بسم الله الرحمن الرحيم

و الحمد لله رب العالين و الصلاة و السلام على سيدنا و نبينا أبي القاسم المصطفى محمد و على آله الأطيبين و صحبه المنتجبين سيما بقية الله في الأرضين.
أنا مرتاح و راض جداً لأنني وفّقت للحضور اليوم في هذا الحشد الحاشد العظيم المتحمس. مع أني لم أزر من قبل مدينتكم الجميلة، لكنني قرأت و سمعت و علمت الكثير عن سقز و أهاليها الشجعان الأبطال و روحهم العالية المتحمسة. اجتاز أهالي سقز خلال تجربة الثلاثين عاماً الطويلة من عمر الثورة الإسلامية امتحانات عصيبة و في ظروف حساسة و بنجاح جيد و درجات جيدة.
ربما لم يكن الكثير من أبناء بلادنا و العديد من شبابنا اليوم يعلمون أن شباب سقز رابطوا في الصفوف الأولى للدفاع و القتال خلال فترة الحرب المفروضة و في أكثر المناطق حساسية و في أصعب المراحل و الأوقات. في جزيرة مجنون كان الشباب الأبطال من سقز و مريوان و باقي أنحاء كردستان يقاتلون و يقاومون مقاومة مستميتة إلى جانب سائر المقاتلين في الصفوف الأولى، و كل من له علم بعمليات خيبر و عمليات بدر في الأعوام الأولی للحرب المفروضة يعلم مدى أهمية هذا الجهاد.
أرى من الضروري عليَّ اليوم و أنا وسط حشودكم أيها الإخوة و الأخوات الأعزاء من مدينة سقز أن أتقدم بالشكر من الصميم لأهالي هذه المدينة على مواقفهم الواضحة المجيدة. و انتهز الفرصة هنا لأهدي التحية و السلام لأهالي مدينة بانه الأعزاء الذين لم أوفّق شخصياً لزيارتهم و سائر مدن هذه المحافظة و اللقاء بأهاليها عن قرب، و أسأل لهم جميعاً التوفيق من الله تعالى.
المسألة المهمة و الحساسة التي عجز أعداء الإسلام و النظام الإسلامي أمامها و لم يستطيعوا العثور على جواب لها و إيجاد علاج لها هي أن كافة المفكرين و العلماء و جميع الشخصيات الدينية و الجامعية البارزة في العالم الإسلامي، و بين الجموع الهائلة للبلدان الإسلامية، يعتبرون نظام الجمهورية الإسلامية تلبية لدعوة الإسلام و يرون راية الإسلام المرفوعة المرفرفة فخراً للعالم الإسلامي.
في مستهل انتصار الثورة كان مخططو سياسات الاستكبار يأملون أن يستطيعوا في ضوء الاختلافات المذهبية و الطائفية في العالم الإسلامي أن يخلقوا فجوة بين نظام الجمهورية الإسلامية و الشعوب و البلدان المسلمة الأخرى. مع أن هذه المؤامرة نجحت إلى حدٍّ ما بالنسبة لبعض الحكومات التابعة للاستكبار لكنها لم تنجح على الإطلاق مع الشعوب. مفكرو العالم الإسلامي يشعرون بالفخر لأن نظاماً سياسياً تأسس على أساس أحكام القرآن و الشريعة الإسلامية بكامل الاستقلال و العزة في هذه البقعة من منطقة الشرق الأوسط الحساسة، و هذا ما قاله لنا بصراحة المفكرون و العلماء الكبار و الجامعيون المتدينون المبرزون من البلدان العربية من شمال أفريقيا و من شبه القارة الهندية و من بلدان آسيا النائية - البلدان الإسلامية - طوال الأعوام الماضية، حيث أكدوا أنهم يفخرون بوجود الجمهورية الإسلامية. هذا في حين توجد تباينات طائفية و مذهبية. عقد العدو أمله على أن يخلق هذا التفاوت الطائفي فواصل و شروخاً، بيد أن المفكرين المتدينين و الكتل المتدينة فرضت اليأس على العدو بفكرها الراسخ و عزيمتها الراسخة.
