بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أرحب بالإخوة و الأخوات الأعزاء و مقاتلي الجبهة الثقافية للدفاع المقدس و الأعزاء الذين حملوا أرواحهم و أفكارهم و فنّهم و قلوبهم و طاقاتهم الثقافية إلى هذه الساحة إضافة إلى التضحية بأبدانهم و أجسادهم في ساحة هذا الاختبار العظيم للشعب الإيراني، و زادوا ثروة الشعب الإيراني و رصيدة أكثر فأكثر. و أرحّب خاصة بعوائل الشهداء الأعزاء لهذا الحضور العزيز المشكور و المعوقين و سواهم من المضحين. و أسأل الله تعالى أن يتقبل جهودكم القيمة و يجعل مواصلة هذا الطريق المليء بالمفاخر من نصيب أولئك الذين يتمتعون بنصيب من الفن و الأدب و الثروة الثقافية.
فالحرب من أشد الحوادث و أهمها للشعب. قد لمسنا ذلك جميعاً بأنفسنا و بلحمنا و دمنا و شعورنا و إدراكنا. هذا ليس شيئاً قرأناه في التاريخ أو طالعناه في الإحصائيات. لكن النقطة المهمة هي أن بإمكان الشعوب أن يحوّلوا هذا الحدث المليء بالأضرار إلى فرصة ثمينة و رأس مال. أنتم تعلمون أن أضرار الحرب لا تقتصر على جرّ أبناء الشعب الأعزاء إلى شفا حفرة المنیة أو إيقاع الخسائر و تبديد الثروات فحسب. إن الإرادة الوطنية و فطنة الحكام و كياستهم لو لم تدعم البلاد في حرب ما، فإن الخضوع و الذل و الهزيمة المعنوية و عبئها الثقيل على عاتق ذلك الشعب، ربما كان أشد وطأة من كافة الأضرار.
نحو مائة و خمسين عاماً - أو قرابة مائتي عام - تمر اليوم على اتفاقية (تركمانجاي) الملطخة بالعار. كل مواطن إيراني يشعر بالخجل في قرارة نفسه و يحس بالذل و الهزيمة عندما يطالع هذا التاريخ بعد مضي نحو قرنين من الزمان، و يسأل نفسه: كيف لم يتمكن حكام البلد من استثمار الإرادة الوطنية و الثروة المادية و المعنوية في البلد لدعم الهوية الوطنية لهذا البلد في مثل هذا الحدث العظيم؟! لقد توغل جيش الأعداء وسط البلد، ثم لم يلبثوا أن قبلوا بالانسحاب قليلاً بعد سلسلة من التذلل و الرجاء و التزلف و تدخلات الأعداء المتلبسين برداء الأصدقاء و بعد ما ألحقوا الكثير من الأضرار الفادحة بالمصالح الوطنية و الإهانات الفاضحة بالشعب الإيراني؛ بينما استولوا على سبع عشرة مدينة في القوقاز و حرموا إيران جزءاً عزيزاً من أراضيها...! أنتم لا تزالون حتى اليوم تشعرون بالخجل و الذل و الخضوع عندما تتذكرون هذا الحدث أو تقرأونه في كتب التاريخ و ترون ماذا حل بالشعب الإيراني في تلك الحادثة المرة. على غرار ذلك أيضاً ما حدث في الحرب العالمية الثانية، عندما أصبحت طهران محلاً لاستعراض و خيلاء ضباط البلدان المختلفة الذين كانوا يتجولون في شوارعها و ينظرون إلى المواطن الإيراني بعين الذل، و يستغلونه للقيام بأعمالهم و يوجهون له الإهانات، و يعتدون على عرضه. هذان نموذجان مختلفان. يدلان على ما لحق بالشعب من خسائر فادحة في الحروب.
