بسم الله الرحمن الرحیم

إنه لیوم طیّب و محبّب بالنسبة لی أن أحضر بینکم هنا أیها الأعزاء و الإخوة و الشباب فی القوات المسلحة، و أراکم عن قرب، و أذکر بعض النقاط لکم، و انتفع من مظاهر تحفزکم و حیویتکم و قلوبکم الطاهرة النیّرة. مبروک علیکم یوم الجیش. أتمنی أن یکون کل واحد منکم - و ربما أتیح القول إنکم عموماً من الشباب و تمرّون بالفترة الجیدة من حیاتکم - خندقاً و نموذجاً رفیعاً لمستقبل بلاده إن شاء الله، و لعزة وطنه، و لشموخ و اقتدار هذا الشعب.. عسی أن یقدّر الله هذا.

الحمد لله علی أن القوة البریة فی الجیش تشهد نمواً و حیویة و توثباً، فهذا ما یشعر به المرء. لقد بدأ هذا التحرک و هذا السیاق المبارک منذ انتصار الثورة الإسلامیة و تأسیس نظام الجمهوریة الإسلامیة. و لا یتصور أحد أنه لم یکن فی الجیش خلال فترة حکم النظام الطاغوتی عناصر مؤمنة أو أنها کانت قلیلة، لا، لیس الأمر کذلک. لقد کنت علی اتصال فی ذلک الحین ببعض العناصر فی الجیش - کانت لی علاقات صداقة مع البعض، و کانت لی مع بعضهم علاقات ثوریة و کفاحیة - و قد کان فی هیکلیة الجیش ذلک الحین أفراد متدینون و محبّون و صادقون و لم یکونوا قلائل. کان بوسع المرء أن یری هذا فی أماکن و مناسبات مختلفة. و قد رأیت ذلک و شهدته. و کان هناک أصدقاء آخرون علی علاقة هم أیضاً ببعض الجوانب و الأقسام. بید أن توجهات الأفراد لها معنی و توجهات المؤسسات و الوضع العام لها معنی آخر. حینما تکون التوجهات العامة لمجتمع أو مؤسسة أو منظومة خاطئة فإن الجهود الفردیة فی ذلک المجتمع مهما کانت کثیرة لن تؤتی أکلها و ثمارها. و هکذا کان الوضع یومذاک.

یروی عن الإمام الصادق (علیه السلام) - و الظاهر أنها روایة عن الإمام الصادق (علیه السلام) ینقل فیها حدیثاً قدسیاً - أنه قال: «لأعذبنّ کل رعیة فی الإسلام أطاعت إماماً جائراً لیس من الله عزّ و جلّ، و إن کانت الرعیّة فی أعمالها برّة تقیّة» (1). و مضمون الحدیث هو أنه لو کان علی رأس النظام الحاکم فی مجتمع أناس فاسدون غیر مؤهلین و جائرون و منحرفون فإن التحرکات و الأعمال الإیمانیة للأفراد فی ذلک المجتمع لن تجدی نفعاً، و إذا کان البعض مستسلمین فی مثل هذا المجتمع و یطیعون أولئک الجائرین فإن الله سوف یعذبهم. و طبعاً یوجد فی نفس هذا الحدیث القدسی عکس ذلک: «و لأعفونّ عن کل رعیة فی الإسلام أطاعت إماماً هادیاً من الله عزّ و جلّ، و إن کانت الرعیة فی أعمالها ظالمة مسیئة». و لهذا طبعاً شروحه و لا یمکن الاکتفاء بهذا الظاهر.

خلاصة الفکرة و روحها هو أنه إذا کان نظام الحکم و السیادة فی منظومة معینة أو بلد أو مجتمع نظاماً إلهیاً عادلاً فإن الذین یطیعون هذا النظام سیشملهم عفو الله حتی لو کانت لهم بعض الخطایا. و لکم أن تأخذوا هذا بمقیاس بلد أو أمة أو مجتمع أو مؤسسة مثل مؤسسة الجیش.