و عين هذا الشيء وقع في داخل بلادنا أيها الإخوة و الأخوات الأعزة. و في منطقة كردستان هذه. اليوم هو اليوم الثامن الذي أقضية بين الأهالي الأعزاء في مدن كردستان و ألتقي بمختلف طبقاتهم، حيث ألتقيت مجاميع جماهيرية كبيرة، و ألتقيت النخب و المثقفين في المحافظة، و اجتمعت مع رؤساء العشائر و المتنفذين في العشائر الكردية المختلفة من شتى أرجاء كردستان و المنطقة الكردية، و ألتقيت بالشباب الجامعيين و حشودهم الهائلة في الجامعة. في جميع هذه اللقاءات أصررت على أن أسمع ما يعتمل في القلوب من تلك الجموع الجماهيرية الصميمية - بدون وسائط أو حجب - و عن ألسنة النخبة و المبرزين منهم. ما سمعته طوال هذه الساعات بشكل متتابع و في شتى مناطق المحافظة هو نداء العزة الإسلامية و الوفاء للإسلام و النظام الإسلامي، و النامِّ عن روح قيمة جداً يتمتع بها الأهالي في هذه المحافظة. إنها الحالة التي أراد العدو الضدّ منها تماماً. الذي تحقق و ثبت من قبل أهالي هذه المحافظة هو عكس إرادة الأعداء. هذا ليس بالشيء الجديد عليَّ. أنا على معرفة قريبة منذ سنوات بالشباب الكرد، و المقاتلين الكرد، و الأهالي الكرد. كنت قد تعرفت عن كثب على صميمية الأهالي الكرد و مودتهم و وفائهم و شجاعتهم و بسالتهم، و هي ليست بالشيء الجديد عليّ. لكن المهم بالنسبة لي أن تعرض - و على الرغم من إرادة أعداء الشعب الإيراني و إعلامهم - في شاشات التلفزة هذه المشاعر الطاهرة المتوثبة و هذا الوفاء العميق، و هذه البصيرة و الوعي، و هذه الوحدة و التلاحم، أن يعرض على كل الشعب الإيراني، و أيضاً على أصدقائنا و أعدائنا في الخارج. و هذا ما حصل.
نشكر الله لأن الأهالي الكرد و محافظة كردستان أثبتت بعملها و تحركها و مشاركتها المشرفة لأعداء الشعب الإيراني أن حيلهم و مكرهم لتمزيق شعب إيران و الأقوام الإيرانية أحبطت على يد الأهالي أنفسهم. هذه نقطة أساسية جداً. أرى لزاماً عليَّ في هذه الساعات الأخيرة التي أتواجد بها في هذه المحافظة أن أتقدم بالشكر من صميم الروح لكل الفئات الشعبية و الجماهيرية و أقول لهم: لقد مارستم دوركم بشكل جيد. هذا استعراض لعظمة الشعب الإيراني. و أقول لعموم الشعب الإيراني من كافة القوميات: حذار أن يخطئوا و حذار أن يسجلوا سلوك جماعات قليلة العدد - تخطّ بأظافرها على وجه الثورة و الجمهورية الإسلامية - في حساب هذه الجماهير العزيزة و هذه الجموع الحاشدة و هذه القلوب الوفية. عدد قليل من الأشخاص الأشرار أو المخدوعين في أي منطقة يظهرون - في كردستان أو غير كردستان - هؤلاء حسابهم منفصل تماماً عن حساب عموم الشعب العزيز في هذه المحافظة. كما أن حساب أعداء الثورة في أي محافظة أخرى من محافظات البلاد، في خراسان، أو إصفهان، أو فارس، أو أية منطقة أخرى يتواجدون فيها لا يوضع في حساب أهالي تلك المحافظة. أراد العدو تقلين هذا المعنى و الإيحاء به و إثباته للشعب الإيراني. أرادوا إظهار عدم توفر الأمن في هذه المحافظة. و الشعب الإيراني يرى أمام عينيه ببركة هممكم أيها الأهالي و وعيكم و تضحية الشباب الشجعان أن هذه المحافظة تتمتع اليوم بالأمن التام.