كانت كل هذه الأحداث ممكنة الوقوع في الحرب التي حدثت في هذا البلد سنة 1359 [1980م]. إن هدف أولئك الذين كانوا يريدون فصل جزء من الأراضي الإيرانية لم يكن تقلیص حجم الأراضي الإيرانية فحسب؛ بل كان الهدف هو أن يجعلوا هذا الشعب يشعر بالذل لقرون طويلة، ربما لمدة قرن أو قرنين، و أن يقتلوا روح الإقدام و الثقة بالنفس لدى الشعب الذي تجرأ على الوقوف أمام إمبراطورية الاستكبار العالمية العظمى و الثورة ضدها خلافاً لكافة الأعراف الدولية، و أتى بحكومة شعبية مائة بالمائة لا تخضع لأية قوة عظمى في العالم. لقد كان هذا هو منتهى أملهم و كان بإمكانهم الحصول عليه! و لو لا ما قام به المقاتلون و العوائل و قوات التعبئة الوطنية العامة و ما قام به المقاتلون في ميادين الشرف ثم عرضوه أمام أعين الجماهير و ما قام به قادة كل هذه المفاخر، لكان بوسع الأعداء تحقيق أهدافهم. لا تترددوا و لا تشكوا في ذلك. لقد كانوا يستولون على جزء من الأراضي الإيرانية، ثم كانوا سيعيدون إلينا بعض ما استولوا عليه بعد النقاش و كانوا سيمنّون على الشعب الإيراني بلطفهم هذا - طبعاً كانوا يقومون بهذا العمل خلال أعوام متمادية تستغرق أكثر من الأعوام الثمانية التي استغرقتها الحرب - ثم كان سيشعر الشعب الإيراني بالإهانة كلما ألقى النظر إلى ذلك الجزء من أراضيه!
هذا الذي لاحظتموه من دعم الغرب بأكمله للعراق و دعم الاتحاد السوفيتي و كافة أوربا الشرقية و دعم الدول و حکومات دول الخلیج الفارسي للعراق التي كانت تابعة لإشارة أمريكا لم يكن هدفهم مجرد الاستيلاء على عدة مدن إيرانية و منحها للعراق أو إقامة حكومة مستقلة، بل كان الهدف هو القضاء على الشعب الإيراني و إزالة المنافذ التي أوجدها الشعب الإيراني في جهاز الامبراطورية الاستكبارية العظيمة. لكن الله لم یشأ ذلک لهم. فما معنى لم یشأ الله لهم؟ معناه هو أن أبناء الشعب الإيراني لو كانوا قد تجاهلوا الأمر و اغفوا و لم ينطلق المقاتلون إلى جبهات القتال، و لو لم يكن الإمام قد رفع صوته و ألبس قلبه على الدروع و لم يقف صامداً و لو لم يكن كل هذا الاستنفار و تعبئة القوى و الطاقات، فهل كان الله تعالى سيريد ذلك أيضاً؟ كلّا، فإرادة الله تعالى تصب في صالح الشعوب و إرادتها. الحقيقة الكامنة في حياة أي شعب لا تتغير بالإراداة الإلهية أبداً إلّا إذا تحلّى ذلك الشعب بالعزم على تغييرها. فهذا ما یصرّح به القرآن و هو من ضمن المعارف الدينية الأكيدة.
إن ذلك الضرر الذي كان من المقرر إلحاقه - و لو لم تكن الإرادة الوطنية و حكمة و تدبير حكام و مسؤولي البلاد و إخلاص و جدّ المعنيين بهذا الصدد فإن هذا كان سيحدث بالتأكيد - قد تبدّل إلى فرصة بفضل هذا الإيمان و هذا العزم الوطني. أجل، لقد فقدنا الكثيرين من الأعزاء في الحرب، و تحملنا الكثير من الأضرار المادية و المعنوية، لكن شعوراً تفجّر في قلب هذا الشعب يحمل من البركات و القيمة ما يفوق كل شيء آخر في حاضرنا و مستقبلنا و هو شعور الثقة بالنفس، و الإحساس بالعزة و الاستقلال و الشعور بالثقة الوطنية العظيمة، و شعور الإيمان بتحقيق المعجزات المستحیلة، الواحدة تلو الأخرى لو التفّت الشعوب حول محورية الإيمان بالله و العمل الصالح. هذا ما حدث في حياتنا.