یومذاک کان الجیش بید غیر المؤهلین و الدخلاء. و لکن حین انطلق تحرک الجماهیر عرفت الهیکلیة المتدینة و العدد القلیل من المؤمنین الذین کانوا فی المستویات العلیا، عرفوا طریقهم و اکتشفوا أنفسهم. و منذ الأیام الأولی لانتصار الثورة جاء بعض الأفراد و ساعدوا العناصر الثوریة من أجل أن یکون لهم لغتهم المشترکة مع الجیش و یتحاوروا معه. لم یکونوا یعرفون بعضهم، لا المسؤولون و لا الثوریون و لا المناضلون و لا رجال الدین، و لا الشرائح الجامعیة لم تکن لها علاقاتها بالجیش، و لم تکن لها لغة مشترکة مع الجیش. و قد حصلت هذه اللغة المشترکة و توفرت بفضل الثورة.

و الجیش الیوم من أکثر مؤسسات البلاد شعبیة و اندکاکاً بالشعب. من بین المؤسسات المختلفة التی تشکل بنیة البلاد و النظام، حینما ننظر إلی الجیش نری أنه من أقرب المؤسسات إلی میول الناس و مشاعرهم، و إلی المساعدة فی المسیرة العامة للبلاد. هذا شیء له قیمة کبیرة جداً. صحیح أن الجیوش تتکوّن و تستخدم فی العالم تحت شعار حمایة المصالح الوطنیة، و لکن هل هذا هو الواقع؟ هل الجیش الأمریکی فی العراق و أفغانستان یحمی المصالح الوطنیة الأمریکیة؟ هل انتفع الشعب الأمریکی شیئاً من احتلال أفغانستان؟ و هل هو راض و مرتاح لتقتیل الشعب الأفغانی؟ هل تتأمّن المصالح الأمریکیة بأن یأتی الجنود الأمریکیون المرتزقة و یفتحوا النار علی الناس، ثم یمثلون بأجسادهم، ثم یلتقطوا صوراً تذکاریة مع قطع أجسادهم المبضّعة؟ إذا سأل سائل رؤساء نظام الولایات المتحدة: لأی شیء تریدون هذا الجیش الواسع و هذه التجهیزات الحدیثة و فوق الحدیثة؟ فسیکون جوابهم: من أجل المصالح الوطنیة. فهل هم صادقون؟ و کذا الحال فی کل مکان من العالم تقریباً.

و أنا طبعاً لا أدّعی أن الحال هکذا علی وجه التحقیق - لأن معلوماتی لیست کاملة، فقد تکون هنا و هناک حالات تنقض هذا الکلام - لکن ما رأیناه و علمناه یشیر إلی أن الأمر هکذا غالباً فی العالم. تتکوّن الجیوش باسم المصالح الوطنیة لکنها لا تعمل لأجل المصالح الوطنیة. إنما تعمل لصالح النزوات السیاسیة. و قد کان الحال هکذا علی مرّ التاریخ. یأخذون من هنا أکثر من ملیون جندی نحو الیونان - هذه هی المفاخر التاریخیة لطاغوتنا خشایار شاه - من أجل أن یستطیعوا احتلال الیونان، ثم یعودون مهزومین منکسرین مدمرین إلی بلادهم. لم یکن هذا من أجل المصالح الوطنیة. علی مرّ التاریخ - فی حدود اطلاعنا و بمقدار ما یدلنا علیه التاریخ، و ما استطعنا معرفته و الوصول إلیه، و ما نشاهده الیوم فی العالم - کانت جیوش العالم علی هذه الشاکلة غالباً، إما فی خدمة النزعات السلطویة الشخصیة أو فی خدمة حفظ القوی الطاغوتیة.

فی بدایات الثورة، و فی أحد القصور الملکیة، حیث وضعوا قطعات من الجیش هناک لأجل الحمایة و الحراسة، علقوا لافتة کتب علیها ما مضمونه: إننا - أی الجیش - تشکلنا أساساً للحفاظ علی روح هذا الطاغوت! و هذا طبعاً بعید جداً عن المصالح الوطنیة. إذا وجدنا فی العالم جیشاً عقائده مثل عقائد الشعب و مشاعره مثل مشاعر الشعب، و لیس فی خدمة الأشخاص و الأفراد، بل فی خدمة الشعب و المصالح الوطنیة بالمعنی الحقیقی للکلمة، فإن هذا الجیش له قیمة کبیرة، و هذا الجیش هو أنتم. إننی لا أعرف حالة أخری مماثلة حقاً. و فی البلدان التی ثارت لتوّها یجب أن نری ماذا ستکون الثمار و ما الذی سوف یفعلونه. لکن، لحد الآن لا أعرف حقاً مثل هکذا جیش. جیش لا یکون فی خدمة النزعات السلطویة الشخصیة، و لا یموت من أجل شخص.