عليَّ هنا أن أحيّي ذكرى الشباب الشجعان من البيشمركة المسلمين الكرد.. هؤلاء الرجال البسلاء من شيب و شبان الذين ثاروا هنا من الأيام و السنوات الأولى لانتصار الثورة الإسلامية و وقفوا بوجه العدو، حيث قلّما شهدنا نظيراً لتضحياتهم في منطقة أخرى. و لأذكر الدليل على ذلك، إذ إنا لا نريد أن نطلق كلاماً اعتباطياً. حقيقة القضية هي أن الأخ التعبوي أو من الحرس من أي منطقة أو محافظة كان ينظر إليه الناس بعظمة خاصة، و يشعرون في ظله و ظل جهوده بالأمن. و الشاب البيشمركة المسلم الكردي في هذه المنطقة و خصوصاً في المناطق القريبة من الحدود كان يحافظ على أمن المدن و الشوارع و الأزقة و المناطق الخارجية و الأعداء ينتقمون منه، و المجاميع المسلحة المرتزقة للعدو كانت في بعض الأحيان، و إنتقاماً من بطولات هؤلاء الشباب، تذبح عوائلهم دون رحمة، لكن أولئك الرجال الأبطال صمدوا لهذه المشكلات و صبروا، لذلك اعتقد من صميم الفؤاد أن هؤلاء الشباب الشجعان من البيشمركة المسلمين الكرد يقفون في الصف الأول و المتقدم لأبطال هذا البلد.
تحدثت حول الأمن، و تحدثت حول وعيكم أيتها الجماهير. هذه حقائق. أي إن أهالي محافظة كردستان و شبابهم الأبطال وفروا هم أنفسهم أرضية الأمن في هذه المحافظة، و هبَّ الشباب المضحون من المناطق الأخرى لمساعدتهم و استطاعوا إحباط مخططات العدو. هذه حقيقة. لكنني أريد القول في الوقت نفسه إن على الأهالي الكرد الأعزاء الحفاظ على هذا الوعي.. ينبغي عدم الغفلة إطلاقاً. يقول الإمام علي (ع) في نهج البلاغة: »من نامَ لم يُنم عنه«. أي إنكم إذا غفلتم فإن عدوكم ليس غافلاً بالضرورة. يجب الحذر من العدو و مراقبته. و هذا الأمر لا يختص بهذه المنطقة، بل هي توصيتنا لكل الشعب في كل البلاد و لكافة الشرائح الناشطة و الواعية و المتيقظة في البلاد: يجب أن تحافظوا على الوعي. مع أن العدو لم يكن كما كان في الأيام الأولى للثورة يأمل في استئصال جذور هذه الثورة، كلا، كانوا يومها يأملون أن يستطيعوا القضاء على الثورة و الجمهورية الإسلامية، و هم اليوم يائسون؛ ليس لديهم مثل هذا الأمل اليوم، فهم يرون أن هذه الشجرة الهائلة قد رسخت جذورها، و لكن ينبغي عدم الغفلة عن كيدهم.
أقولها بشكل قاطع: للأسف يعمل الأمريكان خلف حدودنا الغربية في التآمر و إعداد الإرهابيين. هناك أموال و أسلحة و تنظيم و أعمال يمارسها الأمريكان بشكل مباشر خلف الحدود الغربية للبلاد للإيذاء و التطاول و معاكسة النظام الجمهوري الإسلامي. يجب أن نكون متيقظين.
