بسم الله الرحمن الرحيم
أرحّب بالسادة المحترمين و أسأل الله أن يشمل هذه المساعي الخالصة التي يبذلها السادة الكرام في هذه المجامع بقبوله و رحمته و أن يجزي الجميع و يأجرهم. لقد استفدنا من كلمات السادة، خاصة الوصايا القيمة للغاية التي بيّنها سماحة السيد مشكيني، التي كانت مغتنمة و عزيزة جداً بالنسبة لنا. نسأل الله أن يجعلنا من الصالحين لنستفید من هذه الوصايا الكافية الوافية. قبل کل شيء، أری من الضروري أن أبارك للسادة الكرام هذه الأيام المباركة من عشرة الفجر، كما أشكر شعبنا العزيز لحركتهم العظيمة التي أبدوها من أنفسهم في يوم الثاني و العشرين من شهر بهمن. لقد أثبتت هذه المظاهر غزارة الثورة و تواجد الشعب الحقيقي و الذي أزال الکثیر من العقبات علی مدی تلک الأعوام الطویلة، و أصاب الطامعين بالفشل و عدم النجاح.
فيما يخص هذه الثورة العظيمة، أعتقد بأنه يجب أن لا ننسی أبداً بأن هذه الثورة تحدثت بشيء جديد في عالم البشرية. هناك مساع قائمة لإبعاد هذا الکلام الجديد الحدیث، و هو کلام بديع و كامل في عالم اليوم، یریدون إبعاده عن الساحة، کما یرغبون فی حرف أذهان الجماهير، خاصة الشباب في كافة أنحاء العالم عن هذا الموضوع. الحديث الجديد هو أن الثورة انطلقت ضد الحكومات القائمة على الظلم و عدم التقوى. لقد لاحظنا على طول قرون متمادية في كافة أنحاء العالم - سواء في إيران أو في المناطق الأخرى - كما نلاحظ اليوم أن الشعوب تعوّدت أن تعترف بشرعية الحكومات غیر الملتزمة و الحكومات التي تقوم بمختلف أنواع الجور، و أن تقبلها و تخضع لها، سواء الحكومات الوراثية التي لا تتمتع بأسس اعتقادية و فكرية و البعیدة للغاية عن المنطق، أو الحكومات القائمة على الانقلابات و ممارسة الضغط و الخيلاء اللامشروع و هي أيضاً لیست من المنطق في شيء أو الحكومات القائمة على أصوات الشعب في الظاهر، لكنها في الحقیقة لا تقیم أي أعتبار لرأي الشعب و إرادته، هذا أوّلاً و ثانياً الذين يمتازون بمثل هذه الخصوصيات في بداية أمرهم لكنهم لا يتورعون عن ممارسة شتى صنوف الظلم و العدوان. أنظروا أنتم إلى الساحة العالمية في القرنين التاسع عشر و العشرين و لاحظوا كم كان هناك من الظلم و الاستعمار و الإبادة الجماعية و ترويج لأنواع الفساد بين الشعوب المختلفة. لقد كانت أيدي هذه القوى الكبرى خلف مثل هذه الأعمال و الممارسات، هذه القوى الكبرى التي ترتدي أحياناً في بلدانها لبوس الديمقراطية في الظاهر، لكن الديمقراطية ليست كل شيء، و ليس فيها العدل الذي يعتبر قاعدة الحكومة الصحيحة. إن الحكومة الإسلامية و الثورة الإسلامية قد أطلقت كلاماً و فكراً و هو أن الحاكم و الحكومة و السلطة السياسية يجب أن يكون قائماً على أساس التقوى، و العدالة، و الحقيقة. تم تدوين الدستور على هذا الأساس. هذه حادثة مهمة للغاية في العالم. هذا ما كان يتحدث عنه المثقفون و المبدعون الملتزمون على مدی سنوات متمادية منذ فترة السيد جمال الدين، و كانوا يريدونه و يتمنونه، و هذا الکلام و هذه الكتابة و تردید الشعارات، كانت توقظ القوى الكبرى في العالم من سباتهم و كانت تغضبهم و تجبرهم على ردود الفعل. لاحظوا ما فعلوا مع المستنيرين الإسلاميين في كافة المناطق الإسلامية الرئيسية - سواء في مصر أو الهند أو إيران أو في العراق أو المناطق الأخرى - على مدی مائة عام أو مائة و خمسين عاماً أو مائتي عام.