و یجب أن أؤکد هنا أنه لا الله یرضی، و لا أحکام الإسلام تسمح أن نقول إن جیشنا أو قواتنا المسلحة أو عناصرنا تموت من أجل فلان من الناس، لا. نعم، الکل یموتون من أجل الإسلام، و فلان من الناس أیضاً یموت لأجل الإسلام. من أجل رفع رایة استقلال البلاد - و هو البلد الإسلامی - یکون الجمیع جاهزین للموت فی هذا السبیل. و هذا الموت اسمه الشهادة. فی هذه الحالة سیکون هذا الجیش جیشاً إلهیاً معنویاً و جیشاً إسلامیاً. هذه هی الشجرة الطیبة التی تحدثنا عنها. لقد کان هذا هو الهدف منذ بدایة الثورة و إلی الیوم. و لحسن الحظ فقد اقتربنا یوماً بعد یوم من هذا الهدف. هذا ما أقوله لکم.

لقد کنت علی اطلاع قریب بمسیرة الجیش الطویلة علی مدی أکثر من ثلاثین سنة. لقد حضرت أول مراسم لیوم الجیش فی التاسع و العشرین من فروردین. یوم کان الإمام الخمینی فی سنة 58 راقداً فی المستشفی، حیث أقاموا أمام المستشفی منصة، و قدمت وحدات من الجیش استعراضها أمام المنصة، و أعلن یوم الجیش من قبل الإمام الخمینی. إننی أری أوضاع الجیش. و من بین الجموع الحاضرة هنا - الذین کانوا فی الجیش منذ ثلاثین عاماً فصاعداً - قد لا یکون هناک من لم أشارک فی مراسم تخرّجه. حسب الظاهر فقد شارکت فی مراسم تخرج کل واحد منکم و نیل رتبته، أنتم الذین التحقتم بالکلیة و أصبحتم ضباطاً و حصلتم علی الرتب العسکریة. أنظر فأری أن جیشنا قد تقدم قیاساً إلی ما کان علیه قبل عشرین سنة و خمس عشرة سنة. و قد تقدم کثیراً عمّا کان علیه فی بدایة الثورة. هذا تحرک جید و ینبغی علیکم مواصلته. إنه تحرک فیه سعادة الدنیا و الآخرة.

لقد تکوّن فی العالم الیوم تیار علمَ و عرفَ الجمیعُ أنه تیار یعارض نظام الهیمنة. إننا لیست لدینا مشکلة مع الأشخاص و الأفراد - الأشخاص من هذا الجانب من العالم أو من ذاک الجانب من عالم - إنما القضیة قضیة نظام الهیمنة. ما معنی نظام الهیمنة؟ معناه آلیة فی العالم تتصنف فیها البلدان و الشعوب إلی قسمین: مهیمن و خاضع للهیمنة. و البعض من هؤلاء المهیمنین الخبثاء یکتمون هذا المعنی و هذا المضمون و ینکرونه، و لا یذکرونه أو یعترفون به، لکن البعض و بسبب بلاهتهم الذاتیة یعترفون به، نظیر رئیس جمهوریة أمریکا السابق الذی صرّح یقول: فی قضیة أفغانستان و قضیة أبراج نیویورک و ما إلی ذلک، کل من لا یکون مع أمریکا فهو ضدنا! هذه طبعاً حماقة. هکذا ینظّم المهیمنون العالمیون علاقاتهم مع العالم.. یریدون أن یکون العالم خاضعاً لهیمنتهم.