لدينا معلومات - و هذه ليس تحليلات بل معلومات - بأن للأمريكان مخططات خطيرة لكردستان، و ليس هدفهم الدفاع عن القومية الكردية، إنما هدفهم السيطرة و التسلط على القومية الكردية. إننا نعلم ذلك وفق معطيات و معلومات، و ليست القضية قضية تحليل، بل قضية إطلاع و معلومات. أصدقاؤنا الكرد في الجهة الأخرى لحدودنا الغربية أطلعونا و يطلعوننا بأن الضباط الأمريكان يأخذون أموالاً إلى أعالي مرتفعات »قنديل«، و يأخذون المعلومات منهم مقابل دماء الشباب الكرد، يعطون الأموال لصناعة المرتزقة. هذا ليس من شأن الشاب الكردي. يمدون أيديهم إلى أي مكان يتمكنون منه لينشبوا أظفارهم المخزية الدامية في جسد الكرد. شعبنا و الكرد الإيرانيون واعون و الحمد لله، و أقولها لكم: الكرد و القومية الكردية حتى في غير إيران غالباً ما يعتبرون أنفسهم إيرانيين و يفخرون بإيرانيتهم. إذا كان بعض الكرد في خارج إيران قد انخرطوا في خدمة الأهداف الأمريكية فليعلموا أنهم قد يحصلوا على شيء على المدى القريب، إلا أن لعنة الكرد ستبقى تلاحقهم على المدى البعيد و لن تتركهم. يجب الحفاظ على حالات التيقظ هذه. ليس التيقظ في هذا المجال و حسب. بخصوص اختلافاتنا الداخلية أيضاً على الجميع التحلي باليقظة و الحذر. لقد قلت في سنندج أيضاً في اليوم الأول - يوم الثلاثاء الماضي - و أكرر الآن هنا: على المذاهب الإسلامية أن تضع يداً بيد و تسير نحو الأهداف و المبادئ الإسلامية العليا بتعاونٍ و أخوة. عقد العدو أمله على وضع أتباع المذاهب في وجه بعضهم. يجب أن لا يستسلم أحد لهذا المخطط الخياني الخبيث للأعداء. إنهم يريدون أن يقف الشيعي بوجه السني، و السني في وجه الشيعي، و يوغروا في القلوب و يؤلبوها على بعضها. هذا ما يريدونه. لذلك أعلنت و أوكد ثانية: الخط الأحمر من وجهة نظر النظام الإسلامي و من وجهة نظرنا عبارة عن إهانة مقدسات البعض. الذين يهينون مقدسات بعضهم عن جهل أو غفلة و أحياناً بسبب العصبيات العمياء الخاوية، سواء كانوا من السنة أو الشيعة، لا يفهمون ماذا يفعلون. هذه أفضل وسيلة للأعداء، و أفضل أداة في يد الأعداء. هذا هو الخط الأحمر.
لكل من السنة و الشيعة مراسيمهم المذهبية و آدابهم و تقاليدهم و عاداتهم و هم يقومون بواجباتهم الدينية و ينبغي أن يقوموا بها، على أن الخط الأحمر هو أن لا يقولوا شيئاً يعدّ إهانة لمقدسات بعضهم، سواء ما قد يصدر عن بعض الشيعة عن غفلة أو ما يصدر عن غفلة عن بعض السنة كالسلفيين و أمثالهم ممن يلغون غيرهم. هذا ما يريده العدو. هنا أيضاً يجب التيقظ و الوعي.
إنني في غضون هذه الأيام - و طبعاً توفرت لدي قبل هذا الكثير من التقارير و المعلومات حول قضايا هذه المحافظة - سمعت في لقاءاتي و إصغائي و مشاهداتي الكثير من الأمور عن ألسن أناس مخلصين و محبين حول قضايا كردستان أو قرأنا ذلك في التقارير المكتوبة كما شاهدنا بعض الأشياء بأعيننا. الاحتياجات هنا كثيرة. قلتها في اليوم الأول، و أصل اليوم إلى نفس النتيجةف بأن أهم حاجة في هذه المحافظة هي العمالة و توفير فرص العمل التي يجب تأمينها بالاستثمارات الصناعية و الزراعية في هذه المحافظة. ما نقوله للجماهير في المحافظات الأخرى إن هذه المنطقة و هذه الأرض الغنية الثرة بهؤلاء الناس المتدينين و الجادين، و بكل هؤلاء الشباب الطيبين أرضية جيدة جداً للاستثمار. إذا كانوا يتصورون في يوم من الأيام أن هذه المنطقة يعوزها الأمن، فقد انقضى ذلك الزمن. الأمن و الحمد لله متوفر و راسخ اليوم في هذه المنطقة. ثمة أمن جيد هاهنا، و بمستطاعهم القدوم و الاستثمار هنا. و الحكومة تقدم التسهيلات و تشجع.