كان الاستكبار و الاستعمار يحكمان بصورة مباشرة و غير مباشرة أيضاً. ألقى الإنجليز القبض على شخص كالمرحوم آية الله الكاشاني و نفوه من إيران، أي لم يكن مهماً لهم أن يمارسوا سلطتهم على بلد آخر و يلقوا القبض على شخص و ينفونه إلى مكان آخر و يقوموا بسجنه. كما كانوا يهيمنون على الكثير من المناطق الأخرى عن طريق أذنابهم و عملائهم أي القوى الداخلية التي كانت تضمن مصالحها. هؤلاء كانوا يخافون من الشعارات الإسلامية إلى هذه الدرجة. لقد تبدّلت هذه الشعارات إلى حقيقة في الوقت الراهن، أي تحولت إلى ثورة أدت إلى تشكيل حكومة إسلامية.
و کالكثير من الثورات الأخری طبعاً، كانوا يتوقعون بالرغم من أن هذه الثورة انطلقت بحول الدين و قوته، بأن یتخلی دعاة الدین و حملته عن الثورة، كما حدث في الكثير من مناطق العالم. إن العديد من هذه النهضات التحريرية و حركات الکفاح ضد الاستعمار، انطلقت على أيدي العلماء و حملة الدين، لكن بمجرد أن تقدم حملة الدين، انحرف دعاتها عن المسير قبيل الانتصار أو بعده.
فما هي أسباب هذا الإنحراف؟ هناك أسباب مختلفة. كان السبب هو السذاجة و بساطة التفكير أحياناً، و كان أحياناً الخروج من الساحة أمام الضغوط، و كان أحياناً الخروج من الساحة و تركها بسبب دعايات الأعداء - حيث كانوا يستهزئون بهؤلاء و يهاجمونهم - و الانشغال بالقضايا المختلفة، حيث لاحظنا نماذج ذلك في الجزائر و البعض من بلدان شمال أفريقيا التي أقامت هناك حكومة دينية - كتونس - لكن تلك الحكومات الدينية انهارت بعد فترة من الزمن بسبب الأخطاء التي كانت ترتكب، و وصل البعض من الذين كانوا عملاء الاستعمار إلى سدة الحكم في تلك البلدان. هذا ما حدث في الهند أيضاً، أي إن القادة الدينيين تركوا العمل في منتصف الطريق. كما حدث هذا في مصر تقريباً و في العراق. كان هؤلاء الأشخاص الذين دخلوا الساحة بفضل الثورة و هم من المتأثرین بالفكر الغربي، قد أوصوا الإمام بقولهم سيدي، عليكم أن تذهبوا إلى مدينة قم و تنشغلوا بأعمالكم، و نحن ندير البلد من هنا! هؤلاء كانوا يتمنون هذا الأمر، لكن ذلك لم يحدث. لاحظوا أن هناك عزماً راسخاً و جبلاً شامخاً خلف هذه الحركة، كما أن الجماهير لا يتركون الأمر، و الشعب في الساحة عن وعي و معرفة. طبعاً انطلقت أنواع المؤامرات التي استمرت إلى يومنا هذا؟ لذا شاع هذا الكلام و الفكر الجديد في العالم، بالرغم من الهجمات الدعائیة ضده من کل حدب و صوب.
هذه الدعايات الأجنبية و هذا الغزو الثقافي ليس شيئاً جديداً، ما كان جديداً - و ما نؤکد علیه خلال هذه السنوات - هو الأساليب الجديدة التي بدأت داخل البلد و لا تزال مستمرة. الغزو الثقافي ضد الثورة في العالم، كان أسرع و أشمل من الغزو السياسي و الاقتصادي. لقد قاموا بشتى الأعمال، فکم من أفلام قاموا بإخراجها ضد الإسلام و الثورة و الأسس الإسلامية و الشيعية، حيث كانوا يتصورون أن هذه الأصول لعبت دوراً في ظهور هذه الثورة - و اليوم وصل الأمر إلى الحاسوب و الإنترنت - و فعلوا ما كان بوسعهم لیحولوا دون تحقق هذا الکلام الجديد، و هو أن السلطة السياسية يجب أن تكون في أيدي الأشخاص المتقين و العادلين، و يجب أن تكون التقوى و العدالة شرطاً لهذه السلطة السياسية. هذا الحديث الجديد هو ما يهز صاحب سلطة في العالم و يدهش أي جهاز في كافة أنحاء العالم ينتفع من السلطة مادياً. لذا نراهم يحاربون هذا الفكر.