مشکلة الأجهزة المقتدرة المهیمنة فی العالم هی أن تیاراً تکوّن فی العالم الیوم یعارض هذه الآلیة. و فی قلب هذا التیار تقف إیران الإسلامیة.. تقفون أنتم. و صبر إیران الإسلامیة کبیر. فی الیوم الأول الذی أطلقنا فیه هذه الحرکة لم یکن ثمة تجاوب من أی مکان من العالم. کنا نتصور أن بعض الشعوب سوف تنضم لهذه الحرکة بسرعة، لکن هذا لم یحصل. و بعد مرور أعوام و بالتدریج و شیئاً فشیئاً تغلغلت هذه الأفکار بصورة جیدة فی أذهان الشعوب و أجسامها.. تکامل البناء شیئاً فشیئاً و رویداً رویداً إلی أن حانت الفرصة فی وقت معین. و هکذا هی کل التحرکات التاریخیة. التحرکات التاریخیة مع أنها قد تبدو دفعیة و فجائیة لکن أیّاً منها لیست بدفعیة، بل تدریجیة، لکنها تنتظر الشرارة الأخیرة، کأن تقع حادثة معینة أو قضیة معینة، و فجأة تظهر تلک المواهب و الطاقات المتراکمة فی ما یشبه النابض المضغوط، و تتحرّر الطاقات الکامنة، فیکون الأمر کما حصل فی مصر أو باقی الأماکن. طال الأمر ثلاثین عاماً إلی أن وصلنا إلی ما نحن علیه. و إذن، فهذه الحرکة حرکة مهمة. المستعمرون و المقتدرون یخافون هذه الحرکة بالمعنی الحقیقی للکلمة. کل هذا التهدید و الوعید و العنتریات و حالات الحظر و النزاعات و ما إلی ذلک.. کله ناجم عن الخوف.

إننی لا أدعی أنهم یخافون من الجمهوریة الإسلامیة خصوصاً کحکومة أو کجیش، فلیست هذه هی القضیة، إنما یخافون من هذا التحرک و التیار، یخافون من هذه الظاهرة غیر المسبوقة و غیر المعروفة تماماً بالنسبة لهم. و نبض هذه الحرکة الآخذ بالتصاعد و التجدد و الخفقان موجود هنا. إنهم یخافون من شبابنا المؤمنین أصحاب العزیمة، و من مشاعرنا الوطنیة التی هی فی ذروتها و المصاحبة لمعرفة جیدة، و لا أقول ممتازة. إن مستوی المعرفة و مستوی البصیرة فی بلادنا الیوم جید للحق و الإنصاف.

إنکم جزء من هذه المنظومة الحساسة المهمة - القوات المسلحة مؤسسة حساسة - و یجب الحفاظ علی هذا و مواصلته. یطیب لی فی جمع القادة المحترمین أن أروی عبارة عن لسان أحد القادة العسکریین. لقد جاءنی هذا الآمر العسکری فی بدایات الثورة و قال عبارة فأعجبتنی أیّما إعجاب - و هی صحیحة - و بقیت فی بالی إلی الیوم. قال: ثمة فی آمریة القوات المسلحة عنصر أو جزء من القیادة. أنتم الآمرون و القادة مستقبلُ هذه القوات و الجیش. یجب أن تعززوا فی أنفسکم القدرة علی القیادة. الأمریة تعنی: أفعل و لا تفعل، و الأمر و النهی. و القیادة تعنی التحرک و السلوک و عرض المؤشرات و العلامات التی تحلّ محلّ ذلک الـ إفعل و لا تفعل. القیادة تخلق التحرک من دون إفعل و لا تفعل. تحرک مصدره القلب. بدل التواصل مع الأجسام یحصل تواصل و ارتباط مع القلوب. یجب أن توجدوا هذه الحالة فی أنفسکم و تعززوها.