بخصوص القضايا و المشكلات و النواقص هنا، كانت هناك قرارات هيئة الحكومة خلال زيارتيها للمحافظة مضافاً إلى ما قام به المسؤولون - من حكوميين و غير حكوميين - في هذه الزيارة من دراسات و بحوث، و إذا تم تنفيذ هذه القرارات إن شاء الله و تحققت جميعها سوف ترتفع الغالبية من مشكلات هذه المحافظة. توصيتنا للمسؤولين أن يتابعوا بجد تحقيق هذه المطاليب و القرارات. الحمد لله تتمتع المحافظة بإدارة حكومية جيدة. إدارة المحافظة إدارة كفوءة و جيدة. يتعين متابعة هذه القرارات من هنا، مضافاً إلى إني أعلن من هنا للمسؤولين في العاصمة أن يسعوا بجد لتحقيق و تفعيل القرارات المتخذة.
الأمور التي تطرح كمطاليب معظمها معقول و مقبول و منطقي. ما سمعناه كمطاليب تتعلق بهذه المحافظة عن لسان النخبة و الطلبة الجامعيين، و في الرسائل الكثيرة التي قدمها الناس لنا في هذه الزيارة، ما يفهم من كل ذلك و ما يطرح كمطاليب جماهيرية هي في الغالب منطقية و صحيحة، و كما ذكرنا إذا تم بتوفيق من الله تطبيق قرارات زيارتي الحكومة إلى هنا مضافاً إلى قرارات هذه الزيارة فسوف يصار إلى تلبية أكثرية هذه المطالبات. طبعاً يلاحظ المرء أحياناً أنهم يرفعون سقف المطالبات و التوقعات إلى حدود غير معقولة، هذا غير صحيح. التوقعات و المطالبات المعقولة هي ما يلاحظ في تصريحات مسؤولي المحافظة و أئمة الجمعة المحترمين و رسائل الناس و كلمات النخبة.. هذه مطاليب صائبة. و لكن أحياناً يلاحظ المرء لائحة من المطاليب غير المعقولة و غير العملية، هذه لا أثر لها سوى أن الأجهزة المسؤولة غير قادرة على تحقيقها و تؤدي إلى حرف ذهنية الجماهير. التوقعات المعقولة و المنطقية هي ما يسمعه الإنسان عن ألسنة الناس و في رسائلهم، و يكررها النخبة منهم. أحمد الله على أن ما قيل في هذه الزيارة خطاباً للمسؤولين و خطاباً لكل واحد من أبناء الشعب كان نابعاً برأينا من صميم الواقع.
أنا أقول إن اللغة الكردية ثروة وطنية، و مواهب الشباب العلمية و الفنية هنا ثروة وطنية، و المواهب الرياضية للشباب في كردستان ثروة وطنية. يجب الاستفادة من هذه الثروات الوطنية و الانتفاع منها و تفعيلها.
و أحمد الله على أن المسؤولين يتابعون قضايا الناس في مختلف المحافظات بإخلاص.. إني أشاهد هذا الشيء و أراه. المسؤولون الحكوميين سواء في زياراتهم التي يقومون بها - زيارات المحافظات - أو في قراراتهم الأخرى، أرى عن كثب أنهم يتابعون مشكلات الناس بإخلاص و تحرّق. نتمنى أن تتابع قضايا كردستان إن شاء الله بنفس هذه الروح و الإخلاص. و نحن طبعاً سنطالبهم بالإجابة و تحمل المسؤولية و بما يجب أن يطبّق، و أتمنى بفضل من الله أن يكون مستقبل كردستان كمستقبل هذا البلد العظيم أفضل و أشمخ و أعزّ بكثير من حاضره. كان هذا اليوم و الحمد لله يوماً جد طيب و محبّب بلقائكم كآخر يوم من زيارتي لكردستان.
ربنا، إحفظ هؤلاء الشباب الأبرار الأعزاء لكردستان و للوطن العزيز إيران، و اشملهم بتوفيقاتك. اللهم ذلِّل مشكلات الناس في جميع أنحاء البلاد و في هذه المنطقة. اللهم زد يوماً بعد يوم من عزة شعب إيران أمام الشعوب الأخرى و أمام العتاة و المتغطرسين. ربنا اجعلنا من عبادك الصالحين المخلصين. تقبل منا بكرمك ما قلناه و ما سمعناه، و وفقنا للعمل و التطبيق.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.