من الذي يتفق مع هذا الفكر؟ إنهم المظلومون و المحرومون و شرائح الشعب المختلفة، الذين يقضون أعمارهم في ظروف صعبة مختلفة بسبب الظلم و عدم التقوى. إن الجماهير الحاشدة هم بشكل طبيعي سند الثورة الإسلامية و الحكومة الإسلامية، و دعامتها في البلدان الإسلامية بالدرجة الأولى و من ثم في كافة أنحاء العالم، و في أي بقعة تتضح فيها هذه الحقيقة. في مقدمة أعداء هذه الثورة و هذه الحكومة، القوى الكبرى السياسية الذين لا يستطيعون أن يمارسوا أعمالهم و يتقدموا فيها على أساس التقوى و العدالة. هذا هو الخطاب الجديد الذي جاءت به الثورة. هذا هو الخطاب و الكلام الجديد في العالم، و علينا أن لا نترك هذا الخطاب الجديد.
عندنا اليوم تجارب كثيرة. لقد مضى اثنان و عشرون عاماً على انتصار الثورة، لكن يجب أن لا ينظر دوماً من هذا المنظار فنقول إن الحوافز و الإيمان قد ضعف عندنا و عند الجماهير بسبب تقادم السنين بعدنا عن تاريخ انتصار الثورة. طبعاً يجب ملاحظة هذا الأمر كجزء من العناصر المؤثرة على جميع القضايا، لكن هناك قضايا مهمة أخرى إلى جانب هذا، و يجب أخذها بنظر الاعتبار أيضاً. فاليوم عندنا تجارب كثيرة و مدراء ممتازون و شباب صالحون و ذوو أفكار صالحة و طلبة العلوم الدينية و الفضلاء الشباب المستعدون للعمل داخل الساحة، و جيل الشباب العظيم المتعطش للإسلام.
فيما يتعلق بالشباب، يجب الحكم بصورة صحيحة. يجب أن لا يُنظر إلى بضعة شباب يتظاهرون بمعارضتهم للدين، ربما كان التظاهر بمعارضة الدين لا يعني عدم الإيمان و عدم الدين، على أي حال هناك فلتة(1) يمكن أن تحدث، و إنه لمم (2) في الكثير من الحالات. حينما تكون هناك ساحة دينية، لو لاحظتم هؤلاء الشباب أنفسهم، فسترون أنهم يلبسون الدروع على قلوبهم و يتجهون نحو الإصالة الدينية. هذه هي الحقائق. هذا ليس زعماً. علينا أن لا نحسب تلك النقطة السلبية إلى جانب النقطة الإيجابية. هذا لا يعني أن نتجاهل هذه النقطة السلبية، لا، لكن هناك الكثير من النقاط الإيجابية. هناك الكثير من الشباب الذين يجاهدون في سبيل الدين دون أن نعلم أنا و أنتم و دون أن نكون قد طلبنا ذلك منهم، و دون أن ندعمهم مالياً أو نقول لهم أحسنت هنا و هناك - في المساجد و مراكز المقاومة، و في جامعات البلد، في جامعات طهران و القطاعات العمالية المختلفة و غيرها - إنهم يبذلون جهودهم الدينية و يستلهمون من تلك المعنوية المتوفّرة.
أيها الأعزاء! أيها السادة المحترمون! على أي حال عندنا نقاط ضعف و نقاط قوة في الثورة و في نظام الجمهورية الإسلامية. علينا تعزيز نقاط القوة هذه و تقليل نقاط الضعف. يمكن أن نضع أمامنا فهرساً من نقاط القوة و نضع نقاط الضعف إلى جانبه. و غالباً ما تمّ العمل و التفكير بهذه القضايا، أي إنها ليست أموراً غير قابلة للمعرفة. إن المسيرة العامة و حركة المجتمعات، مسيرة معقدة للغاية، أي مجرد معرفة هذه المشكلات، لا تؤدي إلى معالجتها، كلّا، فجميعنا بشر، و الإنسان في جهاد مستمر و هو بحاجة إلی هذا الجهاد. يجب مكافحة هوی النفس و الشيطان الخارجي الذي يغوي دائماً إلی طريق الضلال، أي هناك حاجة مستمرة إلى المكافحة و المجاهدة الواعية. علينا أن نبذل مساعینا للحد من ارتكاب الأخطاء. فهناك الكثير من الأرضيات للتقدم.