و إذا کان هذا فإن النصر أکید لبلادنا و شعبنا. أی إن هذه الحالة و هذا الشعور یهبّان لمساعدة الإنسان فی اللحظات الصعبة العصیبة. و قد شاهدت نماذج فی هذا الخصوص. هناک نماذج و رموز معروفة جداً و الکل یعرفونهم.. مثل الشهید صیاد شیرازی، و الشهید بابائی، الذین کانوا منذ أول الحرب إلی نهایتها ثم استشهدوا. لکننی شاهدت الکثیر من الأفراد من هذا القبیل بین القواعد و غیر المعروفین أیضاً.. فی القوات المسلحة و فی فترة الحرب و فی جبهات القتال، و فی اجتماعات اتخاذ القرار و صناعة القرار خلف الجبهة.. و هذا بدوره علی جانب کبیر من الأهمیة. غالباً ما تکون التحرکات فی الخطوط الأمامیة ناجمة عن عزائم و إرادات ینعقد و یتشکل الکثیر منها خلف الجبهات. إذا کانت هذه الإرادات صادقة و تستطیع التغلغل إلی الخطوط الأمامیة عندها ستحصل حالات الشجاعة تلک، و أحیاناً یلاحظ المرء حالات الشجاعة هذه بصورة بارزة و ممیزة. ینبغی أخذ هذه الأمور بنظر الاعتبار.

علی کل حال القوة البریة مهمة. القوة البریة قسم مهم جداً فی منظومة الجیش. یقال دوماً إن العمود الفقری للجیش هو القوة البریة. قد تکون الاشتباکات الأرضیة فی الحروب الدارجة فی العالم الیوم غیر متوقعة إلی حدّ ما - و هذا هو الواقع، حیث أن الاشتباکات البحریة و المضادات و ما إلی ذلک متوقعة أکثر - لکن القوة البریة یجب أن تحافظ و ترفع دوماً من جاهزیتها الحقیقیة. الجاهزیة الحقیقیة تعنی الإیمان و التحفز و التعلیم، و المستوی العلمی العالی فی القتال، و حقول التخصص اللازمة، و الجاهزیة للعمل، و متانة الشخصیة. الشخصیة الأخلاقیة و الشخصیة السلوکیة یجب أن تکون قویة و متینة إلی درجة أن المغریات المختلفة و الخادعة لا تتمکن من التأثیر علیها و فرض الذلة و الهوان علیها. بعض مغریات الحیاة تسبب أحیاناً الذلة للبشر. یشاهد المرء أن البعض یصابون بالذلة لأجل المال، أو تحلّ بهم الذلة بسبب المناصب. أو بسبب الدوافع الجنسیة. هذه ذلة للإنسان. أعزّ و أکرم الناس هم أولئک الذین لا تذلّهم هذه المغریات و النزعات. و طبعاً هذا لا یعنی التنکر لجاذبیات الحیاة و الإعراض عنها، إنما معناها عدم الخضوع لقهرها. و إلا فالإسلام لا یقول یجب أن لا تکون لکم أموالکم أو مناصبکم، و لا یقول لا تتمتعوا بمختلف النعم و الجاذبیات، و لکن لا تقعوا أسری لها و لا تخضعوا لقهرها و سطوتها، و لا تکونوا إذلاء لها. یجب أن تکون لدیکم القدرة علی المقاومة و الصمود و الثبات و الامتناع. هذا ما یوفر لکم الجاهزیة.

طیّب، الکلام کثیر معکم أیها الأصدقاء و الإخوة و الشباب، و یا أبنائی الأعزاء، لکن الوقت لیس بکثیر. نتمنی أن یوفقکم الله تعالی و یؤیدکم.

اللهم، أنزل برکاتک علی هذا الجمع. اللهم أنزل برکاتک علی شعب إیران. أنزل برکاتک و فضلک علی قواتنا المسلحة و علی جیش الجمهوریة الإسلامیة. ربنا قوّ أکثر فأکثر أواصر المحبة و العطف و الأخوة و الصداقة و الصمیمیة بین مؤسسات القوات المسلحة من جیش و حرس و قوات شرطة و غیرهم. ربنا بمحمد و آل محمد اجعلنا من عبادک الذین قلت عنهم : «رضی الله عنهم و رضوا عنه». (2) اللهم اجعلنا من عبادک الذین وعدت بالدفاع عنهم و حمایتهم. اللهم اجعلنا ممن تشملهم أدعیة إمامنا المهدی المنتظر (أرواحنا فداه) و اجعل أدعیته فینا مستجابة.

و السلام علیکم و رحمة الله و برکاته.

الهوامش:
1 - بحار الأنوار، ج 25 ، ص 110 .
2 - سورة المائدة، الآیة 119 .