أعزائي! ما يكمّل هذه القضية، هو رواية و نقل هذه الحادثة بشكل صحيح، و هنا يتجلّى دوركم. إن جميعكم - أغلبيتكم أو جميعكم - قد ذهب إلى ميادين القتال و حضر في الجبهات. الذين لم تسمح لهم أعمارهم بذلك في تلك الأيام، اطلعوا على قضايا الحرب نقلاً و رواية. إن هذه الحادثة العظيمة لو تمت روايتها بالشكل الصحيح، لظلت آثارها خالدة. لكن إذا لم تتم روايتها أو نقلت بصورة غير صحيحة، فلسوف تقل تأثيراتها، لا أنها ستزول بشكل كامل، لكنها ستقلّ إلى حد كبير. و لو نقلت بصورة مغرضة لا سمح الله، فإن القضية ستكون على العكس.
إن هذه الأعوام الثمانية من مرحلة الدفاع المقدس تشمل الآلآف من الأحداث. إنني أريد أن أناشد المجتمع الثقافي و الفني في البلد أن يعدوا فهرساً على الأقل لهذه الأحداث الكثيرة . عليهم أن يجلسوا و يفكروا و يدققوا في أحداث الحرب بدقة فنية و أن يعدوا فهرساً لهذه الأحداث. ثم يقوموا بعد ذلك بمقارنة هذا بالأعمال الفنية التي أنجزت عن الحرب حتى اليوم - و هي أعمال قيمة جداً بالتأكيد - حتى يروا كم أنجزنا من هذا الفهرست. أعتقد بأننا لو قمنا بهذا العمل، فإننا سنفهم بأننا لم نعرض حتى واحداً بالألف من الذي كان ينبغي علينا عرضه ه حول الحرب و ما يمكن توضيحه من أحداث هذه الحرب!
إنني غالباً ما لاحظت أو سمعت عن هذه الأعمال الفنية، لكن متابعتي لهذه الأعمال أصبحت قليلة في الأعوام الأخيرة. لاحظت في سنوات الحرب و السنوات التي تلتها أغلبية هذه الأعمال الفنية التي كتبت أو صورت تلفزيونياً أو سينمائياً حول الحرب أو حصلت على تقارير عنها. لا شك أن هناك الكثير من الأعمال القديمة من بين هذه الأعمال، لكن كل هذه الأعمال لا تزال قليلة مقابل هذا الكنز العظيم الذي أحرزه الشعب الإيراني خلال هذه الأعوام الثمانية من مرحلة الدفاع المقدس.
إن الحرب لم تكن كلها في ميادين القتال. فالكثير من قضايا الحرب تكمن في المنازل و في الطرق و في القلوب و بين المجموعات المعنية باتخاذ القرارات و داخل المحافل الدولية. لاحظوا، أننا تعرضنا للكثير من الممارسات المغرضة الواضحة من قبل تلك المحافل التي كانت تدعي الحياد في القضايا الدولية و ذلك في فترة الحرب. إنهم كانوا يطلقون الكثير من المزاعم. أولئك الذين تلاحظونهم اليوم ينادون بنزع أسلحة الدمار الشامل و الأسلحة الكيمياوية و الجرثومية و ما شاكل و يعتبرونها من الأمور البديهية الواضحة، كانوا هم الذين منحوا للحكومة العراقية و الجيش العراقي الأسلحة الكيمياوية و قاموا بصنع هذه الأسلحة له أو وفروا له إمكانية صنعها. و القطبان الكبيران آنذاك - أي أمريكا و الاتحاد السوفيتي السابق - كانا قد جاءا لمساعدة العراق بكل طاقاتهما و إمكانياتهما، فأين و في أي عمل فني تم تبين و توضیح ذلک بشكل صحيح؟
لقد قلت مراراً بأننا كنا نريد ذات يوم أن نستورد أسلاك شائكة لاستخدامها في الجبهات، لأنها لم تكن متوفرة في البلد و إيران لم تكن تنتج هذه الأسلاك. الاتحاد السوفيتي السابق لم يسمح لنا بالعبور بالأسلاك الشائكة من داخل أراضيه و قال بأنها من أدوات الحرب! أي إنهم كانوا يدّعون بأنهم لا يدعمون أيّاً من طرفي الحرب! بينما كانت الطائرات الروسية، و الصواريخ الروسية و الخبراء الروس و الضباط الروس و المتفجرات الروسية و كافة الإمكانيات الروسية، في متناول أيدي العدو في الجانب الآخر من جبهات القتال و كانت في مواجهتنا في هذه الحرب!