إحدى النقاط الإيجابية التي يجب التركيز علیها دوماً، هي نشر الإسلام في كافة ساحات الحياة. هذه قضية مهمة للغاية. هذا ما يوجد في دستورنا و يعتبر اليوم القاعدة الرئيسية لحكومتنا - حيث أن جميع الأشياء نابعة من الإسلام - فهذا ما يجب تعزيزه. طبعاً تعزيز نقطة القوة هذه يمكن أن يحصل إلى حد كبير بالإعلام و الكلام و الإصرار و بذل المساعي لكي لا يستطيعوا أن يقضوا عليها أو يمسوا بها، لكن الجهاد ليس هذا و حسب، إذ ينبغي استخراج الآراء، و الفتاوى الإسلامية من الآثار الإسلامية. عندنا مجتهدون عظام، و عقول مفکرة و أرضيات جيدة للاجتهاد، لذا ينبغي تنشيط الاجتهاد في جميع المجالات أكثر من ذي قبل.
في الكثير من هذه الساحات اليوم نحتاج إلى النزول إلى في ساحة الاجتهاد و استخراج أحكامها الإسلامية. يجب أن يقوم بهذه الأعمال، العلماء العظام، علماء الحوزات العلمية، أعضاء مجلس خبراء القيادة و الأمانة العامة لمجلس الخبراء في المجالات المتعلقة به، بشكل دقيق و علمي و فني جداً لكي لا يمسك غیر الصالحین بزمام الأمور. لو استخرجتم ذلك الفكر الإسلامي الخالص من المصادر الصحيحة و جعلتموه أمام آراء الجماهير و أفكارهم، و أمام الطلاب و خاصة الشباب، فإن الشخص الفلاني الذي لا يتمتع بالخبرة و الوعي و لا يدّعي شيئاً في قرارة نفسه، لن يأتي لیتحدث ببعض الكلمات ليصفق له المغرضون فيقول في نفسه: أجل، نحن أيضاً لنا كلمتنا و آراؤنا و قضايانا التي نطرحها و تثير اهتماماً هنا و هناك.
عندنا الكثير من نقاط القوة. و من نقاط قوتنا الأخری هي الإيمان المصحوب بعواطف الجماهير. فإيمان الجماهير، إيمان عميق. طبعاً هذه النقطة لا تختص بشعبنا، فلو نظرتم إلى البلدان المسلمة في الاتحاد السوفيتي السابق، للاحظتم أنه بعد أن أطلقت الكثير من المشاريع في هذه البلدان ضد الأديان على مدى ثمانين عاماً، حينما خرجت هذه البلدان عن سيطرة الاتحاد السوفيتي الشيوعي السابق، اتجهت إلى الإسلام بشكل طبيعي. طبعاً هل سيكون بوسع مبلغي الإسلام العمل، أو لا يكون بوسعهم العمل، أو كيف يمكن أن يعلموا أو بأي عمق عملوا، هذه قضية أخری. لذلك، إيمان الجماهير، ليس إيماناً يمكن القضاء عليه بهذه الأمور.
لقد قاموا في بلدنا على مدى أعوام متمادية بمكافحة الإيمان الديني بأسلوبين. الأسلوب الأول، هو أسلوب رضاخان، أي بالخيلاء و ممارسة الضغط و قوة السيف، و الأسلوب الآخر، هو الأسلوب الثقافي الحديث في عهد محمدرضا شاه. لقد استخدموا مختلف أنواع المناهج حتی يصرفوا الجماهير عن الدين، لكن لاحظوا أنتم، أن تلك الحركة العظيمة الإسلامية انطلقت بعد مضي خمسين عاماً من حكومتهم الظالمة. هذا ما یفعله إيمان الجماهير. علينا أن نحسب حساباتنا على إيمان الجماهير بهذه الصورة. هذه هي إحدى نقاط قوتنا. كلما اتصف هذا الإيمان بالوعي و ازدادت قاعدته رسوخاً بملاحظة سلوكنا و أقوالنا و أعمالنا، فسيكون أفضل سند لهذه الثورة.
قلّما يوجد بلد استطاع أن يدخل الإيمان إلى الساحة بهذه الصورة. ربما من ميزات بلدنا أن الإيمان هنا مصحوب بالمشاعر و الحب و النشاط، المشاعر تجاه أهل البيت و أولياء الدين. نتيجة الإيمان المصحوب بالعواطف هي أن الجماهير حافظوا على أسس هذه الثورة و هذا النظام بشكل قوي في حین لم تستطع الأجهزة الخارجية أن تقوم بعمل كبير رغم كل ما كانوا يتمتعون به من ثروات. لذا اتجهوا نحو هذه الأعمال الصغيرة، التي تلاحظون بعض مظاهرها.
