بسم الله الرحمن الرحیم
أبارک للمتخرجین الأعزاء من هذه الجامعة المستعدین الآن للدخول إلی ساحة العمل و أداء الواجب، و أبارک کذلک للشباب الأعزاء الذین ینالون رتبهم العسکریة الیوم.. الذین أعدوا أنفسهم للولوج فی میدان العلم و المعرفة و الجاهزیة لأداء الواجبات و الأعمال الکبری. هذه المراسم من أطیب و أفضل المراسم ببرکة حضورکم أیها الشباب الأعزاء و بفضل التواجد فی هذه الساحة العلمیة.
و الأعمال التی تمت - المناورة الجیدة جداً فی هذه الساحة - و النظام و الانضباط لدی القوی، أعمال جدیرة بالتقدیر. هذا التحرک و الانضباط فی القیام بالأعمال الدارجة یمکن أن یکون مؤشراً لوجود النظام و الانتظام الفکری و الروحی، و هو عامل أصلی فی الأعمال و فی السیر علی الصراط المستقیم، و أتمنی أن یکون الأمر کذلک.
ما أرید أن أقوله الیوم لکم یا شبابنا الأعزاء یتعلق بأهمیة قوات الشرطة و أهمیة العمل الذی عقدتم هممکم لإنجازه. ینبغی البحث عن أهمیة قوات الشرطة فی أهمیة الأمن الاجتماعی. بمقدار ما یکون الأمن مهماً للشعب و البلد یجب الاهتمام بحراس الأمن - و من مظاهرهم البارزة قوات الشرطة - بنفس المقدار. عملکم عمل مهم. الأمن فی هذا البلد - سواء کان أمناً اجتماعیاً أو مدنیاً أو نفسیاً أو أخلاقیاً - من الأسس و الأرکان الأصلیة لتقدم البلد و نهوضه و شموخه. و أسوء بلاء یمکن أن ینزل بشعب یسیر فی طریقه نحو التقدم و النمو هو انعدام الأمن. حینما یغیب الأمن فسیغیب تبعاً له التفکیر المنتظم و بالتالی العمل المنتظم، و لن یکون التقدم میسوراً. أضف إلی ذلک أن الأمن حاجة أساسیة للبشر. «الذی أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف» (1). یذکر الله تعالی فی هذه الآیة الشریفة الإطعام و الإنقاذ من الجوع و الإنقاذ من الخوف و انعدام الأمن کنعمتین کبریین یمنّ بهما علی الناس. هذا یشیر إلی أهمیة الأمن.
مضافاً إلی ذلک فإن من الممارسات التی تتابعها القوی الشیطانیة للاستکبار الدولی - و هی فی الوقت الراهن خطر کبیر علی الشعوب المستقلة - بشکل دقیق فی مواجهتهم لنا إفشاء انعدام الأمن، سواء کان انعداماً للأمن الاجتماعی أو الأمن الأخلاقی أو المعنوی أو الروحی. لقد ثبت أن ترویج المخدرات یحصل إثر مخططات سریة یرسمها ساسة الاستکبار للبلدان التی یعادونها. و مثل هذه المسألة بالضبط تنطبق علی إشاعة التحلل الأخلاقی و إضعاف الإیمان و إضعاف الرکائز الأخلاقیة فی المجتمع. کل هذا یزید من أهمیة صیانة الأمن و حفظه. لقد تحمّلتم علی عواتقکم هذا الواجب الکبیر و تریدون الخوض فی هذا المیدان، فاعرفوا قدر ذلک.
الذین یریدون حالیاً توفیر السکینة و الأمن و هدوء البال لجمیع المواطنین فی بلدنا ضمن إطار عملهم فی قوات الشرطة هم فی الحقیقة مجاهدون فی سبیل الله بالمعنی الواقعی للکلمة، و هذا شیء له قیمة کبیرة. و من لوازم هذه المکانة و هذا العنوان الکبیر أن تطهروا العمل من الآفات التی یمکن أن تدخله و تحیط به. هذا هو تأکیدنا الدائم فی السابق و الحاضر حینما نخاطب قوات الشرطة.
قوات الشرطة مظهر اقتدار النظام، و النظام الذی یرید الحفاظ علی أمن البلد و تأمینه و حراسته، و هی إلی ذلک مظهر العطف و الإخلاص و الرأفة و الرحمة التی یعمل بها النظام تجاه کل واحد من أبناء الشعب. یجب الاهتمام بهذین الجانبین إلی جانب بعضهما و بصحبة بعضهما. فی التعلیم و فی الدورات المتنوعة التی تقام لتعلیم الأقسام المختلفة یجب تعلیم هذه المسألة لکل فرد من قوات الشرطة لتکون جزءاً من الثقافة الراسخة لدی قوات الشرطة.
إنکم تریدون أن تکونوا رصیداً لسکینة الناس و هدوء بالهم. یجب أن یشعر الناس بقوتکم و اقتدارکم و ینبغی أن یشعروا کذلک برأفتکم و إخلاصکم و أمانتکم و محبتکم لهم. أنتم الشباب لدیکم جاهزیة للأعمال الکبیرة. قوات الشرطة فی إیران الیوم تختلف اختلافاً کبیراً عما کانت علیه فی العقود السابقة و قد شهدت تقدماً کبیراً. و هناک مجالات تقدم کبیرة أمامکم. المجالات المفتوحة قائمة أمامکم. بمقدورکم بفضل العلم و التجربة و البحث العلمی و التأمل و توظیف کل المواهب و الکنوز التی أودعها الله تعالی فی وجودکم أن تفتحوا هذا المیادین و تکونوا أبطالها.
أیها الأساتذة و القادة المحترمون و کل واحد من العاملین و أنتم الطلبة الجامعیین و الخریجین کلکم مخاطبون بهذا الکلام. وفقکم الله تعالی، فشموخ إیران العزیزة الإسلامیة المتقدمة الرائدة رهن بالإرادة المتینة و العزم الراسخ لشبابنا و نخبنا، و هی حالات مشهودة الیوم و الحمد لله فی کل أنحاء البلاد، و العالم یشاهد ذلک، و سوف تتحسن الحال یوماً بعد یوم إن شاء الله.
أسأل الله تعالی توفیقاته لکم، و أسأله أن یشملکم الدعاء المستجاب لسیدنا الإمام المهدی المنتظر (أرواحنا فداه)، و أن تکون الأرواح الطاهرة لإمامنا الخمینی و الشهداء الأبرار راضیة عنکم جمیعاً.
و السّلام عليكم و رحمة اللَّه و بركاته‌.

الهوامش:
1 - قريش: 4 .