كما أن أوربا التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان و تتحدث في المحافل الدولية بكل لباقة و أدب و لياقة، سواء شرق أوربا، أي يوغسلافيا الحالية و بقية بلدان الكتلة الشرقية آنذاك أو غرب أوربا أي ألمانيا و بقية البلدان قامت هي الأخرىبدعم العراق قدر استطاعتها. لكنهم لم يكونوا مستعدين لبيع إيران أبسط الأشياء. عندما كانت إيران تشتري شيئاَ منهم، بطریقة ما، فإنها كانت تبذل في ذلك قصارى جهدها و تشتريه بثمن باهظ قد یبلغ أضعافاً مضاعفة! طبعاً كان هدفهم واضحاً - كما سبق أن قلت - و كان من المقرر القضاء على هذه العزة الوطنية التي حققها الشعب الإيراني بفضل حركته الثورية العظيمة و سد الثغرة التي أحدثتها الثورة الإسلامية في اقتدار الثقافة الغربية و الهيمنة الغربية و نظام السلطة العالمية. لقد كان هذا هو هدفهم. و على أي حال فقد كانت هذه هي السياسة التي توصلوا إليها. فأين ذلك في أعمالنا الفنية، أو السينمائية أو المسرحية و سوى ذلك من سائر النتاجات الفنية؟ أو ليس من الممكن تصوير هذه الأحداث؟ أم أنها ليست تجربة تستلهم منها الأجيال القادمة في إيران؟!
نحن نلاحظ اليوم بأنه عندما يدور الحديث حول الدفاع المقدس و حرب الأعوام الثمانية و هذه العظمة المطلقة التي أبدعها الشعب الإيراني - و التي تعتبر من أهم المواضيع الفنية، و بإمكان الفنان أن يستخدم قلمه أو يأخذ بزمام الأمور بشكل جيد في العمل على مثل هذه المحاور الوطنية المتألقة - فإننا نعثر على بعض النتاجات هنا و هناك لا تأخذ هذه العظمة بنظر الاعتبار، و ليس هذا و حسب، بل إنها تبحث فيها عن نقطة ضعف سواء أكانت حقيقية أو فرضية لتسلط عليها الأضواء! فما هو الهدف من هذه الممارسات؟ لماذا ينبغي تجاهل هذا الإنجاز العظيم الذي حققه الشعب الإيراني؟! و هل تعتبر هذه خدمة للشعب الإيراني الذي وقف برجولة و شجاعة في مواجهة هجوم استهدف حدوده و شخصيته و كرامته و تاريخه و هويته الوطنية، ثم نأتي الآن لنضع علامة استفهام أمامها و ذلك بلغة الفن. إنهم يقومون بهذه الأعمال. برأيي هذا ليس من قبيل الصدفة، أي إنه لا يمكن القول بأن فناناً فكّر إنه من الممكن العمل بهذا الشكل. كلّا، فالأمر باعتقادي ليس عادياً. طبعاً المسؤولون و مدراء المراكز الفنية و الثقافية في البلاد هم المسؤولون عن هذا القصور، و ينبغي عليهم أن يبرمجوا و أن يقوموا بعمل.
