنا، نقسم عليك بمحمد و آل محمد، كما أن أمطار الرحمة هذه تهطل اليوم على هؤلاء الأهالي، أمطر علينا جميعاً رحمتك و فضلك و هدايتك. اللهم أحينا دوماً بالإسلام و القرآن. ربنا، زد يوماً بعد يوم من عزة شعب إيران و شموخه و اقتداره. ربنا أشمل كل من يعمل و يسعى و يخدم و يخلص لهذا الشعب بلطفك و رحمتك و عنايتك. اللهم احرم الذين يسيئون لهذا الشعب و يوجهون له الضربات، و يصدِّعون وحدته، من لطفك و رحمتك. ربنا، أجعلنا عباداً مخلصين لك، و جنداً حقيقيين للإسلام. أرضِ عنّا القلب المقدس للإمام المهدي. و أرضِ عنّا الروح الطاهرة للإمام الجليل و أرواح الشهداء الطيبة.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

الهوامش
1- سورة يوسف، الآية 108.
2- شعارات الجمهور: أيها القائد الحر.. نحن مستعدون مستعدون.
3- شعارات الجمهور: هطلت أمطار الرحمة ، فمرحباً بقائدنا.
4- نهج البلاغة، الخطبة رقم 50.
5- سورة الحج، الآية 40.