هدفي طبعاً ليس الحد من قلق البعض حيال قضايا البلاد الثقافية، كلّا، فإنني أكثر منكم قلقاً، كما كنت قلقاً تجاه القضايا الثقافية منذ حياة الإمام المباركة. لا بد أن نکون قلقین طبعاً، لكن الكفاح هو سبيل حل القلق، فهناک حاجة إلى الكفاح الجيد، و الخوض في الساحة و التفكير - هذه الساحة، ساحة أهمية التفكير فيها أكثر من جميع الساحات الأخرى - و المطالعة، و القيام بالعمل ببراعة، و النزول إلى الساحة في الوقت المناسب، و التعرف الصحيح على العدو و دراسة أساليبه.
إن العدو يستفيد اليوم من كافة الأساليب. بالأمس كنت أقول في اجتماع الشباب بأن هناك الآلاف من المواقع الرئيسية و الفرعية في الانترنت هدفها الرئيسي هو مكافحة الأفکار الإسلامية، لا سیما الأفکار الشيعية. فالغزو ليس غزواً يقوم على الاستدلال، بل يستخدمون الأساليب المدمّرة و المناهج النفسية و غيرها. لجميع هذه الأمور و الأساليب ردودها و ردودها ليست صعبة. ينبغي الاستفادة من هذه الوسائل. علينا أن نستفيد مما نتمتع به إلى أقصى حد ممكن. إننا لا نستفيد من إذاعتنا و تلفزتنا و صحافتنا و الكثير من المنابر العظيمة العامة كما ينبغي. هذه هي نقاط ضعفنا، علينا أن نبین نقاط الضعف. يجب تقليل نقاط الضعف يوماً بعد يوم و تعزيز نقاط القوة، و هذا ممکن.
قضايا بلدنا على نوعين: القضايا العامة الجارية و القضايا الفصلية. یستفید العدو، من الوسائل العامة و المستمرة و من الوسائل الفصلية لتوجيه ضرباته للبلد و النظام الإسلامي. فالعدو يلاحظ في أي فصل ما يجب أن يقوم به. على سبيل المثال، ماذا يجب القيام به في أعتاب الانتخابات. طبعاً حينما نقول العدو، فهذا لا یعني أجهزة الاستخبارات الأمريكية فحسب، فأحياناً تکون رؤوس الخيوط في أيديهم، لكن اللاعبين أشخاص لا يفهمون أحياناً أنهم وقعوا في ساحة اللعب و لا يعلمون بإشارة من يتحركون.
برأيي ما هو مهم جداً بالنسبه لهم اليوم - قبل الانتخابات الآتية بعد عدة شهور - هو قضية خلق التوتر السياسي، أي إيجاد التوتر السياسي بين الناس، و إيجاد القلق، جعل الناس مشغولين بالقضايا الصغيرة، و بث النزاع بين التيارات، و تكبير القضايا الصغيرة. هذا من ضمن البرامج... يريدون أن يقوموا بعمل يجعل أجواء البلد أجواء ملتهبة. إن المكافحة ضد هذا البرنامج هو السعي للحفاظ على أمن الأجواء العامة و السياسية للبلد. على الجميع أن يتحركوا في هذا المسير. يجب عدم الاهتمام لأية حركة تريد خلق التوتر. و على الصحافة خاصة أن تأخذ هذه النقطة بنظر الاعتبار. على الأجهزة المتنوعة و السلطات الثلاث أن تحافظ على الشخصية و السمعة و الحدود القانونية و أن لا يضعف بعضها بعضاً. و للأسف تلاحظ أحياناً أمور من هذا القبيل هنا و هناك. طبعاً هذه حالة نابعة عن الغفلة على أغلب الظن، لكن يجب أن يؤخذ بنظر الاعتبار أن الأعداء تستغلون هذه الغفلة في الكثير من الحالات.
نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لكي نتمكن من القيام بما هو واجبنا و ما يقع علی عاتقنا من مسؤولية جسيمة، و ذلك بالشكل اللائق و في الوقت المناسب، و أن يبیض وجوهنا أمام السؤال الإلهي و عند أولياء الله العظام و أن يشملكم و يشملنا و يشمل كافة المسؤولين و الشعب الإيراني العزيز بأدعية الإمام المهدي المنتظر(أرواحنا له الفداء) الطاهرة إن شاء الله.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الهوامش:
1) الخطأ الناتج عن عدم التفكير
2) الذنب الصغير.