كل ما كان يتمتع به هذا الشعب، بذله بإخلاص و خاض غمار الساحة. القرويون و القرويات و كافة المستضعفين رجالاً و نساءً في شتى المدن، و مختلف العوائل، و الشرائح المختلفة و الشباب الكثيرون و المؤسسات العسكرية في البلد - سواء من الجيش و الحرس، و حتى قوات الشرطة و التعبئة الشعبية العظيمة - كانوا قد دخلوا جميعاً الساحة. لقد حقق الشعب الإيراني إنجازاً عظيماً خلال هذه السنوات الثماني. و لا أجد في تاريخنا القريب - أي خلال بضعة قرون ماضية مما يمكن أن تكون له علاقة بقضايانا الحالية - أن الشعب الإيراني خاض حدثاً عسكرياً عظيماً و بمثل هذه الرغبة و الطواعية و ضحي في المراحل المختلفة بروحه و نفسه بفضل إيمانه و عاطفته و قوته. حتى في العصر الصفوي الذي حدثت فيه حروب عظيمة و تم فيه تحقيق إنجازات كبيرة، لم يكن ما نلاحظه اليوم على الإطلاق و ثمة أدلة واضحة على ذلك، و تحلیله لیس مستعصياً، فسببه واضح. و على كل حال فإن هذه الظاهرة هي ظاهرة لا مثیل لها في تاريخ إيران حقيقة، أو أنها نادرة، مراعاة للاحتياط. فهل هناك ما هو أشد جاذبية للفنان من مثل هذه الظاهرة العظيمة بكل ما فيها من شموخ و جمال؟
أنظروا إلى الأعمال الفنية العظيمة في العالم، إن الكثير من هذه الأعمال تتركز على بطولات الشعوب، حتى في حالات الهزيمة. حينما هجم نابليون على روسيا، فإن إثنين من الروائيين و الفنانين الكبار قاما بتصوير هذا الحدث: هما الفرنسي فيكتور هوغو و الروسي - الذي يمثل الطرف المنهزم في بداية الأمر تولستوي. يمكن للطرف الذي انتصر أن يتحدث كما يحلو له، و أما الطرف الذي باء بالفشل فقد صور الحدث في كتابه بشكل يعتبر مصدر فخر و عزة للشعب. يعني إنه ركز على النقاط القيّمة و الإيجابية التي يمكن للفنان ملاحظتها، و استخرجها و سلط عليها الضوء و أبرزها و أضفى عليها الألوان الخلابة و جعلها تدهش العيون.
لقد حققنا نصراً مطلقاً في هذه الحرب التي استغرقت ثماني سنوات، فنحن لم نكن البائدين بالحرب حتى نقول لقد أصبنا بالفشل لأننا كنا نريد الاستيلاء على منطقة ما و لم نستطع، فالقضية لم تكن هكذا. القضية هي أن عدواً هجم علينا بهدف الاستيلاء على جزء من أراضينا، و قام العالم برمته بدعمه أيضاً، فوقفنا صامدین في مواجهته بشجاعة حتى باء بالفشل و تمرّغ أنفه في التراب. فهل هناك نصر أكبر من هذا؟! إذن، علينا أن نروي هذا النصر بكل ما له من أبعاد و خصوصيات و ما يحتوي عليه من آلاف الأحداث و الوقائع. هذه هي مسؤولية تقع على عاتق فنانينا الأعزاء و كتّابنا و فناني السينما و شعرائنا و رسامينا و أصحاب الثقافة و الفن.
لقد انتهت اليوم مسؤولية أولئك الذين دخلوا ساحات القتال و أبدعوا تلك الملحمة طوال السنوات الثماني، سواء الشهداء منهم أو المضحون أو المقاتلون. لقد أنجز أولئک مسؤولیاتهم، و بعد أن انتهی عمل أولئك بدأت مسؤولية ركب عظيم آخر. إضافة إلى ما أعدوه من تقارير خلال مرحلة الحرب، فمرحلة الحرب هذه خلقت لنا الكثير من الفنانين و الشخصيات البارزة! إن مسؤولية هذا الركب العظيم تعود مرة أخرى بعد انتهاء الحرب و هنا لا تقتصر المسؤولية على ثمانية أعوام فحسب، بل یمکنها أن تمتد إلی ثمانين عاماً أخری أیضاً.
لا أطيل الحديث، لكنني أشكر من أعماق قلبي جميع الأعزاء الذين قدموا خدماتهم الجليلة لهذا الشعب و هذا البلد في ساحة الثقافة و الفن و ذكريات الحرب الشامخة. أسأل الله تعالى أن يتقبل منكم جميعاً، و أن يوفقكم و أن يشمل بعنايته و توفيقه كافة الأخوات و الإخوة الأعزاء و أن يمنحنا القدرة على أداء هذا الدين العظيم الذي يقع على عاتقنا جميعاً أمام هذا الشعب و أمام هذا التاريخ إن شاء الله.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته